بدأ العد التنازلي لتحرير مدينة بني وليد احد اخر معاقل الزعيم الليبي معمر القذافي في جنوب شرق طرابلس حيث أمهل الثوار الليبيون أهالي المدينة يومين إضافيين ليغادروها قبل شن هجوم شامل عليها. وقد وجه الثوار نداء بهذا المعني إلي سكان بني وليد عبر الإذاعة المحلية لمدينة ترهونة المجاورة. وقام المقاتلون التابعون للمجلس الوطني الانتقالي بتوزيع وقود السيارات بالمجان عند مدخل المدينة التي تسكنها قبيلة ورفلة كبري القبائل الليبية والتي يسعي المجلس إلي ضمها للحكومة الجديدة المزمع تشكيلها. وقدر المجلس الانتقالي أن حوالي نصف عائلات بني وليد فروا شمالا باتجاه طرابلس وكذلك في اتجاه مدينة مصراتة الساحلية ولكن كثيرين من مؤيدي القذافي بقوا في البلدة. وقال الثوار الذين سيطروا علي بعض الأحياء الشمالية من المدينة، إن أفراد الكتائب نشروا قناصة وهم يتخذون السكان دروعا بشرية مما أخّر الهجوم النهائي الذي كان يفترض أن يبدأ نهاية الأسبوع الماضي بعدما بلغت المفاوضات طريقا مسدودا. ونقلت قناة الجزيرة عن سكان تمكنوا من مغادرة بني وليد إلي مدن محررة من بينها طرابلس ومصراتة، أن الموالين للقذافي - الذين لا يزالون يرفعون أعلام نظام القذافي الخضراء- قصفوا أحياء رفعت علم الثورة. وقالوا أيضا أن إذاعة محلية متنقلة -علي الأرجح- تحرض الناس علي قتال الثوار كما أنها مررت رسالة صوتية جديدة للقذافي دعا فيها إلي المقاومة وقال إن الثوار جاءوا للقتل والتدمير. في غضون ذلك حشد الثوار قوات لتحرير سبها في الجنوب، كما أحكموا تطويق سرت. وكان ثوار سبها قد بسطوا منذ مدة سيطرتهم علي عدد من أحياء المدينة مثل القرضة ورفعوا فوقها أعلام الثورة. الا أنهم يقولون إن المدينة شبه محاصرة من الموالين للقذافي الذين يهاجمونها بين حين وآخر انطلاقا من الأحياء التي لا تزال خاضعة لهم. واعلن الثوار إنهم استطاعوا تحرير الجانب الغربي من وادي حمر مندفعين من ثلاث جهات، من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة هراوة، وسيطروا علي المشارف الشرقية للمدينة. وشن الثوار حملتهم علي وادي حمر باستخدام الدبابات وقاذفات الصواريخ في مواجهة مقاومة قوية من كتائب القذافي. وتقدم الثوار ثلاثين كيلومترا الي الغرب من مدينة سرت، ومن الشرق باتجاه هراوة التي تبعد خمسين كيلومترا عن المدينة. من جهة اخري اعلنت النيجر ان الساعدي القذافي وصل مساء امس الاول الي العاصمة نيامي. علي صعيد اخر اجتمع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان مع مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي في طرابلس. ويعتبر فيلتمان اول مسئول امريكي يزور طرابلس منذ سقوطها في ايدي الثوار.