ما يحدث في سوريا هذه الأيام هو نفس ما حدث في العراق منذ سنوات..قصة أسلحة الدمار الشامل..والغطرسة الأمريكية والتحالف الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا.. ودائما ما تقف روسيا موقف المعارض في مجلس الأمن فقط.. لم أتحدث عن دولة تحولت إلي ساحة للارهاب منذ سنوات وتقطعت أواصرها وأصبحت دويلات ضعيفة ومطمعا للجميع.. ولكنني سوف اتحدث عن شعب تحول نصفه تقريبا إلي لاجئين في الدول وفي الخيام.. الشعب السوري الشقيق لا يستحق كل هذا الخراب..سوريا البلد الجميل صاحب التاريخ الطويل تحول إلي خرابة كبيرة وأصبح الآن غنيمة مباحة للروس والامريكان والايرانيين والاتراك بسبب غباء النظام الحاكم وتغليب المصالح الشخصية علي مصلحة الشعب والوطن.. قد تكون الضربة الثلاثية التي تلقتها سوريا هي بداية النهاية..او نهاية حالة الفوضي والتفكك التي تعيشها الدولة منذ سنوات.. البعض يري ان السيناريو الأمريكي المفضوح سيصل بِنَا في النهاية إلي اقالة او قتل بشار الأسد.. والبعض الاخر يري ان الصراع الدائر حاليا هدفه الأساسي هو الاستيلاء علي ما تبقي من ثروات الغاز والبترول بمنطقة الشرق الأوسط..مهما كانت السيناريوهات فهناك سيناريو واحد يراه ويتفق عليه الجميع وهو ان الشعب السوري أصبح بلا دولة لمائة عام قادمة بعد الخراب والدمار الذي حل علي الدولة السورية.. خلال ساعات ستنطلق قمة عربية جديدة وكالعادة منذ عدة سنوات سنجد أماكن شاغرة وعلي رأسها المقعد السوري.. وسنجد شجبا وادانة لما يحدث وستطالب الدول العربية دمشق بعدم استخدام الأسلحة المحرمة..ستظل الأمة العربية مطمعا للجميع.. وسنظل أمة ضعيفة بلا أنياب لأننا نبحث عن أمجاد شخصية ونسينا او نتناسي اننا أمة واحدة كان يجب ان يكون لنا جيش واحد يحارب عن الجميع ولكن مع الأسف دائما ما نواجه دعوات العقل بالغطرسة.. سقطت العراق ومن بعدها ليبيا ثم اليمن واليوم تسقط سوريا.. أتمني ان تكون المحطة الاخيرة في دمشق وألا تطول عواصم عربية اخري.. ستظل كلمة المرحوم الزعيم الليبي معمر القذافي راسخة في اذهان الكثير منا عندما تساءل خلال احدي القمم وبعد إعدام الراحل صدام حسين علي يد الأمريكان: الدور علي مين؟ وبعدها كان الدور علي القذافي ومن بعده علي عبدالله صالح.. الأمة العربية في أضعف حالاتها والأمل الوحيد هو التكاتف بدون عملاء قطر لأن ما يحدث ما هو الا خيانة كبري لتدمير أمة كانت قادرة علي أن تقود العالم ولكن المراهقات السياسية لبعض الحكام وصلت بِنَا إلي طريق الدمار.. حفظ الله الاراضي السورية وشعبها العربي من بطش وغدر أمريكا وحلفائها.. وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها من غدر الاشقاء قبل الأعداء.. وتحيا مصر.