في رد فعل سريع للأحداث المؤسفة الناتجة عن العدوان الغاشم من الجانب الاسرائيلي علي الحدود المصرية التي قتل فيها 4 من رجال القوات المسلحة المصرية .. توافد المئات من المتظاهرين الي السفارة الاسرائيلية للتنديد بالاحداث والمطالبة بانزال العلم الاسرائيلي وطرد السفير الاسرائيلي وقطع العلاقات المصرية الاسرائيلية ووقف تصدير الغاز والغاء معاهدت كامب ديفيد .. وقرر المتظاهرون الدخول في اعتصام مفتوح لحين توضيح رؤية وموقف المجلس العسكري من الاحداث حيث توافدت مئات الشباب مساء اول امس حاملين الاعلام المصرية والفلسطينة وذلك وسط حراسة مشددة من قوات الشرطة العسكرية والمدرعات التي فقدت حرية الحركة بعد اعتراض المتظاهرين لهم اثناء محاولتهم التنقل بميدان نهضة مصر لتامين المنشات العامة والذين قاموا بالافتراش والنوم اسفل عجلات المدرعات ورددوا شعارات مثل "الشعب يريد اسقاط اسرائيل .. يا نجيب حقهم يا نموت زيهم". الاخبار تقضي ليلة الاعتصام وسط المتظاهرين وترصد احداث بداية اول اعتصام في رمضان والتي بدأت بالهتافات و حرق العلم الاسرائيلي مرورا بتناول وجبات السحور في الشارع انتهاء بصلاة الفجر والدعاء بالرحمة للشهداء و الانتقام من العدو الصهيوني. »الاخبار« مع المعتصمين التقت »الاخبار« مع عدد من الشباب المصري المعتصم امام سفارة اسرائيل و يقول عبد السلام ابراهيم 29 سنة مهندس ان الشعب المصري باكمله سيقف في وجه العدو الصهيوني المتغطرس ولن نسمح بالتطاول علي جندي واحد من ابناء الجيش المصري . بعد فشل المعتصمين في المفاوضات التي دارت مع قيادات الجيش المكلفة بحماية السفارة الاسرائيلية لاقناعهم بسرعة انزال العلم الاسرائيلي واغلاق السفارة ردا علي الاحداث .. قام المتظاهرون بقذف مبني السفارة الإسرائيلية بالألعاب النارية التي تسببت في أصوات مدوية في المنطقة وذلك لمحاولة احراق العلم بشظايا الالعاب النارية الا انهم فشلوا واستمروا في ترديد الهتافات المعادية "احموا احموا في اليهود قتلوا إخواننا علي الحدود" "تسقط تسقط إسرائيل" و طافوا بعلم مكتوب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله" طوله اكثر من 25 مترا. من ناحية اخري حضر اللواء حمدي بدين القائد العام للشرطة العسكرية في ساعة مبكرة من صباح امس للتواصل مع المتظاهرين ولتوضيح رسالة المجلس العسكري بأنه لن يتهاون في دم الجنود المصريين ، مطالباً المتظاهرين بالتوحد مع المجلس لعبور تلك المرحلة وانهم لن يستخدموا العنف ضد المتظاهرين الغيورين علي دم اخوانهم المصريين مؤكدا علي حزنه الشديد لما حدث لابناء الجيش .. وطالب بدين المتظاهرين بالعودة إلي منازلهم وإتاحة الفرصة لأولي الأمر والقائمين علي شئون البلاد، قائلاً: "أنا لست سياسياً ولكني حضرت لكي أطمئن علي القوات الموجودة والاستماع إلي مطالب المتظاهرين وتوصيلها إلي المجلس العسكري و اؤيد مطالب الشباب المصري ". كما التقي بالمتظاهرين اللواء ابراهيم الدماطي نائب قائد الشرطة العسكرية و اكد علي ان المجلس العسكري قام باستدعاء السفير الاسرائيلي لتوجيه انذار شديد اللهجة علي خلفية ما حدث علي الحدود المصرية في محاولة منه لتهدئة الشباب المصري الثائر. سحور السفارة الاسرائيلية ووسط الهتافات والشعارت المعادية لاسرائيل تناول المتظاهرون ورجال الشرطة العسكرية سحور اول ايام الاعتصام امام السفارة الاسرائيلية .. وادي المتظاهرون صلاة فجر جماعية وقاموا بالدعاء للشهداء والانتقام من العدو الصهيوني .. وعقب تناول السحور قام المعتصمون بحرق العلم الاسرائيلي اكثر من مرة وتصاعدت الهتافات "الشعب يريد اسقاط اسرائيل .. الله اكبر .. الله اكبر .. السفير يمشي مش هنمشي".. فيما قام عدد من شباب المعتصمين بتنظيم حركة المرور وقاموا بعمل كردون امني حول رجال الشرطة العسكرية لمنع الاحتكاكات التي كانت قد نشبت بين عدد من المتظاهرين ورجال الجيش نظرا لقيامهم بمحاولة تطويقهم و محاصرتهم لانهاء الاعتصام.. وقام بعض المعتصمين من الشيوخ بحمل صورة للزعيم جمال عبدالناصر مكتوب عليها رمز العزة والكرامة و طافوا بها في ميدان نهضة مصر مرددين "ناصر يا حرية .. ناصر يا قومية" يأتي ذلك تزامنا مع تواجد أمني مكثف وأفراد الشرطة العسكرية مكونة من 5 مدرعات تابعة للشرطة العسكرية امام السفارة و5 اخرين متواجدين اعلي كوبري الجامعة ، وذلك تحسبا لتطور الأحداث خلال الساعات القليلة القادمة وطالبوا بتعويض فوري من اسرائيل علي ما حدث من اضرار مادية ومعنوية مؤكدين في نهاية البيان علي سلمية التظاهر والانسحاب منها اذا ما خرجت عن مسارها السلمي، فيما أعلن البعض انسحابه ومنهم حركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية".. وواصل المئات تظاهرهم امام السفارة الاسرائيلية صباح امس حيث قاموا بحرق العلم الاسرائيلي ورفعوا اللافتات و هتفوا الشعب يريد طرد السفير الاسرائيلي .. يا اهالينا انضموا لينا .. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ورفعوا الاعلام المصرية جنبا الي جنب مع الاعلام الفلسطينية فيما ارتدي عدد من الشباب الملابس السوداء مكتوبا عليها لا اله الا الله محمد رسول الله .. لاستحضار روح الجهاد ضد العدو الصهيوني. فيما انضم عدد من ائتلافات شباب الثورة وحركة اعتصام 8 يوليو واكدوا علي عدم فض الاعتصام حتي يغادر السفير الاسرائيلي الاراضي المصرية وغلق السفارة متسائلين كيف تتم استضافة سفير دولة اغتصبت حقوق الفلسطينيين واراقت دم جنود مصريين. وبعد اعلان المجلس العسكري استدعاء السفير المصري من اسرائيل هاج المتظاهرون فرحا و رددوا التكبيرات وقاموا بالطرق علي السور الحديدي لكوبري الجامعة وأقام عدد منهم منصة تمهيدا لإقامة إذاعة خاصة أمام السفارة وتشغيل الأغاني الوطنية.