احتفلت مصر وجيشها بعيدها وبرئيسها احتفالا يعيد للقلوب أمجاد الوطن.. وكما عهد المصريون بقائدهم كان لقاءه الأول- بعد عودته بسلامة الله- من سيناء ومع القوات المسلحة رمزا لما تحقق وجسرا لما سيتحقق.. احتفل المصريون بعيدهم وبقائدهم تواصلا مع نموذج للتنمية يضيف نجاحا إلي نصر.. يوم السادس من أكتوبر وعيد سيناء القومي من أقرب الأعياد القومية إلي قلبي، وهما لمصر تتويج للعبور من نكسة لمجتمع إلي نصر لوطن.. هو عبور من حرب إلي سلام.. هو عبور بالسلام إلي الاستقرار.. وبالاستقرار إلي التقدم.. وبالتقدم إلي النماء.. سيناء لجيلنا هي عشق.. سيناء هي الكرامة والأرض والعرض.. والمتمم لجسد الأمة، والمحرك لروحها والمعبئ لقلبها ووجدانها.. احتفلت مصر والمصريون يوم الاحد الماضي بعيد سيناء القومي يعكس عددا من المعاني المهمة منها أولا: أن هذا النصر المجيد الذي حققته القوات المسلحة سيظل علي مدي التاريخ موضع فخر دائم لشعب مصر وقواتها المسلحة، وثانيا: ان مصر قادرة بشعبها علي تجاوز أسوأ النكسات إلي أعظم الانتصارات، ثالثا: ان مصر قادرة علي صنع السلام بدلا من الاندفاع إلي الحروب، رابعا: أن الإدراك العميق والوعي والحكمة لقيادة مصر التزمت بغرس السلام وتحقيق الاستقرار لمصر دون الانزلاق في حرب.. وخامسا: أن سيناء تحولت من مسرح للعمليات العسكرية إلي مناطق للتنمية، سادسا: تحولت سيناء من ساحة للتدمير إلي أرض للتعمير، سابعا: حولت مصر أرض المعارك إلي واحدة من أكثر المناطق جذبا للسياحة في العالم واضافت سيناء وشرم الشيخ وما يجاورها ما يزيد عن أربعة ملايين سائح تضيف ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار بطاقة فندقية تصل إلي سبعين ألف غرفة، ثامنا: اعاد التحرير بترول مصر للوطن، تاسعا: اضيفت بنية صناعية وفرص عمل من شمال سيناء إلي جنوبها، ومن قلب الصحراء إلي شرق التفريعة، عاشرا: جامعات ومدارس ومستشفيات وخدمات تتنافس للتميز، حادي عشر: مطارات عصرية وطائرات مدنية لا تتوقف بنيت بصقور التحرير والعبور.. ما حدث ويحدث علي أرض سيناء سجله ابناء مصر من جيل أكتوبر بدم وعقل، وبجهد وعرق واصرار وإيمان.. أطفال وشباب اليوم لا يعرفون أبعاد ما تحقق وهذا خطأ منا... لم نسجل ما تم وما يتم من تحول سياسي واقتصادي واجتماعي وبيئي.. لم نوثق سجل مصر الناصع في الحرب وفي السلام، الأجيال الحالية تري فقط مسلسلات الهدم المتواصلة والتشكيك الدائم في كل القضايا الوطنية... نتذكر علي استحياء البطولات الوطنية وصناع النصر.. يبرز الأقزام ويتواري العمالقة... كم اتمني ان أري - علي الأقل - توازنا بين ما هو ايجابا صنع وطن، وما هو سلبا يرصده ابناء الوطن... كما أتمني أن أري مناهج التعليم الوطنية والانترنت والصحف والفضائيات تعكس بطولات وانتصارات المصريين سيناء وعيدها هي تتويج للنصر وهي معرض مفتوح للتنمية لكل من ينشد السلام والتقدم والرخاء..... عاشت مصر سالمة.. وكل عام وسيناء بخير. وللحديث بقية [email protected]