عندما سألت ياكوب ايرل مدير معهد الحوار الدنماركي عن الفجوة الكبيرة التي تفصل الحياة السياسية واسلوب وآلية الانتخابات في الدنمارك عن مثيلتها في مصر، ورؤيته للنقطة التي يمكن ان نبدأ منها في مصر، وألا نكتفي بمصمصة الشفاة علي ما رأيناه هناك، ونستشعر انه من المستحيل ان نراه في مصر في الاجل القريب. رد الرجل بابتسامة فهمت مغزاها لكنه للامانة كان اكثر تفاؤلا مني، ومن الزملاء الاعلاميين الذين ذهبوا الي كوبنهاجن ليدرسوا تجربتها، وقال ان الطريق فقط صعب، ويحتاج لمزيد من الصبر لعقود طويلة لم يستطع ان يقوم حزب واحد في الدنمارك بالحصول علي الاغلبية التي تتيح له تشكيل الحكومة منفردا، بل تلجأ عدة احزاب الي خوض الانتخابات كائتلاف، والشواهد كلها تقول ان الاحزاب ذات المرجعيات القريبة من بعضها يمكن ان تخوض الانتخابات المقبلة علي هيئة ائتلافات. 21 من شباب الاحزاب في مصر، شاهدوا عن قرب كل صغيرة وكبيرة خلال اسبوع يمثل نصف سدة الحملة الانتخابية في الدنمارك.. وهناك رأوا شبابا في مثل اعمارهم، وربما اصغر يتصدرون المشهد، ويغيرون، ويقودون احزابهم الي المستقبل. نحن في انتظار حصاد هذه الرحلة لمتابعة التجربة الدنماركية.