22 ألف عالم مصرى فى الخارج على حكومة الثورة أن تبحث كيف تستفىد منهم د. عاطف طرفة درس العمارة والتخطيط العمراني واستقر بباريس منذ عام 1972.. كان حلمه وحلم كثير من المصريين العودة لأرض الوطن لكن عبثا حاول.. فقد رفضت عودته إدارة البعثات في التعليم العالي في مفارقة غريبة.. فقد اعترفت بدرجة الدكتوراه من باريس ولم تعترف بحصوله علي البكالوريوس من باريس أيضا..وطلبت منه الانتظار سنة 1980 حتي تبحث في أمر البكالوريوس.. ومن ثم تبحث في تعيينه بالجامعة..انتظر طويلا وبلا رد.. فعاد إلي باريس وعمل بجامعة لافيليت.. ثم افتتح مكتبا للتخطيط العمراني وأسس حياته المهنية.. زار مصر أثناء غربته مرات.. ساءه ما سمعه عن علاقات مشبوهة من النظام السابق بالجهات المصرية العاملة بباريس .. جاءت من هنا فكرة لجنة الإصلاح ومكافحة الفساد التي يرأسها والمختصة بمراقبة ومتابعة الجهات المصرية العاملة هناك..زيارته هذه لمصر ممتدة لمصر لأكثر من شهرين وهي المرة الأولي طوال سنوات هجرته التي يمكث فيها بمصر هذه المدة.. وانتهزنا فرصة وجوده بمصر واجرينا معه هذا الحديث: من موقعك بباريس هل طرأ جديد علي حياة الجالية المصرية بفرنسا بعد ثورة يناير ؟ بالتأكيد طرأ جديد علي حياتنا في فرنسا بعد ثورة يناير.. فقد شعرنا كأن الكرامة ردت إلينا.. فقد كنا نعيش وكأننا جالية هاربة من بلادها ولا كرامة لنا في فرنسا..حتي السفارة المصرية كنا نعتبرها احد أبغض الأماكن عندنا.. فالسفارة كانت مسخرة لخدمة عائلة الرئيس وتسخير خدماتها لرجال النظام السابق.. أما المصريون هناك فلهم الله.. لكن كل شئ من حولنا في فرنسا تغير بالفعل بعد يناير.. الآن نتعامل بطريقة مختلفة يعني نعامل بطريقة أفضل من قبل الفرنسيين نشعرنا بكرامتنا.. وأظن أن هذا كان شعار ثوار يناير.. حتي رؤية الجاليات العربية لنا قد تبدلت.. تصور مثلا المصريون وجدوا اعمالا ووظائف بفرنسا فقط لانهم مصريون بعد ثورة يناير.. الكل يتسابق لالحاق المصريين بالاعمال ربما تكون حالة طارئة.. لكنها عموما ترجع لنظرة الناس في فرنسا للمصريين وما قاموا به. محاربة الفساد أنت رئيس (اللجنة المصرية للإصلاح ومحاربة الفساد) بباريس..ما مهمة هذه اللجنة وماذا قدمت ؟ اللجنة تكونت منذ 2009 من بعض المتطوعين المصريين العاملين بفرنسا لمراقبة الجهات المصرية العاملة بفرنسا..ومن أولويتها محاربة الفساد الموجود في المصالح المصرية والدوائر المختصة بالتعامل مع المصريين.. وأفراد اللجنة المتطوعين تعاهدوا علي كشف الفساد المالي والتجاري للجهات المصرية بفرنسا.. كما أن من مهامها تتبع المصريين الفاسدين الهاربين مصر ومختبئين بفرنسا.. وبالفعل حصلنا علي معلومات عن بعضهم وأرسلنا أسماء بعض الشخصيات الهاربة وبمعلومات موثقة عنها.. وكنا أول من ابلغ السلطات المصرية عن وجود رامي لكح بفرنسا وابلغنا رئيس وزراء النظام السابق بمكاتبات عن بعض ممارسات الفساد للقائمين علي الأعمال المصرية بفرنسا.. وأبلغنا مثلا عن أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان اشتري أربع شقق في باريس قبيل شهور بسيطة من ثورة يناير..! كما كشفنا عن الشقق المشتراة بباريس بمعرفة رجال النظام السابق مثل صفوت الشريف وزكريا عزمي والفريق احمد شفيق وفتحي سرور واحمد عز.. والمدهش أن السفارة المصرية بباريس كانت تقوم بدور الوسيط لعقد صفقات شراء الشقق لهؤلاء وغيرهم من رجالات النظام السابق.. لكن بالطبع لم يتحرك احد من أركان النظام السابق لأنه ببساطة "حاميها حراميها" ! والعجيب أنه لم يتغير سفير واحد بعد الثورة في أي سفارة مصرية مما يعني أن يناير لم يصل للسفارات المصرية بالخارج.. حتي نبيل العربي لم يستدع سفيرا واحدا لتقصي الحقائق.. وكان يمكن الوقوف علي العقارات التي يملكها رموز النظام السابق من خلال السفارات المصرية.. لكن يخيل لي أنه كان هناك عمد لعدم فتح هذا الملف..وهذا ما دفع شباب 25يناير لاحتلال السفارة بباريس والمطالبة برحيل السفير المصري ناصر كامل باعتباره رمزا للنظام الفاسد. أهم مشاكل الجالية المصرية في فرنسا؟ ربما يكون عدم وجود أوراق للعمل رسمية من الحكومة الفرنسية أهم المشكلات خاصة بالنسبة للمقيمين إقامة شبه دائمة وهم اكبر نسبة من المصريين..ومع العلم معهم جوازات سفر صالحة..ولذلك لابد من تدخل الحكومة المصرية مع الحكومة الفرنسية للعمل علي إكسابهم تواجدا شرعيا بالبلاد..ونحن نحاول كجمعية مصرية بباريس حل المشكلات التي تنجم عن الإقامة غير الشرعية..ولابد ان نعلم ان مشكلات كثيرة ممكن أن تحدث من الإقامة غير الشرعية كاستغلال المصريين في أعمال غير إنسانية.. أو تجنيد المصريين الصغار من قبل جهات مشبوهة واخذ معلومات تضر البلاد. حق التصويت سمعت انكم تطالبون بالتصويت في الانتخابات القادمة..فماذا فعلتم للحصول علي حقكم في التصويت؟ هذا مطلب نكافح من اجله منذ سنوات طويلة.. فليس معني أننا نعمل في فرنسا اننا انفصلنا عن وطننا الام..! والعجيب اننا نكافح فيما أصبح معلوما بالضرورة ..فقد نالت معظم جاليات العالم هذ الحق حتي في الدول الصغيرة.. وكأن النظام السابق قد استغني عن المصريين في الخارج ولا يريد ان يربطهم بوطنهم الام..وهذا يتسق مع ما كان يحدث في التعامل حتي مع الخبرات المصرية العالمية في الخارج رغم أهمية هذه الخبرات وقدرتها علي المشاركة في حل مشاكلها .. كل حكومات العالم تطلب خبرات مواطنيها الذين درسوا في الدول الغربية لحل بعض المشاكل لديها إلا نحن رغم حبنا لبلادنا وقدرتنا علي المساهمة في حل مشاكلها.. فأرجو ان نمنح هذه الفرصة لرد جميل بلادنا علينا.. خاصة اننا قادرون.. عموما كلنا نشعر أن النظام السابق استغني عن المصريين في الخارج.. لكنه ربطهم دعائيا بوطنهم لتجميل وجهه..! لمن ستذهب أصوات الجالية المصرية بفرنسا من مرشحي الرئاسة..في حالة مشاركتهم بأصواتهم ؟ حتي الآن لا يوجد إجماع علي مرشح للرئاسة بعينه من قبل الجالية المصرية بفرنسا..لكن الأخطر والاهم من ذلك أن نتفق علي مواصفات الرئيس القادم كما يحدث في كل العالم المتقدم إذا أردنا فعلا أن نشتغل صح.. فمن يرد أن يترشح لرئاسة الدولة فعليه في البداية أن يتقدم لكشف طبي يعني يجب أن نعرف كل شئ عن صحته الجسدية والنفسية والعصبية.. خاصة انه نما لعلمنا أن بعض من مرشحي الرئاسة ممن تخطوا السبعين عاما وللأسف لهم شعبية كبيرة في مصر مصابون بأمراض قد تعوقهم عن أداء مهمتهم الرئاسية بسب تأثيراتها الجسدية والنفسية.. وممكن ان يتحول أي منهم بسبب مرضه الي فرعون..! في انتخابات الرئاسة الفرنسية توجد لجنة طبية تابعة لرئاسة الوزارة من مهامها إعداد تقرير طبي عن الحالة الصحية للرئيس المحتمل أو مرشح الرئاسة ..ومازلنا نذكر ما حدث في انتخابات رئاسة ميتران عندما اخفوا عن الشعب انه يعاني من سرطان البروستاتا واعتبروا هذا كارثة سياسية كادت تسبب أزمة كبيرة..ثم علي المرشح تقديم إقرار الذمة المالية الذي يحاسب علي أساسه في نهاية ولايته.. ولابد أن يذاع وينشر هذا الإقرار في وسائل الإعلام..كما لابد من نشر صحيفة حالته الجنائية..الغريب ان من يتقدم للعمل كساعي في مصلحة حكومية يطلب منه ذلك.. أما رئيس الجمهورية في بلادنا فليس مطلوبا..ومع ثورة يناير لابد أن تختلف الأمور..! المساكن الشعبية كأستاذ للعمارة طلبت منك وزارة التنمية المحلية في مصر إعداد رؤية لتحديث المساكن الشعبية المصرية لتصبح علي غرار مثيلاتها في فرنسا.. فما الجديد في هذا الأمر؟ لا تتعجب حين أقول لك أن اكبر ثروة في فرنسا هي ثروتها العقارية خاصة في مساكنها الشعبية.. والحكومة الفرنسية تحافظ عليها كقيمة عقارية تساهم في زيادة دخل البلاد.. واهتمت فرنسا بتطوير مناطقها العشوائية في عهد بومبيدو كانت العملية أصعب بكثير من العشوائيات من مصر.. لأنها كانت مناطق مليئة بالممنوعات مخدرات وبلطجية ودعارة وجرائم قتل.. ووضعت سياسة إسكانية جديدة لرعاية الثروة العقارية وصيانتها ولم تعد المسألة مجرد حصول الفرد علي سكن وتركه يفعل فيه ما يشاء يخلع باب يغير شكل السكن من الخارج وانما ساكن العشوائيات يحصل علي السكن الجديد في المساكن الشعبية ويتعهد كتابيا بعدم المساس بهيئة وشكل المسكن حتي يتم الحفاظ علي الشكل الجمالي للسكن ويصبح أكثر إنسانية..! وحتي لو كان الفرد من المعدمين فالحكومة تدفع عنه الإيجار مع المحافظة علي المسكن وتتخذ ضده الإجراءات القانونية وبكل صرامة إذا اخل بشروط العقد..والعمارات التي تبني لا ترتفع أكثر من خمسة ادوار وكل مجموعة مساكن بجانب بعضها مسئول عنها موظف تابع للمحافظة عليه تقديم تقرير شهري عن حالة المساكن والإخطار بأي عبث ولا يسمح وبالقانون بحدوث أية ضوضاء أو إزعاج ..وهذه طريقة لتهذيب الناس وتحويلهم وإكسابهم سلوكا حضاريا جديدا.. ولذلك المساكن الشعبية هناك مازالت تحتفظ بقيمتها..ولا يسمح لأي فرد بالتصرف في مسكنه قبل اخذ رأي المحافظة..فأحيانا تشتري المحافظة المسكن وتجدده من الداخل ثم يتم تأجيره ليدر دخلا عليها! أما في مصر المساكن الشعبية كارثة قومية وليست ثروة قومية..نحن نتركها لمن يسكنها يفعل بها ما يشاء دون حسيب أو رقيب مضحين بالثروة العقارية للأسف غير مقدرين أهميتها.. وسوف أقدم لوزارة التنمية المحلية دراسة عن تطوير المناطق العشوائية خاصة انني متخصص في تطوير المناطق الشعبية.. أخيرا لابد أن يوضع أطلس لمشاكل مصر المعمارية و الصحية والتعليمية والتعامل مع مشاكل مصر بروح الخيال.. نحن نسينا أننا عبرنا القناة وحطمنا خط بارليف بخيال أولادنا أولا..النظام السابق قتل الخيال عند المصريين..لكن أولادنا أعادوا لنا الحلم ومصر بخيالهم عبر الوسائط المتعددة. البيت المصري ما عمل البيت المصري في باريس الذي ترأسه؟ البيت المصري في باريس" هو مركز ثقافي يهتم بنشر الثقافة المصرية واعطاء الفرنسيين كل المعلومات التي يحتاجونها عن مصر للترويج للسياحة في مصر.. بالمناسبة الجمعيات المصرية في فرنسا كثيرة عددها يصل إلي 310 جمعيات لمصريين وأصدقاء محبي مصر.. هدفهم جميعا مساعدة المصريين للتكيف مع البيئة الفرنسية وتعريفهم بالقوانين الفرنسية واسداء النصح للمهاجرين الجدد. لماذا لم تعد لمصر للاستفادة من خبراتك بعدما درست التخطيط العمراني بباريس ووصلت إلي درجة الاستاذية .. ؟ عدت فعلا لمصر بعد دراستي للدكتوراه ولم أكن أنوي أو ارغب في الاستمرار والعمل بفرنسا.. دعني أحكي لك الحكاية.. أولا وصلت باريس عام 72 ودرست التخطيط العمراني في احدي الجامعات الفرنسية وحصلت علي البكالوريوس.. ثم حصلت علي الدكتوراة تحت الاشراف العلمي لادارة البعثات المصرية.. وبالفعل عدت إلي مصر عام1980 وحين تقدمت للجامعة في مصر قالوا لي إنهم لا يعترفون بالبكالوريوس الذي حصلت عليه من جامعة "باريس لافيليت" لكنهم يعترفون بالدكتوراه.. ولا تسألني كيف.. هذا كان ردهم علي..! أنه وضع اشبه بالجنون ثم قالوا سوف نعادل درجة البكالوريوس إلي يومنا هذا منذ سنة 1980إلي ساعتي بيعادلوا الشهادة..وبالطبع اضطررت للعودة ثانية لباريس وحصلت علي الجنسية الفرنسية وعلي عضوية نقابة المهندسين الفرنسية وأيضا الاتحاد الأوروبي للمهندسين..وعلي فكرة أنا مازلت في انتظار اعتراف الجهات العلمية في مصر بالبكالوريوس!! الاستفادة من العلماء ولماذا لا يتقدم العلماء المصريين بمقترحاتهم لبلادهم حتي تستفيد منها؟ اظن اننا لا نسعي لاستقدام حالات فردية من العلماء نحن نريد الاستفادة منهم جميعا قدر الامكان.. وعندي قصص كثيرة لأساتذة وعلماء مصريين حاولوا بمفردهم كثيرا لكنهم وجدوا انفسهم ضائعين في اجراءات بيروقراطية فعادوا لمهجرهم مرة ثانية..نحن نريد عملا جماعيا نريد ان نصنع مجتمعا من العلماء يساهم في نهضة مصر يبدأ بإنشاء هيئة علمية تابعة لمجلس الوزراء تتلقي مقترحات واراء العلماء وابحاثهم.. مثلا مشروع توشكي لم يأخذ رأي عالم مصري في الخارج من المتخصصين في مثل هذه المشاريع.. توشكي ليس مشروعا قوميا ولكنه كارثة قومية.. كيف نبني مجتمعا صناعيا زراعيا في الجنوب درجة حراره خمسين درجة مئوية واترك البحر الاحمر وسواحل العريش وسيناء بلا تعمير ..ماذا يمكن ان تعطينا توشكي.. لقد خسرنا فيها مليارات..هل اخذنا رأي علمائنا في الخارج..انا اتحدث كاستاذ جامعي درس اقامة المجتمعات العمرانية في الدول النامية..اين الجامعات المصرية من البحث العلمي ..ونسمع عن مدينة زويل العلمية التي سوف يركز فيها كل ابحاث مصر لماذا لا نوزع المدن العلمية علي عدد من محافظات مصر وخاصة الجنوب حيث الحاجة ماسة للبحث العلمي لمعالجة المشاكل المستفحلة هناك..رغم ان النظام السابق دائما ما كان يتغني بأنه يسعي لتحديث الجنوب لكنها كانت امورا دعائية.. الخارطة المصرية لكن وجود المصري لفترات طويلة في الخارج لايجعله قريبا من خارطة المشاكل المصرية وخاصة السياسية ؟ بالعكس..المصريون المهاجرون والذين يعملون في فرنسا يتابعون الحالةالمصرية تماما والوسائط المتعددة الحديثة تغلبت علي البعد المكاني.. ونحن مصريون حتي النخاع ونشعر أننا أكثر ارتباطا بمصر وحنينا لها.. عكس الفكر السائد لدينا في مصر ان الهجرة للخارج تعني الهروب من مشاكل المجتمع إلي مجتمع جديد ينسي فيه كل شيء عن القديم.. أفراد الجالية المصرية في فرنسا الذين جاء الكثيرون منهم من قري ونجوع مصر مهمومين بمشاكلها لم ينسوا يوما قراهم وأهلهم يحاولون مساعدتهم يجمعون التبرعات لفقرائهم ومرضاهم ويعملون علي النهوض بقراهم بادخال الصرف الصحي لها وارسال سيارات لجمع القمامة وايضا الأجهزة الطبية اللازمة لمستشفياتها. ووجدتهم علي الأقل جميع من تقابلت معهم لديهم الرغبة الأكيدة في المشاركة بخبراتهم ويطلبون وبالحاح ان يظلوا مرتبطين بمصر ويكون لهم حق المشاركة السياسية في مجالسها النيابية خاصة وأن هناك اكثر من 22 الف عالم مصر يعيشون بالخارج..! أطفال الشوارع نسمع عن وصول ظاهرة اطفال الشوارع المصريين إلي باريس..فما هي حقيقة هذه الظاهرة؟! للاسف هذا الكلام صحيح تماما.. في الأعوام الأخير وصل إلي باريس آلاف الشباب الصغير ما بين 14 و18 سنة ولان القانون الفرنسي لا يسمح بطرد الاطفال أقل من 18 سنة فظهرت من هنا مشكلة جديدة في الجالية المصرية وهي امتداد ظاهرة اطفال الشوارع من القاهرة الي باريس.. حيث يعيش هؤلاء الصغار.. في ظروف صعبة وينامون في الشوارع والحدائق.. وقد أتي هؤلاء بلا خبرة ولا تعليم ولا لغة ولا معرفة بقوانين البلد الذي وصلوا اليه.. أتوا عن طريق المراكب القادمة من ليبيا إلي إيطاليا وبعدها يصلون إلي باريس بالقطار ليعيشوا في ظروف سيئة للغاية.. ونحاول نحن في الجمعيات والاتحادات الأهلية مساعدتهم وتوفير أماكن لايوائهم بالتعاون مع السلطات الفرنسية..اظن هذا الوضع لايصح بعد ثورة يناير فلابد من تقنين خروج العمالة المصرية للعمل والتصدي لسماسرة نقل الشباب. لماذا لم تلجأوا للسفارة المصرية للتعامل مع هذه الظاهرة التي تسيء لسمعة مصر؟ السفارة المصرية لا تفعل شيئا.. ولجأنا إليها عدة مرات دون جدوي.. حتي أيام محنة مباراة كرة القدم مع الجزائر.. حدث بعض المشاحنات بين المصريين والجزائريين.. تكلمنا مع السفارة أن تبذل ولو مجهود مع السفارة الجزائرية حتي نهدأ الجو..كان الرد بلغوا البوليس.. أظن أن الخارجية المصرية لم تصل إليها ثورة يناير..حتي أن الشباب المصري أثناء الثورة احتلوا السفارة المصرية وطالبوا بطرد السفير المصري.. فهم لا يشعرون بعمل السفير الذي كان مسخرا لخدمة آل مبارك فقط.. وهناك شواهد كثيرة علي اسباب عدم رضا الجالية المصرية عن سفيرهم بفرنسا.. منها ان هناك أكثر من ثلاثة آلاف شركة مقاولات مملوكة لمصريين بباريس ومع ذلك حين أراد السفير تجديد منزله الرسمي بباريس وتكلف سبعة ملايين يورو استبعد عن عمد الشركات المصرية ولجأ لشركات اجنبية في سلوك غريب تعمد فيه استبعاد الشركات المصرية هناك علي كثرتها.. وكان من المعروف انه إذا أراد احد أفراد عائلة مبارك شراء عقارات في فرنسا او اراد تسجيل أشياء في السجل العقاري فيذهب للسفير وهذا بالتاكيد ليس من عمل الدبلوماسية المصرية!! ومعروف لنا ان السفير المصري ناصر كامل عين بتزكية من سوزان وجمال مبارك..وهكذا كل أعضاء السفارة كأنها عزبة.. مثلا الملحق الاعلامي السفير احمد حلمي المستشار التجاري ابن مني مكرم عبيد.. والمستشارة السياحية كانت سكرتيرة بالسفارة وتعمل في موقعها منذ سنوات طويلة وكأن مصر خالية من الكفاءات..فضلا عن ان السفير نفسه لا يلتقي المصريين الانادرا. رغم عداء اليمين المتطرف في أوربا للأسلام وخاصة في فرنسا نجد الإسلام ينتشر هناك ؟ الحقيقة انه ليس كل الأوروبيين يحاربون الإسلام.. وأظن أن العديد من الأوربيين نتيجة العداء ضد الإسلام وما ينشر عنه من أكاذيب دفعهم لأن يبحثوا عن الكتب الرصينة التي تتحدث عنه.. ووصل بهم الأمر إلي قراءة القرآن مترجما وتاثروا بهي تاثرا بالغا وزاد التاثر بسبب سلوكيات بعض المسلمين الممتازة في أوروبا.. أظن ذلك كان وراء دخول بعض الأوروبيين الي الاسلام عن اقتناع خاصة ان تاريخ الاسلام في قرطبة يوضح لنا كيف نشر العلم والحضارة وروح التسامح التي سادت هناك والعلمانية بفلسفتها الصحيحة.. فحاكم قرطبة كان مسلما ووزير ماليته يهودي ووزير دفاعه مسيحي.. ولم يعرف المسلمون في قرطبة التعصب أبدا.. وحين قرأ الاوروبي ذلك من مصادره الصحيحة.. وعرف أن الفيلسوف ابن رشد مثلا وراء نهضة أوروبا العلمية اقبل علي الإسلام باقتناع.. رغم الدعاية المغرضة التي يقودها اليمين المتطرف.. ورب ضارة نافعة.