في حفل أقيم علي مسرح الجمهورية مساء 25 نوفمبر 1980 بحضور الرئيس انور السادات فوجئ الحاضرون بشيخ وقور علي مشارف السبعين يلقي قصيدة فخمة عن الزعيم محمد فريد وقد احتفي به السادات وأطلق عليه لقب »شيخ الشعراء» انه الشاعر عامر بحيري الذي بزغ نجمه بمدرسة أبوللو الشعرية في الثلاثينيات واشتهر بأنه شاعر الملاحم والشاعر الذي ترجم مسرحيات شكسبير شعراً.. ومن اللافت للنظر ان مولده كان في رمضان »3 ديسمبر 1912» ورحيله كان في عيد الفطر »20 مايو 1988» وكأن الله سبحانه وتعالي أراد بذلك ان يختص شاعرنا بنفحات إيمانية نراها بوضوح إذا رسمنا »بورتريها» لملامحه الشخصية من خلال قصائده الروحية الخالصة التي كتبها في منزل الوحي بالحجاز ورياض النبوة بالمدينة حيث انتدب للتدريس بالسعودية سنة 1947 وأقام هناك 3 سنوات فقال: »جعلت بمكة الكبري مقامي.. فطاب بها وشرفني المقام.. وأهل البيت لي أهلي وحولي.. بدار العلم أبناء كرام» وكتب هناك روائع عديدة منها »حمام الحرم»، »نحو القبة الخضراء» وبعد عودته لمصر كتب ملحمة »أمير الانبياء» وكتب أيضاً »النبي والمعركة» عقب نكسة 1967 وتنبأ بالنصر القريب حيث قال »غداً لنا أمل في الله ناصرنا.. وكم لنا في رسول الله من أمل».. و»المبحر» في انتاج »البحيري» الغزير يجده شديد الحب للرسول صلي الله عليه وسلم وآل البيت رضي الله عنهم، شديد الولع بالصوفية شديد التأثر بكبار الأئمة كالغزالي والشعراني والقشيري وأبي الحسن الشاذلي وكأنه ارتشف من رحيق زهورهم ليفرز لنا عسلاً شعرياً تحس بحلاوة مذاقه في قصائده عن المولد النبوي الشريف والسيدة فاطمة الزهراء وسيدنا الامام الحسين والسيدة زينب رضوان الله عليهم.