عملية الرايات السوداء التي جرت في العريش: من وراءها؟ وما هي الأصابع الخفية التي تحركها؟ ومن هم هؤلاء الملثمون بالسراويل السوداء الذين دخلوا العريش بأكثر من مائة سيارة دفع رباعي، واخذوا يطلقون الرصاص من أسلحتهم الآلية علي قسم الشرطة وفي شوارع المدينة لترويع سكانها وإشاعة الرعب والهلع؟ لولا أن تصدي لهم رجال الشرطة ببسالة؟ ومما لاشك فيه أن تلك العناصر مدفوعة من قوي خارجية للسيطرة علي شمال سيناء وتفجير محطات أنابيب الغاز الطبيعي الذي يتم ضخه الي اسرائيل والأردن، وأنها تحركت في الفترة الأخيرة وخرجوا من الجحور في »جبل الحلال« بعد تكرار حوادث التفجير طبقا لخطة موضوعة ضد الأمن القومي والإستقرار في سيناء.. ولذا تحركت تعزيزات أمنية غير مسبوقة لمطاردة تلك العناصر الخارجة علي القانون -مركبات ومصفحات وقرابة ألفي جندي- وتم انتشارهم حول مقار الأمن ومراكز الشرطة في العريش تحسبا لهجمات محتملة من الارهابيين والجماعات المتطرفة. وعلي حد قول اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء: إن هذه القوات هي للدفاع عن مقار الأمن الحيوية والأهالي والممتلكات وليست قوات قتال وهجوم علي أحد ولن تذهب الي جبال سيناء وتقاتل هناك..! وبعد ما كشفت قبائل سيناء ان المجموعات المسلحة التي ترفع الرايات السوداء شعار تنظيم القاعدة. والتي اقتحمت مدينة العريش -وقامت بالهجوم علي قسم ثان المدينة خرجت من قرية القريعة بالقرب من مدينة بالشيخ زويد - وتعتبر مركز السلفية الجهادية في شمال سيناء - وأن هذه العناصر تتحصن في الجبال.. وحسب معلومات القبائل السيناوية: فإن تلك المجموعات تعلن عن أنها قامت بتفجير خط الغاز الطبيعي، وكما أنها أجرت عدة بروفات للهجوم علي العريش وذلك تمهيدا لإعلان الإمارة الاسلامية.. ويبدو أن لهم ارتباطا مع تنظيم القاعدة! ويتبادر التساؤل عن اصحاب الرايات السوداء والسراويل السوداء: من أين يجيئون؟ وإلي أين يذهبون؟ إن الغالبية من هذه العناصر الخارجة علي القانون والتي تمثل خطرا علي أمن سيناء، عادوا بعد غزوة العريش المفاجئة الي قاعدتهم وهي بلدة القريعة الصحراوية التي لا تبعد عن مدينة الشيخ زويد، وقد تعرضوا لملاحقات أمنية متعددة منذ أحداث تفجيرات طابا في عام 4002، ووجدوا في القريعة مأوي وملاذا آمنا للإختباء والتدريب وإخفاء الأسلحة.. لأنه لا يوجد بها تواجد أمني وليس بها قسم شرطة.. ومن ناحية أخري فإن لها خاصية حماية طبيعية بسبب منطقة »جبل الحلال« المجاورة.. وتعتبر أشهر معاقل تجارة السلاح في سيناء - وتوفرت الخدمات والمرافق بعد توسع مباني »القريعة« وساعد ذلك قرابة أربعة آلاف من هذه العناصر الخارجة علي القانون علي الإقامة والتدريب علي استخدام السلاح.. وأغلبهم من قبائل سيناء وإنضم اليهم مجموعة »العائدين من افغانستان« والذين يقومون بنشر دعاوي السلفيين الجهاديين والذين يتمركزون في مساجد مدينة رفح..! وليس خافيا ان هناك قوي خارجية تتربص بالأمن القومي وقد تنتهز فرصة فتح معبر رفح خصوصا وأن القوات المصرية المسموح بتواجدها في تلك المنطقة من الحدود المصرية الاسرائيلية لا تتجاوز سبعمائة جندي طبقا لاتفاقية السلام »المنطقة ج«.. ويتردد بين أهالي شمال سيناء: أن هناك تآمرا خفيا وراء ما حدث في العريش لعزلها وفتح الطريق عبر معبر رفح الي قطاع غزة..! ولذا كان من الضروري استخدام الدبابات والطائرات للقضاء علي الإنفلات الأمني! ولاشك ان اسرائيل لها مصلحة في اشاعة عدم الأمن في سيناء لكي تتذرع بهذا الإدعاء علي عدم قدرة مصر علي ضبط الحدود.. والدليل ما يحاول ترويجه مؤخرا أفيف كوخافي رئيس جهاز شعبة المخابرات العسكرية الاسرائيلية عن أن قوات الأمن المصرية تفقد السيطرة علي سيناء، وان هناك تدفقا مستمرا للأسلحة الي قطاع غزة.. واكثر من ذلك فقد أشار كوخافي الي ما تعرضت له محافظة شمال سيناء من سلسلة التفجيرات التي إستهدفت خطوط الغاز الطبيعي بين مصر واسرائيل والهجوم علي مراكز الشرطة، وكذلك تورط أربعمائة من تنظيم القاعدة للتخطيط وأعمال ارهابية في سيناء.. وهو ما يكشف النوايا الاسرائيلية من وراء بث هذه الأكاذيب وتصوير أن ذلك يعتبر إنفلاتا أمنيا يصعب السيطرة عليه من جانب الأمن المصري.. والحقيقة أن الذين نفذوا الهجوم علي محطات الغاز في سيناء كان مخططا خارجيا يخدم اسرائيل وتم تحديد العناصر التي قامت بأعمال التفجير لخطوط الأنابيب، وهم نفس منفذي الهجوم علي قسم شرطة العريش - مجموعات متطوعة خارجة علي القانون وتساعدهم عناصر خارجية.. وحسب المعلومات المتوافرة فإن عددهم لا يتجاوز الف شخص من اصحاب الرايات السوداء وتم تحديدهم والقبض علي عدد منهم! إن أمن سيناء يتعرض للخطر من جماعات السلفيين الجهاديين من اصحاب الرايات السوداء - الذين تنضم اليهم عناصر أخري -قد يكون منهم فلسطينيون يتسربون عبر الإنفاق من قطاع غزة - ويخططون لهجمات أخري. وعلينا أن نفتح عيوننا ونراقب ما يجري من تحركات في شمال سيناء علي خط الحدود، وعلينا ان نسرع بتعمير سيناء وزرعها بالبشر حتي لا تظل صحراء مفتوحة لعصابات تهريب المخدرات والسلاح وكذا عناصر تنظيم القاعدة والتي تتخفي وراء السلفيين المتطرفين..! فإن أمن سيناء خط أحمر لا يمكن التهاون فيه!