اختلفت القوي السياسية والتيارات الإسلامية فيما بينهما عما إذا كان هناك اتفاق مسبق مع التيارات الليبرالية لتكون مليونية الجمعة 92 يوليو للم الشمل.. ففي الوقت الذي اعتبر حزب الحرية والعدالة ان هناك اتفاقاً بين جميع القوي السياسية والاحزاب والحركات الثورية للم الشمل.. أكد حزب النور السلفي انه لم يكن طرفاً في اي اتفاق حول المليونية حتي يتم اتهام الحزب بنقض الاتفاق.. وقال انه لا داعي لهذا الاتفاق خاصة ان المليونيات السابقة شهدت العديد من المطالب غير التوافقية. وحول التحالف بين التيارات الإسلامية اكدت جميع القوي ان التحالف والتنسيق مفتوح ومتاح لجميع القوي الاسلامية والليبرالية.. وان التيارات الاسلامية تعلن مد يدها لكل التيارات دون تحفظ. في البداية أكد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ان مليونية الجمعة الماضية تم الاتفاق عليها مع جميع القوي السياسية والاحزاب والحركات الثورية علي ان تكون مليونية سلمية تهدف الي جمع شمل جميع أطراف المجتمع بجميع طوائفه دون اقصاء لأحد أو حكر علي فريق بعينه، كما تم الاتفاق علي ان تكون اللافتات دالة علي هذا الفكر وتعبر عن الاتفاق العام بلم الشمل، كما ان المنصة ظلت مفتوحة لكل الاصوات والفئات حتي الطوائف المسيحية لكن ما حدث وتناولته وسائل الاعلام من ان المليونية اختتمت بالفرقة بين الجميع فهذا نتج عن توافد أعداد غفيرة وجموع منظمة من جميع المحافظات والأقاليم جاءوا بلافتاتهم الخاصة والتي لا تعبر عن أي حزب أو تيار أو جماعة رسمية وانما هي جموع شعبية جاءت بمطالب غير منطقية أدت الي خروج المليونية بهذا الشكل الشعبوي غير المنظم. وأضاف العريان ان ما يجب التأكيد عليه ان المليونية كان لها عدة ايجابيات من اهمها قوة الحشد، وثقة المصريين في أنفسهم وتجنب اي احتكاكات أو مشاجرات بشكل أدي إلي خروجها بسلام بالاضافة إلي أن المليونية أوضحت أن الشعب أعطي مهلة لحكومة الدكتور عصام شرف لانجاز ما وعدت به من مطالب وكذلك التأكيد علي رفض أي محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب، لأن الجيش هو من حمي الثورة، وكذلك ساعد في تأمين المليونية والميدان. وفيما يتعلق بالتيار السلفي، أكد العريان ان التيار السلفي جزء من المجتمع المصري ولا يجب اتباع سياسة الاقصاء لدورهم ويكفي أنهم كان ضمن جموع التحرير أمس الاول من خلال عدد من المنصات وخرج كثير منهم بكلمات مختلفة تعبر علي انهم ليسوا علي قلب رجل واحد.، ويجب اعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن رأيهم والشعب اصبح قادراً علي اختيار ما يناسبه. وأشار د.عصام العريان ان المليونية لم تخل من السلبيات التي تمثلت في ان بعض القوي السياسية جاءت في بداية اليوم وأعلنت انسحابها قبل أن يحدث أي شيء وانسحبت بعضها بالفعل ثم عادت مرة أخري للميدان بعد ان قررت وأعلنت أكثر من مرة خلال الاسبوع الماضي عن فض الاعتصام، كما ان البعض لا يزال في الجدل حول الاستحقاقات الدستورية وأولوية الدستور او الانتخابات . ودعا العريان إلي ضرورة توجه جميع الأحزاب والحركات والتيارات السياسية إلي الشعب وإلي قواعد الجماهير العريضة ولا ينبغي اقتصار التواجد علي ميدان التحرير. ومن جانبه أكد د.محمود غزلان المتحدث الرسمي بإسم جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لا تمانع مطلقاً من التعاون والتوافق مع الاسلاميين لافتاً الي انه من باب أولي التعامل مع الاسلاميين إذا كانت الجماعة فتحت باباً للحوار مع غير الإسلاميين. وشددت الجماعة في البيان أن الاخوان التزموا بما اتفقوا عليه مع القوي الوطنية السياسية والاسلامية الاخري في فعاليات الجمعة 92/7/1102م وجعلوا من منصتهم في ميدان التحرير منبراً لكل القوي والأحزاب والتيارات. وأكد د.محمد يسري سلامة المتحدث باسم حزب النور السلفي ان حزبه لم يكن طرفاً في أي اتفاق حول مليونية الجمعة الماضية حتي نتهم بنقض اي اتفاق كما ان نستغرب هذه الادعاءات وتساءل ما الداعي لمثل هذا الاتفاق خاصة أننا رأينا العديد من المطالب غير التوافقية في المليونيات السابقة والتي لم يكن عليها اجماع وعلي رأسها بعض المطالبات بمجلس رئاسة مدني وغيرها من المطالبات التي لم يتهم أصحابها بشق الصف الوطني. وشدد سلامة علي أنه من حق كل فصيل التعبير عن رأيه طالما يتم ذلك دون الاساءة لأي طرف أو تخوين أحد وهو مالم يصدر من أحد من التيارات السلفية كما اننا لم نشكل اي تهديد لأحد من المتواجدين في الميدان والتزمنا بالمواعيد المحددة وعن رؤيته لوحدة الصف التي كان من المفترض ان ترفع خلال مليونية أول أمس أكد المتحدث باسم حزب النور السلفي ان وحدة الصف تعني ان نبقي علي قلب رجل واحد وليس علي رأي رجل واحد. ومن جانبه اكد طارق الملط المتحدث باسم الوسط ان مليونية الجمعة كانت توافقية وايجابية بالرغم من بعض السلبيات التي شهدتها مؤكداً ان ما تم التوافق عليه بين مختلف القوي السياسية خلال اجتماعها في حزب الوسط الأربعاء الماضي هو منع اي صدام في الميدان بين القوي السياسية بعد الشائعات التي خرجت بقيام الإسلاميين بتطهير الميدان من المعتصمين وهذا الهدف تحقق بالفعل بنسبة 15٪ ولم تحدث حالة احتكاك واحدة ولم يتم التعرض لأحد مشيراً الي ان احدي الناشطات نفت ما رددته بعض وسائل الاعلام حول تعرضها لهجوم من المتظاهرين. وأضاف الملط أن الهدف الآخر للقوي السياسية كان الاصرار علي استكمال مطالب الثورة وهو ما تم فوق المنصة الرئيسية والتي تم تمثيل جميع القوي السياسية بها والتي يجب ان يتم المحاسبة علي ما ورد فيها مشدداً علي ان خطابات جميع قادة التيارات الاسلامية كانت توافقية. وحول اللافتات التي ظهرت في الميدان أشار الملط الي ان هناك بعض اللافتات التي كانت تحمل تجاوزات للأهداف المتفق عليها ولكن يجب ان نتفهم ان ذلك تم بعد الاستفزازات المستمرة طوال الأيام الماضية من قبل التيارات المعتصمة بالميدان والتي رفعت شعارات الدستور أولاً وكانت الإساءة للمشير والمجلس العسكري الأمر الذي أثار المخاوف لدي البعض من الالتفاف حول مطالب الشعب التي عبر عنها من خلال الاستفتاء. وحول إمكانية ظهور تحالف إسلامي في الانتخابات أوضح طارق الملط أنه لا يتصور أن يحدث ذلك لكنه من حقهم أن يقدموا بذلك إذا اتفقوا عليه. وكشف الملط عن استمرار مساعي حزب الوسط علي تحقيق التوافق بين مختلف التيارات والقوي السياسية علي الساحة لأن هذا التوافق لا يأتي عبر الميدان ولكن من خلال اجتماع قادة هذه التيارات علي طاولة واحدة لتقييم ما حدث. ورفض المتحدث باسم حزب الوسط قيام بعض الاحزاب والائتلافات بالانسحاب من الميدان مؤكداً ان ذلك كان أمراً ايجابياً في ظل النظام السابق أما بعد الثورة فهو أمر سلبي لأن هذه بلادنا وعلينا ان نستمر في التحاور لصالحه. أكد د.هشام مصطفي عبدالعزيز مؤسس ورئيس حزب الاصلاح والنهضة ان مليونية التظاهر هي تعبير ديمقراط و أن شعار »اسلامية.. اسلامية« الذي هتفت به بعض القوي الاسلامية في جمعة أول أمس هو شعار سياسي وليس دينيا. أما إبراهيم أباظة عضو المكتب الإعلامي بالدعوة السلفية فيؤكد ان التحالف بين التيارات الإسلامية هو أمر واقع وأمر مفروغ منه ما قبل الثورة وما بعدها وهو يشبه في ذلك التكتلات الليبرالية مشدداً علي ان التحالف الاسلامي أمر طبيعي وينشأ عنه نوع من التآزر والدعم المشترك في الامور الميدانية. وأوضح أباظة أن التشاور بين الاحزاب الاسلامية من اجل اعداد قوائم انتخابية في الدوائر المختلفة امر يتم حالياً .