شهدت مدن العالم يوم أمس مظاهرات حاشدة بمناسبة عيد العمال، المظاهرات نظمتها النقابات والاتحادات العمالية ورغم اختلاف ظروف كل دولة فإن القاسم المشترك بينها كانت أوضاع العمال من ناحية الأجور وعدد ساعات وقوانين العمل إضافة إلى الظروف الاقتصادية. ففي آسيا خرج عشرات الآلاف من العمال في عدة دول وكانت بعض المظاهرات فرصة لانتقاد سياسات الحكومات وتحول بعضها لمواجهات مع الشرطة. في العاصمة الكورية الجنوبية سول تجمع الآلاف عند إحدى الجامعات منددين بسياسات العمل والتجارة التي ينتهجها الرئيس روه مو هيون، واحتجت نقابات العمال بشدة على قيام هيون بتوقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة. ومنعت شرطة مكافحة الشغب في العاصمة الفلبينية مانيلا آلاف المتظاهرين من مواصلة مسيرتهم باتجاه قصر الرئاسة، حيث كانوا يطالبون برفع الأجور وبتنحي الرئيسة جلوريا أرويو بسبب تهم الفساد. وفي الصين صبغت الاحتفالات بطابع رسمي، وزار الرئيس الصيني هو جينتاو إقليم هينان والتقى مزارعي القمح والمواطن الفائز بلقب العامل المثالي وهو مهندس بأحد التجمعات الصناعية، لكن في جزر مكاو الصينية أطلقت الشرطة العيارات النارية لتفريق المتظاهرين المحتجين على استقدام العمالة بشكل غير قانوني من الوطن الأم الصين. روسيا.. المظاهرات طالبت بزيادة الأجور والمعاشات وفي روسيا خرج مئات الآلاف في عدة مدن بمظاهرات نظمتها النقابات والأحزاب السياسية تحولت لاحتجاجات على سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخاصة تعامله مع المعارضة. وكان من أهم المسيرات تلك التي نظمها حزب يابلوكو المعارض قرب المقر الرئيسي لجهاز الأمن الاتحادي الروسي في موسكو تحت شعار "المجتمع المدني ضد الدولة البوليسية". وقد نشرت الشرطة الروسية تعزيزات في أنحاء المدن الكبرى واشتبكت أحيانا مع بعض المحتجين. إسطنبول.. مصادمات عنيفة أما في مدينة إسطنبول التركية فقد اعتقلت الشرطة المئات واستخدمت خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في اشتباكات بعدة أحياء، وأكد اتحاد النقابات إصابة شخص بجروح خطيرة، مشيرا إلى أن أمينه العام موسى جيم بين المعتقلين. وأوردت التقارير أن الشرطة قد اعتقلت نحو 600 شخص كانوا يحاولون تنظيم مسيرة في ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول، وقد أطلقت الشرطة عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع, كما أغلقت الشرطة العديد من الشوارع في وسط اسطنبول. وكانت نقابات العمال تريد إحياء ذكرى ضحايا أول مايو عام 1977 عندما فتح مسلحون النار على مسيرة سلمية مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.. والذى تحول إلى عيد عالمى للعمال. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الشرطة أطلقت نيرانا تحذيرية في حي حربية القريب من ساحة تقسيم المحظورة على المتظاهرين لتفريق مجموعة كانت تقذفها بالحجارة. من جهته أعلن محافظ إسطنبول معمر جولر أن الشرطة ضبطت زجاجات حارقة وأسلحة نارية.
الاحتلال الصهيونى يحتفل على طريقته.. وقد قمعت قوات الاحتلال بعنف شديد مسيرة نظمها العمال الفلسطينيون عند حاجز قلنديا جنوبي مدينة رام الله للمطالبة برفع الحواجز وفتح المعابر. وقد اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على العمال وأطلقوا قنابل الغاز فتضرر عدد كبير منهم. أمريكا الجنوبية تندد بالولاياتالمتحدة.. وفي أميركا اللاتينية لم يظهر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو كعادته في مسيرة الاحتفال بسبب حالته الصحية على مايبدو، وخرج عشرات الآلاف من الكوبيين إلى شوارع العاصمة هافانا ورافقت الشرطة مواكب الحافلات والشاحنات المفتوحة خلال تحركها في الشوارع، وكالعادة تحولت المسيرة لمناسبة للتنديد بالولاياتالمتحدة. وفي ألمانيا، أعلنت الشرطة حالة التأهب خشية وقوع أعمال عنف في عطلة عيد العمال حيث ينظم موكب وتقام احتفالات يحضرها عشرات الالاف. وتواجه برلين أعمال عنف في عيد العمال كل عام منذ عام 1987 . وفي الاعوام الاخيرة أشعلت النيران في سيارات فارهة في حين ألقى مشاغبون حجارة وزجاجات على الشرطة. وفي محاولة لمنع أو الحد من العنف في العاصمة الالمانية جرى نشر نحو 5 الاف من قوات مكافحة الشغب الثلاثاء.
تلويح باستخدام القوة وفي نيجيريا، قال مؤيدو المعارضة وجمعيات المجتمع المدني إنهم سينضمون إلى نقابات العمال في تظاهرات يوم العمال في وقت لاحق من اليوم في بداية سلسلة من الاحتجاجات السلمية على الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نيجيريا.
استعدادات أمنية في نيجيريا ولوح قائد الشرطة في نيجيريا باستخدام القوة ضد التظاهرات غير المرخص لها. ومازالت المعارضة مترددة في دعوة انصارها الى النزول الى الشارع خشية خروج التظاهرات عن السيطرة. وفي كمبوديا، تم نشر المئات من قوات مكافحة الشغب في العاصمة بنوم بنه تحسبا لاندلاع مظاهرات كبيرة في عيد العمال. وفي سنغافورة، بدأ سياسي معارض مسيرة في أنحاء هذه الدولة المدينة وذلك في إطار أنشطة حزبه لتسليط الضوء على محنة العمال في سنغافورة. وفي إيران، تظاهر المئات في العاصمة الايرانية متهمين الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالفشل في تحسين ظروف العمل.