شهدت العديد من دول العالم مظاهرات شعبية حاشدة اتسم بعضها بالعنف احتفالا بعيد العمال للتنديد بسياسات التقشف التي فرضتها العديد من الحكومات بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالعالم . ففي المانيا, اصيب 17 شرطيا بجروح خلال اشتباكات مع متظاهرين في مسيرة بمدينة هامبورج الشمالية بمناسبة عيد العمال. وذكرت وكالة "دي دي بي" الالمانية ان المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بالحجارة كما اضرموا النار في حاويات للقمامة مضيفة انه تم اعتقال تسعة منهم . وفي اندونيسيا,خرج عشرات الالاف من العمال في مسيرة سلمية نحو القصر الرئاسي بالعاصمة جاكرتا.وقال منظمو المسيرة ان الحكومة اضرت اقتصاد البلاد بتطبيقها سياسات مثل اتفاقية التجارة الحرة مع الصين التي تسببت في فقد وظائف وتخفيض الاجور وتشجيع الفساد. وفي اليابان, تجمع 32 الف عامل واعضاء اتحاد العمال في حديقة يويوجي بالعاصمة طوكيو رافعين لافتات تطالب بتأمين الوظائف.وقال زعيم اتحاد التجارة الوطني ان هناك اكثر من 17 مليون عامل ياباني يعملون بشكل مؤقت او بدوام جزئي .وحث الشركات والحكومة علي زيادة فرص العمل بدوام كامل.ويذكر ان معدل البطالة في اليابان ارتفع في شهر مارس الماضي الي خمسة بالمائة مع وجود 3.5 مليون عاطل بالبلاد. كما شهدت بنجلاديش مسيرات مماثلة. وفي هونج كونج, طالب نحو الف متظاهر بينهم عمال بناء وسائقو حافلات الحكومة برفع الحد الادني للاجور الي 3.4 دولار امريكي مشيرين الي ان ثمن وجبة غذاء في مطعم للوجبات السريعة يبلغ نحو اربعة دولارات "لذا فانه من الاهانة ان تعجز الحكومة عن توفير وجبة غذاء بعد ساعة من العمل" وفي كوريا الشمالية, وضع المسئولون الزهور عند تماثيل لمؤسس البلاد كيم ايل سونج . وفي الفلبين, طالب مئات العمال بزيادة اجورهم بينما رفع اخرون لافتات تؤيد مرشحيهم لانتخابات العاشر من مايو الجاري. وفي نيكاراجوا, شارك الرئيس دانيل اورتيجا العمال في احتفالاتهم بعيدهم. واعلن اورتيجا زيادة رواتب مائة الف خادم وجندي وشرطي 25 دولارا امريكيا وذلك بفضل دعمهم لفنزويلا. وفي روسيا، شارك الالاف من الروس الشيوعيين والقوميين ومؤيدي الحزب الحاكم الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في تجمعات حاشدة في انحاء موسكو رغم الرذاذ والسماء الغائمة .ودعا المتظاهرون الشيوعيون الي انهاء فوري للرأسمالية قرب تمثال مؤسس الاتحاد السوفيتي فلاديمير لينين في وسط المدينة.ودعا لاعب الشطرنج السابق جاري كاسباروف الذي اصبح احد اشد منتقدي الكرملين الي "يوم غضب". وقدرت وسائل الاعلام الروسية اجمالي المتظاهرين في انحاء البلاد بنحو 1,7 مليون من الشرق الاقصي علي المحيط الهادي الي منطقة كالينينجراد علي بحر البلطيق. وفي تركيا, احتفلت النقابات للمرة الاولي منذ 33 عاما بعيد العمال من دون قيود في ميدان تقسيم، الاكثر شهرة في اسطنبول والمكان الرمزي للنضال العمالي.واعرب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في بيان عن سعادته الكبري لفكرة الاحتفال هذا العام سلميا يدا بيد في تقسيم و"انتهاء هبوب رياح التوتر في هذه المنطقة".ويذكر ان 34 شخصا قتلوا في ميدان تقسيم في اول مايو 1977 عندما اطلق قناصون يشتبه في انهم ناشطون من اليمين المتطرف تدعمهم اجهزة الاستخبارات النار علي الحشود مما اثار حالة من الذعر ادت الي موجة تدافع شديد اسفرت عن سقوط عدد من الضحايا.ومنذ ذلك الوقت يحظر احياء الاحتفالات في هذا الميدان الشاسع، وهو قرار اعترضت عليه النقابات وفتح الباب امام مواجهات مع الشرطة في السنوات الماضية اوقعت ثمانية جرحي في 2008 ونحو اربعين في 2009.وفي العام الماضي، تنازلت السلطات عن قرارها باعلانها الاول من مايو يوم عطلة وبالسماح لقسم من موكب نقابي بالدخول الي الميدان. و في هذا العام، فتحت السلطات الساحة بأكملها واوضح محافظ اسطنبول معمر جولر ان الفعاليات يمكن اعتبارها بمثابة "احتفالات" مسموحة وليس بمثابة "لقاء" سياسي.وحشدت السلطات اكثر من عشرين الف شرطي لاقامة طوق حول المظاهرة. ووصف جون مونكس الامين العام للاتحاد الاوروبي للنقابات هذا الامر "بانه خطوة في الاتجاه الصحيح".وقال في بيان "ان الاتحاد الاوروبي للنقابات يرحب بهذه الخطوة التي تسمح للنقابات التركية بالتوحد في مكان بهذه الاهمية".