قدس الأقداس في كل من معبد الكرنك في الأقصر منارة الثقافة والفنون، ومعبد قصر قارون في مركز يوسف الصديق بالفيوم الذي كان في يوم ما معبدًا للحب في العصر اليوناني الروماني، كانا علي موعد مع شروق فجر أمس مع أهم ظاهرة فلكية في مصر الفرعونية وهو تعامد الشمس علي أقدس مكان فيه والمسمي بقدس الأقداس، وهو الموقع الذي كانت له مكانة خاصة عند قدماء المصريين، ولم يكن يدخله إلا كبير الكهنة حتي الملك لم يكن له حق دخوله إلا في الأعياد فقط لإطلاق البخور وتقديم القرابين، وهو اليوم الذي قدسه قدماء المصريين لأنه موعد بداية الانقلاب الشتوي، وفيه ينمو محصولا القمح والشعير وهما المحصولان الرئيسيان اللازمان لإقامة أي حضارة، كما قدسه قدماء المصريين أيضا لإنه يوافق يوم ميلاد إله الشمس الأكبر آمون رع واستطاعوا من خلال تميزهم في الدراسات الفلكيه والحسابات الكونية وتفردهم في العمارة والفنون أن يتم تصميم قدس الأقداس بحيث تتعامد الشمس علي القاعدة التي كان يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون في معابد الكرنك، وتستمرهذه الظاهره لمد3 أيام. وفي الأقصر جري الاحتفال بالتعامد للعام السابع علي التوالي في احتفالية سياحية وفنية شارك فيها محافظ الأقصر محمد بدر وعلماء الأثار والفلك بجانب عدد من علماء المصريات وعدد من السياح، وبدأ الاحتفال منذ الساعة الخامسة ونصف صباحا مع عرض موسيقي اثناء شروق الشمس في ارجاء المعبد وعقب ذلك تم التوجه داخل المعبد وتتبع اشعة الشمس علي الاعمدة والحوائط والدخول إلي قدس الاقداس في الساعة السابعة لرصد الظاهرة وبعد ذلك التوجه إلي البوابة الشرقية في نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد. وفي الفيوم تعامدت الشمس علي قدس الأقداس بمعبد قصر قارون،وتأكدت اللجنة القائمة علي الحدث من تعامد الشمس علي المقصورة الرئيسية واليمني بالمعبد »قدس الأقداس»، فيما لم تتعامد الشمس علي المقصورة اليسري .