تحظي زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي باهتمام كافة الأوساط الدبلوماسية والسياسية في مصر والمنطقة لما لها من أهمية للتنسيق بين البلدين تجاه كافة القضايا الإقليمية وكذلك التنسيق في الملفات الثنائية بين القاهرةوالرياض. وأوضح السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية الأسبق أن زيارة ولي العهد السعودي إلي القاهرة في غاية الأهمية من ناحيتي الشكل والمضمون، حيث إن اختياره للقاهرة كأول محطة خارجية له بعد توليه ولاية العهد، يعكس عمق العلاقات وهذا ليس مستغربا خاصة أن الفترة الحالية تشهد زخما متزايدا في علاقات البلدين وأشار إلي أن الزيارة لها أهمية خاصة علي الصعيد الثنائي حيث أصبحت مصر جاذبة للاستثمار بعد الاصلاحات الاقتصادية الأخيرة، بالإضافة إلي البعد الإقليمي للزيارة حيث تمر المنطقة بمرحلة خطيرة وهناك مناطق توتر كبيرة خاصة ما يدور في سوريا وبوادر التسوية هناك بمشاركة أطراف غير عربية ولابد ان يكون العرب حاضرين في التسوية ولذلك لابد من تنسيق المواقف في الوضع السوري بين القاهرةوالرياض، كما أن القضية الفلسطينية تحتاج إلي تأكيد الموقف العربي المرتكز علي حل الدولتين بعد التحركات الأمريكية الأخيرة وأوضح أن زيارة ولي العهد إلي لندنوواشنطن بعد القاهرة من المرجح أن تشمل نقل رسالة موحدة من مصر والسعودية حول القضية الفلسطينية وكذلك الأزمة القطرية التي ستكون محور زيارات خلال الأسابيع المقبلة من القادة الخليجيين الي أمريكا، حيث تحتاج دول الرباعي العربي إلي تأكيد موقفها بالتمسك بمطالبها تجاه قطر وأوضح كامل عمرو الذي شغل منصب سفير مصر في الرياض أن السعودية تشهد نقلة كبيرة بانتقال الحكم إلي جيل الأحفاد بتولي بن سلمان ولاية العهد وما يحمله من رؤية جديدة لمستقبل المملكة، معتبرا أن زيارة ولي العهد السعودي إلي دار الأوبرا والكاتدرائية المرقسية مؤشر علي ذلك التغير ومن جانبه وصف السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية للشئون العربية ولي العهد السعودي بالشخصية غير التقليدية صاحبة الرؤي المستقبلية المميزة، كما أن مسئوليته كوزير دفاع تتطلب نشاط كبير لمكافحة التهديدات الإرهابية التي تهدد المنطقة. وأكد أن أهمية الزيارة تكمن في شخصية الزائر وطبيعته الخاصة ورؤاه الحديثة للسعودية بعيدا عن الفكر السعودي التقليدي، مشيرا إلي أن المملكة تحتاج إلي وجود خبرات مصرية في مجالات الترفيه والرياضة والتعليم التي تنفتح عليها في المرحلة المقبلة. وحول التعاون الثنائي المصري السعودي في مجال الاقتصاد قال خلاف إن مصر يمكنها الاستفادة من التمويل السعودي لمشاريع تنمية سيناء، كما أن طول مدة الزيارة مؤشر إيجابي علي الاهتمام بالزيارة وإمكانية اجراء لقاءات اقتصادية وقد تشمل أطراف دولية. كما أوضح السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اختيار ولي العهد السعودي زيارة القاهرة كوجهته الخارجية الأولي وبعدها واشنطن، له دلالة علي أهمية القاهرة وضرورة التشاور والتنسيق بين العاصمتين الأهم والأكثر فاعلية فيما يتعلق باتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بقضايا المنطقة، والنقطة الأخري هي ان المشهد الأقليمي سيكون أحد الزوايا الرئيسية لمباحثات ولي العهد السعودي، في وقت تشهد فيه المنطقة استمرار وتصعيد غير مسبوق في مناطق النزاعات مثل سوريا واليمن ،وسط حدة تزايد التدخلات الإقليمية والدولية سواء كان تدخلاً إيرانياً او تركياً او روسياً أو أمريكياً، الأمر الذي يزيد حدة الاحتقان ويعصب فرص التوصل الي حلول، وهذا سيقود الي احياء عملية السلام، بالاضافة الي ان تدخلات ايران في المنطقة ستكون محل نقاش وبحث بين الجانبين وأضاف أن زيارة ولي العهد السعودي تتواكب مع معلومات عن قرب اطلاق الولاياتالمتحدة لرؤيتها لإحياء عملية السلام وطرح صفقة القرن، وبعد التداعيات السلبية لقراراتها بشأن ملف القدس ونقل سفارتها الي القدس، مشيراً الي ان التحضير لهذا الحدث الهام في المنطقة، يستدعي تشاوراً ما بين القاهرةوالرياض، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري واليمني والليبي، فضلا عن التعاون الامني في مكافحة الارهاب وتجدد الوساطة الامريكية في ضوء عدم التزام قطر بالشروط التي وضعتها دول المقاطعة الاربع. ومن جانبه أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اللقاء المرتقب بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي يتطرق الي دفع سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بطريقه شاملة، بالاضافة الي مناقشة ملف مكافحة الإرهاب، واستعراض التغيرات والتطورات العربية والاقليمية والدولية، هذا الي جانب القضية الفلسطينية وتطوراتها واضاف أن لقاء الرئيس السيسي وولي العهد السعودي يتطرق أيضا إلي تنسيق الوقفين المصري والسعودي قبل انعقاد القمة العربية والمقرر عقدها الشهر الجاري في الرياض . كما أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية علي أهمية زيارة بن سلمان وأضاف أنه سيبحث خلال الزيارة عدة ملفات أهمها الأوضاع العربية علي ضوء قرب انعقاد القمة العربية التي كان من المفترض أن تعقد نهاية الشهر الجاري و لكن نظرا لانشغال عدد من الزعماء العرب منهم الرئيس السيسي لعقد الانتخابات الرئاسية فمن المنتظر أن تؤجل لذا سيتم خلال الزيارة الاتفاق علي موعد يتناسب مع ارتباطات الزعماء العرب. وأوضح أن الموضوعات التي تناقشها الزيارة يأتي في مقدمتها الأزمة اليمنية والسورية والليبية والأزمة بين الدول الأربع وقطر لأن هناك جهوداً دولية لحلها فالولاياتالمتحدةالامريكية تبدي اهتماما للأزمة لذا فالزيارة ستناقش ما يمكن عمله في ضوء انه لا جديد حتي الآن منذ حدوث الأزمة في يونيه الماضي وما مدي تأثيرها علي استمرار القمة العربية.