في مستشفي حميات بنها التي لجأت إليها بعد معاناة وعذاب أطباء الزمن الردئ ومعامل تحاليل الكسب الحرام أدركت أننا شعب يحب المساواة ويمقت التميز، فهؤلاء الأطباء والطبيبات المحشورون في حجرة 2×3 أمتار رغم براعتهم في تخصصاتهم تعلو وجوههم علامات اليأس والإحباط لكنها لا تؤثر علي عملهم بالتأكيد يفكرون في رواتبهم الهزيلة مقارنة بما يحصل عليه غيرهم من أصحاب العيادات والمستشفيات الخاصة إضافة إلي طرق المحاسبة علي الأخطاء التي قد تقع منهم، ورحلتي مع مستشفي الحميات بدأت بعد أن عجز سبعة أطباء ماركة المشهورين في تحديد سبب إصابتي بنوبة شديدة من الإسهال المصحوب بارتفاع غير عادي في درجات الحرارة وتضارب التحاليل الطبية عندها أشار زميلي سليمان محمد الصحفي بالأخبار عليّ بزيارة معمل تحاليل يثق به وبعدها نقصد مستشفيات الغلابة، وبالفعل نجح معمل التحاليل في تحديد إصابتي بالحمي المالطية وتوجهت مباشرة إلي مستشفي الحميات لأبدأ رحلة العلاج المجانية وأدعو الله أن يتمها علي خير، دخلت المستشفي بصعوبة فأبوابها الضيقة يسدها باعة الشاي والفول والشباشب البلاستيك والفاكهة وعندما سألتهم ترك مسافة صغيرة للمرضي قالوا يا عم صلي. هما الغلابة في مصر حد بيسأل فيهم! ثم انت راكب عربية ملاكي إيه اللي جابك هنا.