بعد خروج بني إسرائيل من مصر عام 1446 ق م وما حدث لهم من تيه في سيناء مدة اربعين عاماً، وصل الشعب الاسرائيلي إلي نهر الأردن، أمرهم موسي بدخول أرض كنعان، ومات موسي وتولي قيادة هذا الشعب يشوع. وكما تقول التوراة ظل هذا الشعب صلب الرقبة لا يتبع تعاليم موسي ولم يحفظ العهد؛ فنزلت عليه لعنات كسر هذا العهد مع الله وانتهي دوره بهدم الهيكل والشتات ولم يعد شعب الله المختار. بدأ الدخول إلي أرض كنعان بالاستيلاء علي مدينة أريحا.. دمروا المدينة وقضوا بحد السيف علي كل من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتي البقر والغنم والحمير. ثم جري في مدينة عاي ما حدث لأريحا.. نهبوها وأحرقوها وفتكوا بأهلها ولم ينج منهم أحد (12 ألف نسمة) وشنق ملك عاي علي شجرة ثم تم تطهير أرض كنعان بالكامل بحد السيف... نعم كانت كنعان أرضاً للرذيلة وعبادة الأصنام لكن السؤال: لماذا تم تطهير الأرض من الأوثان بالسيف؟ ألم يكن ممكناً اتباع اسلوب آخر مثل التبشير مثلاً!؟. لكن ما حدث كان إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً وقسوة يتسم بها هذا الشعب منذ نشأته. وبعد دخول أرض كنعان ولأن الشعب الإسرائيلي لم يقم بالاستيلاء علي هذه الأرض تماماً تواجدت بؤر معادية شجعت بعض الأمم المجاورة علي شن غزوات ضد الشعب الاسرائيلي..... ست غزوات من بينها هجمات فلسطينية .. فكان العداء الفلسطيني لهذا الشعب متميزاً فلم تسلم فترة واحدة من هجمات خاطفة ضد العبرانيين. وكان الفلسطينيون يستوطنون في خمس مدن علي ساحل البحر الأبيض المتوسط وكانت معركتهم الأخيرة هي الغزوة السادسة الهامة علي الاسرائيليين خلال حقبة حكم القضاة. وكان سر تفوق الفلسطينيين الحربي هو استغلال الحديد لصناعة الاسلحة والمركبات الحربية بينما كان النحاس هو المعدن المستخدم في صناعة السيوف الإسرائيلية. وهذه المعارك في العهد القديم صارت جذوراً للمعارك الاسرائيلية الانتقامية في العهد الحديث هذه الأيام. وتتذكر واقعة اختطاف جندي اسرائيلي والقوة الغاشمة وآلة الحرب التي ردت بها إسرائيل وبدأ يومها التنكيل بالفلسطينيين في غزة والانتقام من لبنان وتدمير منازله وبنيته التحتية بغل شديد يعكس الكراهية الشديدة والرغبة في الانتقام لخروجها المهين من جنوبلبنان. ومذابح لبنان وقانا بالذات تذكرنا بتاريخ العنف الإسرائيلي والمذابح المتعددة التي كانت تهدف لتفريغ المدن والقري من قاطنيها في مخطط استيطاني واسع. ومع قانا 2006 نتذكر قانا 1996 ونتذكر أيضاً المذابح السابقة.... ففي عام 1948 قامت إسرائيل بأكثر من عشر مذابح في قري سعسع وجوفوت وكفر حينية وبنيامينات، ودير ياسين، وحيفا واللد وغيرها. ثم توالت هذه المذابح ففي عام 1951 كانت مذبحة شرفات ثم بيت لحم عام 1952 واربع مذابح عام 1953 بينها مذبحة قلقيلية غير مذابح غزة وخان يونس الأولي والثانية عام 1955 والثالثة عام 1956 - كما لا ننسي مذبحة صيدا وعين الحلوة وصابرا وشاتيلا عام 1982 والحرم الإبراهيمي عام 1994. هذا هو تاريخ إسرائيل الموثق للإرهاب والاحتلال والتصفية العرقية. • عضو اتحاد الكتاب