الانتخابات الرئاسية المقبلة، صفحة جديدة يكتبها المصريون بتضحياتهم من أجل استكمال رحلة الاستقرار والتنمية، التي أطلقتها ثورة 30يونيو بعد نجاحها في اقتلاع النظام الإرهابي من الحكم، ليختار الشعب الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي أعقبت الثورة، ليكون قائداً لسفينة الوطن في مرحلة صعبة تشهد العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية. ويترقب المصريون الاستحقاق الرئاسي الثاني عقب ثورة 30 يونيو، ليبهروا العالم من جديد، بوعيهم بأهمية المشاركة في الانتخابات لاستكمال مسيرة التنمية ودعم الوطن.. »الأخبار» استطلعت رأي العديد من الخبراء والشخصيات العامة، حول أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتأثير ذلك في دعم الدولة خلال الفترة المقبلة، فأكدوا ان المشاركة في الانتخابات واجب وطني علي كل مصري ومصرية، وان المشاركة ضرورة ليس فقط من أجل انتخاب الرئيس المقبل لمصر، ولكن تلك المشاركة ضرورة من اجل استكمال التجربة الديمقراطية، فنحن لا نريد العودة إلي الوراء، وانصراف المواطنين عن المشاركة يصب في مصلحة الراغبين في تعطيل مسيرة البلاد. في البداية يؤكد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين علي ضرورة المشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية من أجل نجاح التجربة الديمقراطية الوليدة التي تشهدها مصر في اعقاب ثورة 30 يونيو واستكمال ما تحقق من انجازات في مجال الحريات العامة وحرية الصحافة والاعلام في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر. وأضاف إن الدعوات للمقاطعة السلبية هي دعوات مرفوضة وبائسة وتتعارض مع كل المبادئ الديمقراطية وتأتي في اطار مصادرة حق الأغلبية في ممارسة حقها المشروع في المشاركة السياسية الفعالة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مارس القادم. وأوضح انه من المهم ادراك حجم المخاطر التي تهدد كيان الدولة المصرية في هذا التوقيت، والتأكيد علي ان المشاركة هي رسالة قوية لكل من يتربص بالدولة المصرية من الداخل والخارج ويسعي إلي اشعال الفوضي والفتنة في وقت شديد الحساسية تمر به كافة دول المنطقة بلا استثناء، وأشار إلي إن الاغلبية الكاسحة من المواطنين تدرك ابعاد تلك المخططات ومن يقف وراءها من اعداء الخارج والداخل، ولن تتخلي تلك الأغلبية عن دورها الوطني في مساندة مسار الاصلاح السياسي من خلال المشاركة بفعالية في الانتخابات الرئاسية، ودعم الدور الوطني العظيم الذي تقوم به القوات المسلحة والشرطة في دحر الارهاب الاسود ومواجهته بكافة السبل. مشهد ديمقراطي ووصف حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين، المرحلة الحالية التي تعيشها مصر انها من أزهي العصور، واكد أنه يجب ان يري العالم هذا المشهد الديمقراطي، فالانتخاب حق مكفول لكل مواطن وعليه ألا يتنازل عنه.. وشدد أن أحد أهم العوامل التي يجب ان تحث الناخبين علي المشاركة الانتخابية هو أن يقوم الاعلام في هذه الفترة بدوره وأن يتخلي عن مناقشة الموضوعات الجانبية في الوقت الحالي ويقوم بالتركيز علي إبراز أهمية الانتخابات للمواطنين وتنبيه الشعب بعدم الألتفات إلي الدعوات السلبية التي يطلقها البعض وقد أصبح معروفا للكافة من يقومون باطلاقها، فهم أشخاص ليس لهم أي صلة حقيقية بالوطن، أشخاص سلبيون لا يتماشون مع انتماء المواطن الحقيقي تجاه بلده ولا مع أملنا جميعا في مسيرة النهضة والتقدم. طفرة اقتصادية وأكد هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق ومستشار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، انه يجب أن يعي المواطنون أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي تلقي بتأثيرات إيجابية علي الوطن بأكمله، وأشار إلي أن مصر تشهد طفرة اقتصادية تؤتي ثمارها نتيجة الاستقرار والأمان، وجزء من الاستقرار هو المشاركة في الانتخابات التي تؤكد أن الشعب المصري يعي أهمية المرحلة الحالية، والانتخابات تؤكد تطابق المسار السياسي مع فكر تثبيت أركان الدولة. وأضاف أن المشاركة في حد ذاتها تعبر عن أهتمام الشعب بالوطن، وكما أبهرنا العالم بالانجازات الاقتصادية، يجب أن نظهر للعالم أن الشعب المصري حريص علي وطنه ويشارك في الحياه السياسية، وأشار إلي أنه بغض النظر عن إختيارات الناخبين فالمشاركة بكثافة تعزز من الاستقرار وترسخ أركان الدولة وتمنح الوطن قوة داخلياً وخارجياً، فالانتخابات أحد الاستحقاقات المرحلة التي عملنا علي تثبيتها عقب 30يونيو. أمن قومي أكد المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، إن الانتخابات حدث هام بالنسبة للمرشحين والناخبين والحياة العامة، نظراً لنشاط التفاعل بينهم خلال الفترة الإنتخابية، والذي يعد كتابة عهد بين المواطنين والمرشحين يمتد لأربع سنوات قادمة، وأشار إلي أن أهمية الانتخابات الرئاسية القادمة تزداد بالنسبة للشعب لأنها بمثابة دفاع عن أمنهم القومي الداخلي والخارجي، واستكمالا لما بدأ منذ أربع سنوات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتطهير البلاد من العناصر التكفيرية، بالاضافة إلي استراتيجيات الدولة في القضاء علي الفقر والبطالة من خلال الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، وكذلك مشروعات القضاء علي الامراض التي عاني منها المواطنون لسنوات مثل فيروس سي التي أصبحت مصر من أعلي الدول في الشفاء. وأوضح أن الوطن القوي من الداخل تنعكس قوته علي عالمه الخارجي ومحيطه الإقليمي، وأن ما يجري من تدعيم للقوات المسلحة والشرطه يمثل حجر الزاوية للأمن الاقتصادي والمجتمعي المصري، وردا علي كل المؤامرات التي تحاك ضد الدولة المصرية سواء من أعدائها في الداخل أو من خلال دول الشر التي تسعي لتفتيت المنطقة، والسيطرة علي مصادر الثروات، ولكن تبقي مصر باعتبارها الحامي الأول للدول العربية عائقا بالنسبة لهم لتحقيق أهدافهم المغرضة. دولة ديمقراطية و اوضح جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن مشاركة الناخبين في الأنتخابات تأكيد علي مبدأ المواطنه الذي يعني أقامة دولة ديمقراطية حديثة، و التوافد علي صناديق التصويت هو شرط المواطنة، لأنه كما يريد المواطن أن يحصل علي حقوق كاملة فعليه أيضا أن يؤدي دوره وواجباته تجاه الوطن علي أكمل وجه لتكون العلاقة متساوية. وقال د.شوقي السيد الفقيه الدستوري، »يجب أن نضع جميعا في الوقت الحالي مصلحة الوطن امام أعيننا وأن نضعها في المقام الأول، فالمشاركة في الأنتخابات بمثابة ترجمة حقيقية تعبر عن حبنا لهذا البلد الذي يستحق منا أن نرعاه ونعمل علي أرثاء كل عناصر الديموقراطية والتقدم به لتستكمل الأجيال القادمة المسيرة بعدنا». وأضاف أن مشاركة الناخب في الأنتخابات تعد مشاركة في إدارة شئون البلاد بأختيار ربان السفينة في الفترة القادمة، خاصة وأننا نعيش مرحلة حاسمة في حياة الوطن وعلي كل منا أن يقوم بدوره علي أكمل وجه فعلي المواطنين أن يكونوا علي أهبة الأستعداد من أجل تلبية نداء الوطن. تنمية سياسية وأوضح د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن المشاركة في عملية التصويب بالانتخابات الرئاسية القادمة يعد تنمية سياسية للمواطنين والتي تحتاج للتكرار، فالسياسة عبارة عن تدريب وتجربة يمر بها المواطن تمنحه ثقافة سياسية ووعي بحقوقة وخبرة متراكمة وشعور بأهمية صوته لخدمة الوطن. وأضاف أن المشاركة بشكل عام تمنح المواطن خبرة وتعود علي التصويت والحضور والمواعيد بالاضافة إلي مناقشة القضايا الوطنية والسياسية مع من حوله وهي تعد عملية تعليمية سياسية، وأشار إلي أن كثافة التصويت تعطي صورة للخارج ان النظام المصري مستقر وقوي والمشاركة نوع من دعم المواطن للبلد في تلك المرحلة، ولكشف أكاذيب من يريدون أن يقولوا أن الوضع غير مستقر. وأشار إلي ان محاولاتهم لتعكير صفو الانتخابات القادمة وتصريحاتهم التحريضية دليل علي خوفهم من أن تمر تلك الانتخابات بشكل جيد وبمشاركة كبيره، لأن ذلك يترتب عليه وقف الاستثمارات التركية القطرية للجماعة التي تمارس دور المعارض من الخارج لأنها ستفقد قوتها ولن يكون هناك حاجه لضخ مزيد من الاستثمارات في دعمها بعد ان فقدت تأثيرها. مستقبل الوطن أكد د. هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، أن مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية حق أصيل للمصريين لا يجب التنازل عنه بأي شكل من الأشكال، وأنه يجب التمسك بهذا الحق السياسي الذي يؤثر علي مستقبل المواطن بشكل خاص، والوطن بشكل عام أمام الهيئات والمنظمات الدولية والعالمية المختلفة. وأضاف أن حدثا بحجم الانتخابات الرئاسية تتابعه أغلب دول العالم لذلك يجب ظهور المواطن المصري بمظهر إيجابي وواع لانه ينعكس علي قوة الدولة أمام العالم أجمع، وأنه يُثبت أركان الدولة ويعزز قوتها الخارجية في المحافل الدولية، ويدعمها داخليا من الناحية الاقتصادية، وأشار إلي أن المشاركة بالانتخابات يدعم مصر أمام العالم في حربها ضد الإرهاب. ووصف د. سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، الانتخابات الرئاسية بأنها فرصة حقيقية للمواطن المصري لممارسة حقه الديمقراطي في الإختيار بين أي من المرشحين، وطالب كل المواطنين المسجلين بقوائم الإنتخاب التخلي عن الكسل في المشاركة، وأن يطبقوا مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الشعب المصري حاكم ومحكوم في نفس الوقت، أي انه هو من يختار مصيره بإرادته الحرة. وأضاف أن المشاركة في العملية الانتخابية تضع مصر ضمن صفوف الدول الكبري، وأن نجاحها يزيد من هيبتها الخارجية ويعزز الوضع الداخلي للوطن، وأشار إلي أن مشاركة المواطنين في اللجان الانتخابية يشاهدها العالم أجمع ويعطي إنطباعاً في نفوس الأجانب عن الصورة الحضارية في مصر وتظهر قوتها الداخلية ومن ثم نجاحها الخارجي. وأوضح أن الدول العربية تنظر إلي مصر علي أنها »رمانة ميزان»، وأن ظهورها بالشكل الديمقراطي يمنحها قوة خاصة مع تغير الأوضاع الإقليمية عقب ثورة30 يونيو، وأنها تكريس لصورة مصر الحضارية وأشار إلي أن خروج الانتخابات بشكل جيد ومشاركة فعالة يؤثر في المحيط الأفريقي باعتبار مصر عاصمة أفريقيا ووجهتها وأكثر دولها قوة وتنظيما، كما تؤثر علي مستوي المجتمع الدولي. الحقوق الانتخابية و يقول د.صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة أن مشاركة المواطن في الانتخابات هو تأكيد لثبات العلاقة بين الناخب وبين الحفاظ علي حقوقه التصويتية، و هذه المشاركة تأخذ عدة درجات تبدأ من مناقشة الراي العام، وقراءة الصحف ومتابعة وسائل الاعلام بشكل يومي وحضور المؤتمرات الأنتخابية وأنتهاء بالتصويت في الأنتخابات.