عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نجم الزمالك السابق: نهائي الكونفدرالية يحتاج 11 مقاتلًا في الملعب    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    رقص أحمد السقا مع العروس ريم سامي على غناء عمرو دياب «يا أنا يا لاء» (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    «مش عيب تقعد لشوبير».. رسائل نارية من إكرامي ل الشناوي قبل مواجهة الترجي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    عاجل.. رقم غير مسبوق لدرجات الحرارة اليوم السبت.. وتحذير من 3 ظواهر جوية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "اصليح" بخان يونس جنوب قطاع غزة    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفي اللباد خبير الشئون الإيرانية والتركية في حوار للأخبار:
مصر رجعت تاني لينا
نشر في الأخبار يوم 02 - 07 - 2011

كاتب مصري بارز في مجالات تخصصة عربيا ودوليا، من أهم الخبراء في مصر والوطن العربي في الشئون الايرانية والتركية والاستراتيجية، أحد الاسماء المصرية التي تضيئ في هذا الحقل الذي غيبنا عنه النظام المصري السابق لسنوات طويلة، له عدد من المؤلفات الهامة بينها كتاب »حدائق الاحزان- إيران وولاية الفقية« وكتاب »تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج « الذي ألفه بالاشتراك مع أخرين، يتولي الآن رئاسة أحد المؤسسات البحثية الهامة في مصر والوطن العربي والعالم التي تهتم بشئون الشرق الاوسط من زاوية جيو سياسية أو إستراتيجية والتي ترصد بوجه خاص التحولات في العلاقات العربية -التركية والعربية والإيرانية وهو مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية ورئيس تحرير مجلة »شرق نامة«.. هو الدكتور مصطفي اللباد وكان معه هذا الحوار.
كيف تري مستقبل العلاقات المصرية الايرانية قبل وبعد ثورة 25 يناير؟
قال الدكتور مصطفي اللباد أن العلاقات المصرية الايرانية تقدمت في الشهور الاخيرة عقب ثورة 25 يناير، وأشار الي أن العلاقات كانت قبل الثورة في حالة من السكون والثبات التام ووصلت الي حد القطعية ولكن الامور الان تحسنت وتقدمت خطوة الي الامام، كما أن عودة العلاقات تواجها بعض المعوقات أولها أن إيران دولة كبيرة في المنطقة ولها نفوذ لايمكن تجاهله أو إنكاره وفي نفس الوقت مصر دولة لها دور تاريخي في المنطقة ولن تعود الي سابق عهدها أثناء تولي النظام السابق الحكم.
وأضاف أن مصر دولة رائدة تريد أن تنفتح علي كل القوي المؤثرة في المنطقة وإيران من ضمن هذه القوي، ثانيا: تحسين العلاقات المصرية الايرانية لا يعني التسليم لإيران بكل ما تريد في المنطقة فهي دولة لها طموحات سواء في العراق أو الخليج العربي ومصر لها إرتباطات في العراق والخليج وبالتالي كيف يمكن التوفيق والتنسيق بين الطموحات والمصالح الايرانية من جهة والارتباطات التاريخية المصرية من جهة أخري وهذا يتطلب خيالا سياسيا، ومصر بعد الثورة تمتلك ذلك وتستطيع التوفيق بين مصالحها مع الكتلتين الرئيسيتين والسعودية ودول الخليج العربية الشقيقة لها مصالح تاريخية وإقتصادية مع مصر كما أن هذه المنطقة تمثل منطقة هامة من الامن القومي المصري وفي الوقت نفسه إيران دولة كبيرة في الاقليم ولايمكن تجاهلها وإستمرار القطيعة معها ولذلك التوفيق بين مصالح الطرفين أمر مهم للسياسة الخارجية المصرية وخاصة إذا لاحظنا الارتباط بين مصالح المملكة العربية السعودية ودول الخليج وبموضوع عودة العلاقات المصرية الايرانية ستؤثر سلبا علي موقع هذه الدول تجاه إيران.
هل تري أن النظام السابق أساء الي العلاقات المصرية الإيرانية؟
قال اللباد أن النظام السابق وخاصة خلال السنوات العشر الاخيرة جعل مصر منكفأة علي نفسها في المنطقة و لم يراع الدوائر الحيوية للسياسة الخارجية المصرية ولأمن مصر القومي وبالتالي إصطفت مصر خلف الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة إيران.
وأضاف أن مصر أخذت موقفاً من إيران غير مبرر لأن لها مصالح تختلف عن المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة وتجاه إيران ولذلك مارست مصر عداوة لفظية مع إيران وأعتقد أن النظام السابق هو الذي أتاح لإيران ان تتمدد في المنطقة كما لم تفعل من قبل لان النظام السابق لم يكن يملك الخيال السياسي الكافي لمراقبة التوازنات الجارية في منطقة الشرق الوسط أو تحسين موقع مصر كما أنه إرتكن الي تحالفه مع الولايات المتحدة دوليا ومع إسرائيل إقليميا ولم يعد يري التغييرات التي حدثت في المنطقة وبعد ثورة 25 يناير تغير ذلك وهناك مصالح مصرية ثابتة لا تتغيير بتغير النظم السياسية..
وأضاف مدير مركز الشرق أن هناك براعات وقدرات سياسية يمكن أن نقول انها أصبحت متوافرة في مصر ووزير الخارجية السابق د. نبيل العربي إستطاع في ظل تحالفات مصر الدولية والاقليمية أن يحرك الراكد في موضوع العلاقات المصرية الايرانية دون أن تعود العلاقات بالكامل مع عدم الإصطدام مع مصالح أخري وهذا كان واضحا مع الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية وأعتقد أنه حتي مع الوزير الجديد محمد العرابي يملك ذات الخيال السياسي وسوف يستمر علي نهج الدبلوماسية الهادئة والناعمة فمصر ليست دولة تريد إحداث فرقعات ولكنها دولة الحلول الوسط وتبحث دائما عن تحقيق توافق عام في اقليم الشرق الاوسط لان هذا دورها التاريخي والنظام السابق تخلي عن هذا الدور الذي كانت تقوم به مصر وإنضوي في معسكر ضد إيران والآن تغير الموقف بعد 25 يناير.
وماذا عن قضية الجاسوس الإيراني وتأثيرها علي عودة العلاقات؟
قال اللباد : في البداية: الجاسوس هو عضو في البعثة الدبلوماسية الايرانية بالقاهرة وإذا لم يكن عضوا فكان علي مصر محاكمته، ولابد هنا أن نوضح أن هناك خيطا رفيعا يفصل في قضية الجاسوس أولا أنه دبلوماسي يجمع معلومات وعن تجاوز دوره كدبلوماسي الي قضايا أخري وهذا موضوع تحدده أجهزة الامن المصرية ولكنه كان دبلوماسيا في مهمة بالقاهرة وهذه قضية تتكرر عشرات المرات سنويا بين الدول.
وأوضح اللباد أن إطلاق صفة جاسوس يعتبر توصيفا إعلاميا أكثر منه توصيف سياسي فالمعروف انه من شروط الجاسوس ان يكون دخل البلاد خلسة لأهداف غير مشروعة ويقوم بعمله في تخفي والدبلوماسي المتهم كان متواجدا بصفة رسمية ويقوم بعمله وهذا معلن، والدليل أنه تم الافراج عنه وبالتالي التضخيم في هذه القضية الهدف منها العودة بالعلاقات المصرية الايرانية خطوات كثيرة الي الخلف بعدما تقدمت خطوتين للأمام ولكن لن تؤثر عليها بالشكل الذي ستعيده الي ما كانت عليه ايام النظام السابق.. ولذلك العلاقات في موقف أفضل بالفعل ولكن إرتقاءها ووصولها الي درجة العلاقات الطبيعية سيتطلب ذلك إشتراطات ولا أعتقد أن حكومة تسيير أعمال في مصر تستطيع إتخاذ قرارا بعودة العلاقات مهما كان إسم وزير الخارجية لأن ذلك يتطلب حكومة ديمقراطية منتخبة تمثل المصريين في سياستهم الخارجية وتستطيع عودة العلاقات فمن الان وحتي الانتخابات لا أتوقع أن تعود علي مستوي السفراء.
ما هو تقييمك للثورة المصرية بعد مرور 5 أشهر؟
قال الدكتور مصطفي اللباد ان الثورة المصرية قدمت نموذجاً لجميع دول العالم عن إمكانية التغيير سليما فالجميع يري الان ما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا ومن أهم الاسباب في ذلك ان مصر دولة كبيرة وشعبها غير منقسم وبالتالي يمكن أن تكون لهذه الانقسامات الداخلية الاولوية علي الثورة ومصر مؤسساتها موجودة وهناك تغيير في الرموز والاشخاص وحدث إرتباك أمني وهو طبيعي في الثورات ومطلوب من الثورة ومصر ان تقدم نموذجا لكي تكتسب مشروعية للعب دور إقليمي قوي في المنطقة.
وأشار الي أنه إذا تحدثنا عن موضوع السياسة الاقليمية فكل دولة في المنطقة تقدم نموذجا فهناك النموذج التركي للمصالحة بين الاسلام والدستور والتقدم الاقتصادي وإيران تقدم نموذج الدولة الدينية التي لديها مشروع وطني كبير وهو المشروع النووي الايراني وانشاء قدرات نووية سلمية ومناهضة الغرب ومصر كانت في ال30 عاما الماضية تفتقر الي المشروع ونحن بالثورة المصرية نتمني أن تقدم مصر الرسالة علي تغيير سلمي دون حدوث حرب اهلية وتقديم المسئولين للمحاكمة بطريقة حضارية ومحاكما عادلة.
وأوضح أن النموذج المصري وضع نفسه علي الطريق الصحيح وعندما يتم إجراء الانتخابات البرلمانية بشكل هادئ ومستقل وتفرز أغلبية أو أقلية مهما كانت ويعود البرلمان بنظام سياسي علي قواعد جديدة شعبية ديمقراطية في هذا الوقت نستطيع ان نقول ان مصر تقدم نموذجا ديمقراطيا ويستطيع منافسة باقي النماذج الموجودة في المنطقة.
ما هو المطلوب من المصريين خلال الفترة القادمة؟
ان يكون لديهم توافق وطني عام بمعني أنه إذا إختلفنا في الامور الداخلية أو الخارجية لابد أن تكون هناك قواعد عامة لا نختلف عليها، و يجب أن يكون هناك توافق أيضا من كافة التيارات السياسة والقوي الوطنية علي مصالح مصر القومية العليا وسياستها الخارجية ومن ضمنها سياستها في الاقليم سواء تجاه غزة وعلاقات مصر بالسعودية وإيران وتركيا وكل ذلك لابد ان نكون متفقين عليه لما له من مصلحة وطنية عليا لنا وما ينقص النموذج المصري الان هو ذلك التوافق الذي يؤمن فترة إنتقالية هادئة حتي بالانتخابات وبالاخص في موضوعات السياسة الخارجية والاقليمية.
وعن موضوعات السياسة الداخلية دعا اللباد كافة التيارات السياسية أن يكون لديها توافق وطني عام وتقوم القوي السياسية بالاندماج في قائمة موسعة كبيرة حتي نجنب مصر هزات ومعارك يمكن أن تحدث قبيل الانتخابات ومن الطبيعي ان كل طرف يريد تحصيل مقاعد في البرلمان أكثر من غيره ولكن التوافق علي الانتخابات وعلي توزيع المقاعد بين التيارات السياسية خطوة الي الامان سيعزز النموذج المصري وسيجعل الفترة الانتقالية هادئة وسيفرز برلمانا جديدا منتخبا بتمثيل أكبر لكافة الشرائح المصرية.
ولخص اللباد مطالبه في دعوته لكافة التيارات السياسية الي التوافق الوطني العام علي السياسة الخارجية الاقليمية وتوافق داخلي وطني علي قائمة موسعة تضم احزاب من كافة ألوان الطيف السياسي فهذا هو الطريق الآمن لتجاوز المرحلة الانتقالية ومصاعبها.
من هو عدو الثورة المصرية أو الثورة المضادة من وجهة نظرك؟
قال : أن مصر عليها تكالب إقليمي ودولي وداخلي وبالتالي هناك مصالح تضررت من حدوث الثورة المصرية ومن الطبيعي أن يسعي أصحاب هذه المصالح الي عرقلة مسار الثورة وإرجاعها الي الوراء عدة خطوات، كما أن أصحاب هذه المصالح ليسوا حكرا علي تيار سياسي أو ديني أو طائفة بالمجتمع كما أن هناك جانبا من اصحاب المصالح الداخلية كانت مرتبطة بعلاقات مع النظام السابق وتريد العودة الي الوراء ولكن عجلة التاريخ لن تعود الي الوراء.
وأضاف اللباد : أننا لا نستطيع التهوين من قدرة الثورة المضادة علي إحداث هزات أمنية والتخويف من حالة الاقتصاد المصري والمبالغة في ان الاقتصاد متدهور وكل هذا غير صحيح والمبالغة في إبراز الاخفاقات الموجودة مع إخفاء الانجازات الكبيرة التي تتحقق وتسليط الاضواء علي الاخفاقات ومحاولة تأجيل الاستحقاقات الموجودة في مصر.
أما بالنسبة لأعداء الاقليم فيقول اللباد أنهم كل من يتخوفون من عودة مصر الي دورها الطبيعي بإعتبارها قوي إقليمية رائدة في هذه المنطقة وسيحاولون عرقلة تقدم مصر الي طريقها الي الامام.
هل يمكن ان تتحول الثورة المصرية الي إسلامية كما حدث في إيران؟
قال د. مصطفي اللباد ان المقارنة صعبة أولا في حالة ايران عام 79 كانت هناك قيادة واضحة للثورة الايرانية ممثلة في الامام الراحل أية الله الخوميني وفي حالة مصر لم تكن هناك قيادة واضحة للثورة.
ثانيا: في إيران التيارات الاخري إنضمت الي التيار الاسلامي الذي يمثلة الخوميني أما في الحالة المصرية فالتيار الاسلامي وباقي التيارات الاخري إنضمت الي الثورة وليس العكس.
وثالثا: أن الدستور الذي تم صياغتة في إيران هو دستور إسلامي أما في مصر فيدور الحديث علي دستور مدني بمرجعية إسلامية ورابعا إيران أحدثت إنقلابا في تحالفاتها الدولية في حين أن مصر لم تحدث اي إنقلاب وأنا لأ أري أن مصر تسير في إتجاة إيران بإختلاف الظروف الذاتية لأن التيار الاسلامي ليس لديه الأمام الخوميني في مصر.. وأضاف اللباد أنه لا يعتقد أن تتكرر التجربة الايرانية في مصر
ما هي أوجه التشابة بين شاة إيران والرئيس مبارك؟
قال اللباد : أننا سنظلم شاة إيران لو أردنا عمل المقارنة لأن شاة إيران كان متمسكا بحقوق بلاده الوطنية ولم يفرط فيها ولكنه كان معاد للمشاعر الدينية والوطنية للإيرانين ومتصل بالغرب أكثر ولديه علاقات مع إسرائيل وأمريكا ولكنه لم يفرط في مصالح إيران الوطنية ، والمقارنة بين شاة إيران والرئيس السابق حسني مبارك ظلم كبير لنظام الشاة.
وأضاف اللباد أما بالنسبة للأمور الداخلية في البلدين فهناك تشابه بين أيام الشاة ونظام مبارك فأيام الشاة كان هناك شريحة متحكمة في مفاصل الاقتصاد وعائلة واحدة هي التي تمسك بمفاصل الاقتصاد والسياسة اما مصر فتراجعت عملية توزيع الدخل وقامت الحكومة ببيع القطاع العام وبالعكس مع إيران وهناك تشابهات بين النظامين ولكن في حالة الشاة كانت إيران أكثر قوة وصلابة من الاقتصاد المصري.
هل توقعت الثورة المصرية؟
أكد اللباد أنه لا أحد كان يتوقع حدوث الثورة المصرية والذي توقعها أعتقد أنه لايقول الحقيقة ومبالغ في توقعه مضيفا أنه كانت هناك بوادر تزمر والناس كانت مستاءة جداً من مستوي المعيشة وتوزيع الدخل ومحاولات التوريث و جاءت نتيجة إنتخابات مجلس الشعب في 2010 بفوز الحزب الوطني بأكثر من 95٪ من المقاعد كل ذلك اعطي إشارة انه لا شئ سيتغير بل يتغير الي الاسوأ.
وقال اللباد أعتقد ان القشة التي قسمت ظهر البعير كانت انتخابات مجلس الشعب الاخيرة والتي اغلقت الباب امام كل القوي السياسة في المشاركة في الحياة السياسية بشكل سلمي وكان لايوجد أمامهم الا الثورة والتي كانت سلمية وعمل حضاري كبير وحتي في بدايتها لم يكن يتوقع أحد أن نصل الي ما وصلنا إليه الان وأعتقد أن بطء إستجابة النظام السابق لمطالب الثوار ساهمت في تصاعد سقف المطالب للمتظاهرين في ميدان التحرير والمحافظات والتي بدأت بإقالة وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ثم اقالة حكومة د. نظيف وبعدها الشعب طالب بإسقاط النظام بما فيه الرئيس مبارك وبالتالي النظام السابق لعب دوراً مهما دون ان يقصد في إنتصار الثورة والقضاء علي النظام بالكامل.
كمصري تريد أن يكون الرئيس القادم لمصر مدنيا أم عسكرياً؟
قال مدير مركز الشرق أن الرئيس القادم يجب ان يتمتع بصفات تجعله فوق مستوي الانحياز لأي تيار سياسي في المجتمع وأعتقد انه لا يجب أن يكون منتم الي تيار او حزب سياسي لان مصر في ولايتة الاولي تحتاج الي توافق وطني عام لا يستطيع زعيم حزبي القيام به وتتوافق عليه شرائح المصريين من كافة الاتجاهات والتيارات، وأشار الي أنه ليس المهم ان يكون الرئيس القادم عسكريا أو مدنيا ولكن المهم ان يكون لديه تاريخ من الاستقامة والنزاهة وملتزم بأهداف ثورة 25 يناير ومنفتح علي كل التيارات السياسية بلا إستثناء ومؤمن بأحقية مصر ودورها وقيادتها لإقليم الشرق الاوسط و للصف العربي مرة أخري وإحترام علي المستوي الدولي ولابد أن يكون منفتحا علي أفريقيا ويقيم علاقات قوية مع كلا من تركيا وايران في الاقليم ولديه خيال سياسي كبير ويشعر بآلام ومشاكل المواطنين ويسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية.
هل تعتقد أن وراء ما يحدث من ثورات في الدول العربية مخطط عام لمنطقة الشرق الاوسط؟
رفض الدكتور مصطفي اللباد التأكيد علي وجود مخطط غربي وراء ما يحدث من ثورات في البلدان العربية وقال : ليس أكثر من النظام المصري السابق إلتصاقا بالولايات المتحدة الامريكية وكنزا لإسرائيل وهو ما جاء علي لسان مصادر إسرائيلية كثيرة وكبار قادة المخابرات المركزية الامريكية بأنهم يندمون ويبكون الآن علي سقوط النظام السابق وأشار اللباد الي أنه لا يعتقد أن نظاما كان يلبي كل ما يطلب منه وأكثر يتم الاطاحة به بمؤامرة امريكية او من دول غربية أخري.
وأضاف مدير مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية أنه أيضا لا يعتقد أن الشباب الذي نزل الي ميدان التحرير وإستشهد منهم أكثر من 800 شهيد وإصيب الآلاف أن يكونوا عملاء أو مدفوعين من اطراف دولية لكي يسقطوا النظام المصري الذي هو فالاساس حليف ومنبطح أمام هذه القوي سواء الامريكية أو الغربية ومما لا شك فيه أن الولايات المتحدة هي القطب الدولي الاوحد في النظام الراهن وإعتقد أن الثورة المصرية أسقطت النظام السابق ولم يكن في نيتها التفكير في قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل أو عودة العلاقات مع إيران لان السياسة في النهاية هي فن الممكن فمصر تريد إعادة رسم علاقاتها مع الغرب وعلي رأسها الولايات المتحدة من موقع المساواة والاعتراف بمكانتها في العالم، وأضاف ان هناك فارقا كبيرا بين الشراكة والتفاهم وبين الانبطاح والاملاءات، ولا أعتقد أن مصر ستعود من جديد وتتلقي إملاءات أو تنبطح امام أي دولة في العالم مهما كانت.
أما في حالة ليبيا وسوريا واليمن فلابد أن نؤكد أن هناك مؤثرات أخري غير مسألة الشعب والنظام ولا نستبعد أن يكون هناك أطراف لها مصالح مختلفة كما انني لا أقول أن هذه الثورات مدفوعة من الخارج لأنه لا يعقل ان ينزل الشارع مواطن وهو يعلم أنه معرض للموت وأن يستشهد حتي لو كان مقابل مبالغ كبيرة.
وما هو تعليقك علي طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الثورة في مصر وسوريا واليمن وليبيا؟
في بداية الثورة المصرية أخذت أمريكا طرف النظام السابق وعندما توالت التظاهرات في ميدان التحرير والمحافظات وبعد يوم 28 يناير عندما ظهر للجميع ان النظام غير قادر علي ضبط الشارع والسيطرة عليه وإمتدت الثورة الي محافظات اخري غير القاهرة منها الاسكندرية والسويس والاسماعيلية والغربية وإتجهت الي الدلتا والجنوب فأصبح النظام المصري السابق غير قادر علي السيطرة علي المظاهرات من الناحية الامنية ووقتها غيرت الولايات المتحدة الامريكية موقفها تجاه الثورة المصرية واعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما أنه علي مسافة واحدة من كل الاطراف ومع تقدم الثورة وتراجع النظام غيرت امريكا موقفها أكثر وأصبحت مؤيدة للثورة المصرية ولكن بعدما فرضت الثورة نفسها علي النظام السابق وغيرت الموازين.
وأوضح أن الولايات المتحدة دولة تبحث عن مصالحها مثل أي دولة في العالم لذلك موقفها كان متغير تجاه الثورة المصرية وبعد إنتصار الثورة قال أوباما سيقوم الامريكيون بتربية أبنائهم كي يصبحوا مثل الشباب المصريين وهذا يشرف الثورة المصرية ونفخر به ولكن في البداية أمريكا لم تكن مؤيدة للثورة.
أما بالنسبة لليبيا وموقف الولايات المتحدة مما يحدث فهذا يختلف عما حدث في مصر لان النظام الليبي الحالي كان لديه علاقات متذبذبة مع الغرب ولكنه أعطاهم كل ما يريد من النفط ومازالت بالنسبة لمواردها النفطية وفي حالة اليمن نجح الرئيس علي عبد الله صالح لفترة طويلة من بداية الثورة في إعطاء صورة لأمريكا والغرب بان البديل لنظامه هو تنظيم القاعدة الارهابي وبالتالي الجميع ظل يعيد حساباته أكثر من مرة ويقول هل أسبق الديمقراطية وحقوق الانسان أم أقوم بتأمين هذا النظام الفاسد الديكتاتوري لانه سيمنع تنظيم القاعدة من ان يكون في الحكم وأعتقد انه كان يوجد مبالغة كبيرة في ذلك لان القبائل اليمنية الكبري إنضمت الان الي الثورة وخرج الملايين الي الشوراع ولا أعتقد أن نظام علي عبد الله صالح قادر علي الاستمرار ونفس الشئ في ليبيا أما في حالة سوريا فالموقف مختلف لان له أبعاد إقليمية بمعني ان أي تغيير في سوريا سيكون له تأثير علي التوزان التركي الايراني وتوازن علي المثلث العراقي السوري السعودي لأنه يوجود توازن بين القوي العربية الثلاثة طوال التاريخ الحديث ولم يكن هذا المثلث أطرافه متقاربة مع بعضها ودائما يكون إما سوري عراقي في مواجهة السعودية او عراقي سعودي في مواجهة سوريا أو سوري سعودي في مواجهة العراق.
ماهو تقييمك للتجربة التركية بالمقارنة بالتجربة المصرية؟
أولا هناك بعض الاتفاقات بين كل من مصر وتركيا فهما دولتان الاولي تقع في أفريقيا وأسيا والثانية في أسيا وأوروبا والدولتين عدد سكانهم أكثر من 70 مليون ويتحكمون في ممرات بحرية مهمة جداً، ومتحالفتين مع الولايات المتحدة الامريكية ولديهم نفوذ تقليدي للمؤسسة العسكرية وعند ذلك تنتهي الاتفاقات وتبدأ الاختلافات وأولها أن الاقتصاد التركي أقوي من المصري وتركيا رقم 17 علي العالم من حيث حجم الاقتصاد ومصر ليست من ال 50 دولة الاوائل كما أن تركيا عضو في حلف الناتو عكس مصر، وتركيا منفتحة ومندمجة في النظام الدولي عكس مصر كما أن تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا هي تجربة حزب مدني ذو مرجعية إسلامية في مواجهة دستور علماني ومؤسسة عسكرية علمانية .. أما في مصر قال د. مصطفي اللباد : لا الدستور علماني ولا التيارات الاسلامية مقتربة من النموذج التركي بحيث لا تضاهي حزب العدالة والتنمية في مدنيتة وإنفتاحة علي القوي السياسة والدينية المختلفة فهذا الحزب يوجد به نواب أكراد وأرمن وعلويين، وهذا بالاختلاف مع مصر فان غالبية التيارات الدينية لا تعرف تمثيلا لباقي المكونات المجتمعية.
وعن النقطة الثانية هي ان مايريده أردوغان هو الانضمام الي الاتحاد الاوروبي وبالتالي الانفتاح علي الغرب.. وأضاف اللباد بأنه قبل إنتصار الثورة المصرية كان هناك بعض التيارات الاسلامية مثل حزب الوسط كان يقدم رؤية تقترب كثيراً من النظام التركي.. في حين أن بعض القطاعات من جماعة الاخوان المسلمين كانت تري في النظام التركي نموذجاً ولكن بعد إنتصار الثورة أعتقد أنه تم العودة جزئيا عن فكرة إستلهام النموذج التركي لمصلحة نماذج لا تتفق بالضرورة مع النموذج التركي . وفي تقدير ان النموذج التركي مازال صالحا لمصر ويمكن الاستفادة منه والتعاون مع تركيا الي درجات كبيرة تعود بالفائدة علي الطرفين ولكن لم أعد أشعر بان التيارات الاسلامية متفقة علي ضرورة استلهام النموذج التركي الذي يعد مع الايراني الاقرب بالنسبة لمصر.
كلمة أخيرة؟
أخيرا أقول أن مصير مصر في يد المصريين ولابد ان نخرج من إطار الحزبيات الضيقة والتعصب لأيدولوجية معينة مهما كان الحزب الذي يمثله والمستقبل القادم أفضل ولكنه محتاج للكثير من العرق والدموع فمصر رجعت لينا تاني ولن تكون بلد شلة او عائلة فقط كما كانت من قبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.