انها تحمل الجنسية الصينية. مرة أخري تسجل الصين نقطة حاسمة في سباق الريادة، لتؤكد انها الاكثر ملاءمة لصدارة القرن الحادي والعشرين. عبر مجالات عدة فرضت الصين اسسا للمنافسة لا تستطيع أي قوة عالمية قديمة أو صاعدة أن تغفلها. النبضة المدمرة هي آخر التجليات الصينية في القوة العسكرية، واختارت بعكس الغريم الامريكي أن تشهر سلاحها الكهرومغناطيسي المتطور عبر المياه، لتستهدف حاملات الطائرات الامريكية في عرض البحر!. وإذا كان للولايات المتحدة الفضل في استثمار الطاقة الموجهة عبر حماسها القديم / الجديد لحرب الفضاء، في اجراء العديد من التجارب لانتاج انواع مختلفة من اسلحة الطاقة الموجهة، للاستفادة من أهم خواصها، التي تتمثل في الانتشار السريع جدا للموجات الكهرومغناطيسية أو للجزيئات عالية الطاقة بسرعة تقارب سرعة الضوء، فان الصين اختارت حقلا مختلفا، إذ تركت لواشنطن أن تلحق بآمالها في الفضاء دون أن تحرز خطوات حاسمة، بينما جنحت بكين كعادتها للعمل بهدوء ودقة لانتاج وتطوير اسلحة كهرومغناطيسية تضمن لها الحاق هزيمة محققة بصديقها الامريكي اللدود!. الخبراء يرون أوجها للشبه بين الانجاز الصيني الخطير، ونبضات اشعة جاما الناتجة عن الانفجار النووي، من حيث آليات العمل والتأثير. السلاح الصيني المبتكر له القدرة علي شل حركة الانظمة الالكترونية، ثم انه منافس قوي لما تتضمنه أي ترسانة نووية، عبر قوة تدميرية مؤكدة، مما يعني أن علي كل المتنافسين علي موقع الصدارة في القرن الحالي ان يراجعوا عناصر قوتهم ومكونات ترساناتهم لمواجهة الوافد الصيني الجديد. ويبدو ان امام هؤلاء اشواطا عليهم ان يقطعوها قبل ان يكونوا جديرين بالمنافسة، وربما المواجهة التي قد تفرض عندما يكون النظام الدولي الذي لايزال تحت التأسيس بصدد ارساء ملامح توازن جديد للقوي. بمعني آخر، فان الخطوة الصينية تفرض ليس فقط علي الولاياتالمتحدة، ولكن علي كل الطامحين لحجز موقع في عربة قيادة القرن ال 12، امتلاك اجراءات مضادة دفاعية وهجومية في مواجهة ما باتت الصين تحوزه من اسلحة كهرومغناطيسية، إذا كان اكثرها خطورة ما يستهدف حاملات الطائرات، فان ثمة تطبيقات أخري قادرة علي التعامل مع إحداث التأثير ذاته بالنسبة للمركبات والآليات الحربية البرية، بشل حركة انظمتها الالكترونية، لتصبح مجرد قطع من الحديد بلا حول ولا قوة!. ويبقي السؤال الخاص بترتيب الاولويات أو بصياغة اكثر تحديدا: هل تكون الأولوية لاقامة شبكة من الاجراءات المضادة ل »نبضات الصين المدمرة« أم لتدشين مرحلة جديدة في سباق التسلح عبر انتاج اجيال من الاسلحة الكهرومغناطيسية التي تفوق ما انتجته الصين؟. أي جانب تختاره القوي المنافسة، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، سوف يحدد طبيعة الصراع العالمي خلال العقود المقبلة.