عندما تتعرض إلي أذي من ظالم لا يطاله شئ من شرائع البشر، يبقي أمامك دائما الدعاء إلي الله فهو المنتقم وهو القاهر فوق عباده ، و المعني هنا أن الله سبحانه و تعالي و هو خالق كل شئ غني متكبر مترفع عن كل كل حاجة و عن مايؤتيه خلقه من أفعال و هو سبحانه متفرد كواجد قدوس بذاته منزه عن كل شئ فلا شريك له و لا ابن و لهذا فهو العدل الخالص الذي قضي بالانتقام لعباده من كل ظالم و من كل خارج علي شريعته فهو سبحانه المتكبر لا ينازعه أحد في الكبر و لا في حكمه و قضائه . و في محكم آيات القرآن قال تعالي " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " و الدلالة اللفظية لمعني "خير الماكرين" كما ورد بالآية هو في توصيف علم المولي عز وجل بما في نفوس خلقه من تدبير ، "فالله خير الماكرين" معناها اللغوي المدبر أو المخطط الأعظم بعلمه الذي لا ند له ، فلا راد لتدبيره دفاعا عن نبيه و عن المؤمنين .. هذه الأسماء الحسني المنتقم .. المتكبر و التوصيف القرآني لقدرة الله " خير الماكرين " هالني تزييفها في برامج تبثها قنوات ومواقع أمريكية ضيوفها مفترض معرفتهم بمفردات العربية ، و ما قصدت شرحا دفعا لأذي حاشا أن يطال عزيز مقتدر ، و إنما تصديا لمحاولات نشر الجهل في مجتمعات يسود إعلامها مزورون صهاينة . فاعتمادا علي الجهل بلغتنا وصفوا الله بالمحب للانتقام و أولوا المتكبر كحال شيطانية إذ هم يستكثرون علي خالقهم الكبر أما التعبير القرآني خير الماكرين فاستبدلوه "بالمخادع الأكبر" لينتهوا إلي أن المسلمين إنما يعبدون الشيطان!! و أخيرا لن يتراجع هؤلاء وإلي يوم مقدر يظهر فيه الله دينه ، إذ هم يعلمون أن ما بين أيديهم " عاجز" مجاف للعقل ، و إنه ليس لصاحب عقل أن يقبل برب مستضعف مهان يقدر خلقه أن يؤذوه ، أما نحن عباد الله القوي القادر المتكبر المنتقم الجبار خير الماكرين فلا نعبد إلا إياه .. ولو كره الكافرون.