اشعر بفرحة كبري ففوز استاذي الكبير احمد رجب بجائزة النيل المصرية هو شرف لنا جميعا في اخبار اليوم المدرسة الكبري، الجائزة التي تشرفت في رأيي بفوز الكاتب العملاق بها تقديرا لسنوات من العطاء سجل فيها بقلمه نبض الحياة والشارع واقترب بكلماته الساحرة من الناس معبرا عنهم وعن مشاعرهم ومشاكلهم واحلامهم وطموحاتهم وارائهم بصدق في 1/2 كلمة. الكاتب الكبير مدرسة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان وفيها تعلمنا الكثير وكم كنا نحن التلاميذ نتوق الي دخول صومعته المتمثلة في مكتبه لنكشف اسرارها وكيف تخرج من بين جدرانها افكار وكتابات الاستاذ وابداعاته في بابه الشهير الذي صار احد معالم جريدة الاخبار وحتي الان، كنا ننتظر بلهفة خروج ما كتبه يوميا داخل صالة التحرير لنتعلم فنون صياغة الكلمة الصحفية بما قل ودل وبأسلوبه الساخر المعبر تنقلنا شخصياته الكاريكاتيرية التي صورها لنا بريشة الفنان المبدع مصطفي حسين الي عالم من السحر والخيال المبدع ناقدا كل امور الحياة بأسلوب راق في التعبير والاحساس وفي لوحات تعبيرية بالريشة والكلمات المؤثرة. تعلمنا في مدرسة اخبار اليوم من العمالقة فقد اكتسبنا من استاذنا علي امين حب الناس والبساطة وتعلمنا من العملاق مصطفي امين الدقة في التعامل ومن مدرسة جلال الحمامصي حب العمل والصدق وفي رحاب موسي صبري ان العمل مقدس قبل كل شيء وفي صومعة احمد رجب كيف يصل المعني للقارئ في أبسط وأرق الكلمات ثم اجيال واجيال بعدهم كانوا لنا نعم المعلم. في هذه المدرسة التي صار استاذي الكبير اطال الله في عمره احمد رجب »ناظرها« الان كانت كل الابواب مفتوحة فلا نذكر ان بابا واحدا اغلق علينا او امتنع علينا الجلوس الي الاساتذة والجميل فيهم انهم كانوا لا يبخلون علينا بالنصح والارشاد والتوجيه في أي وقت صباحا ومساء فقد كانت صالات تحرير الاخبار في الزمن الجميل تمتلئ بهم كلهم دون استثناء. أشعر بالفرحة لان الفوز بجائزة كبري تهديها مصر لكاتبنا واستاذي الكبير هي فوز لنا في الدار التي ننتمي اليها جميعا كأني أنا الذي فزت بها فقد جاءت تقديرا لعطاء سنوات وسنوات من الاخلاص وحب المهنة التي اعطاها كل عمره وكانت سلاحه الذي عبر به عن نبض وإحساس الجماهير العريضة من القراء والتي ما زالت تتلهف كل صباح لتقرأ قبل اي شيء وقبل أي جريدة 1/2 كلمة في الصفحة الثانية بجريدة الاخبار بل وعلي مواقع الانترنت التي يحقق قراءتها اعلي الاحصاءات في المتابعة اليومية لكل الجرائد المصرية مجتمعة. أحمد رجب وسام علي صدر مدرسة اخبار اليوم الكبري واحلي ما في كل صحفي تربي داخل جدرانها واشرف انني واحد منهم عاصر جيل العمالقة انه صار في تكوينه المهني والنفسي والصحفي مجموع من خبرات وبصمات كل هؤلاء العمالقة الذين قامت عليهم هذه الدار فكل واحد منا بعد اسمه يحمل شخصية علي ومصطفي امين وجلال الحمامصي وموسي صبري واحمد رجب فقد تربي علي ايديهم وعاصرهم أو تعلم في مدرستهم جميعا. كل واحد منا فاز بجائزة النيل من أصغر عامل الي رئيس مجلس الادارة واذا كنا نقول لاستاذنا مبروك فاننا نقولها لانفسنا لاننا نعتز ان بيننا احمد رجب ببساطته وشموخه عطاء بلا حدود اطال الله لنا في عمره. استاذي الذي عودني كلما شرفت بلقائه مداعبا بقوله خف وزنك الزائد.. حرصا علي صحتي.. نشكرك علي اننا تلاميذك.