يعيش وطننا والمنطقة المحيطة بنا هذه الايام ظروفا صعبة ترتفع موجة المعاناة ونواجه تحديات كبيرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويسعي اعداء الحياة لاشاعة اليأس والاحباط والخوف ايضا بجرائمهم التي لم ترحم احدا فهاجهموا الكنيسة والمسجد وقتلوا الكبار والاطفال واعتدوا علي الآمنين في خضم كل هذه الظروف والتحديات تأتي الينا ذكري ميلاد السيد المسيح الذي جاء لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل »يوحنا 10-10» نعم جاء يسوع ليعلمنا ويرسخ داخلنا ثقافة الحياة. يقول الله في سفر التثنية : »قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك» »تثنية 30-19» نتعلم من هذه الكلمات ان الله يخيرنا بين الحياة والموت، البركة واللعنة والاهم من ذلك ان قرار اختيار الحياة لا يقف عند حدودك كشخص لكنه يمتد إلي الاجيال القادمة ايضا. ثقافة الحياة ترتبط بالتوبة لا يمكن ان تكون هناك حياة أو بركة دون توبة وان كانت الخطية قد طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها اقوياء »أمثال 7-26» فان التوبة هي قرار اختيار الحياة. التوبة وقفة صادقة من القلب تغير اتجاهات الحياة حاول الانسان قديما ان يكون مستقلا عن الله فسقط حاول ان يكون عارفا الخير والشر بمفرده فسقط ومع السقوط جاء الموت وحلت اللعنات. ولقد ادرك يسوع اهمية التوبة فجاءت كثير من كلماته داعية للتوبة وفحص الحياة فقال: توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات »متي 4-17» ولكي يؤكد علي اهميتها قال: ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون »لوقا 13-3» التوبة هي الاختيار الوحيد لانه بعد الموت لا توجد فرصة للاختيار. ثقافة الحياة لا تعرف الدينونة. الدينونة قاتلة ومدمرة، تهدم الآخر وتغلق أمامه جميع الأبواب. أعطانا السيد المسيح درسا واضحا في عدم الإدانة في موقف المرأة التي أمسكت في ذات الفعل (يوحنا 8:3-11)، وهذه كانت جريمة زنا مكتملة الأركان، المسيح لم يدنها، بل نبه من حكموا عليها بأن يفحصوا حياتهم أولا، فقال لهم: »من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر!، فيا من تدين غيرك، أنت في الدينونة، ثقافة الحياة إذا تعرف النقد البناء، الذي يحرص علي الشخص وتقويمه، ونموه.