احتفالات تعامد الشمس بالاقصر والفيوم شهدت مصر أمس ظاهرة فلكية فريدة تؤكد علي عبقرية المصري القديم، ففي محافظتي الأقصروالفيوم اللتين يفصل بينهما نحو 005 كيلومتر تعامدت الشمس علي ثلاثة معابد في توقيت متقارب، يتزامن مع بداية الانقلاب الشتوي »بداية فصل الشتاء«. لتثبت ان قدماء المصريين كانوا علي دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس كما ربطوا بين علمي الفلك والعمارة.. ففي الأقصر تعامدت الشمس علي قدس الأقداس بمعبدي الكرنك والدير البحري اللذين تفصل بينهما عشرات الكيلومترات حيث يقع الأول في البر الشرقي والثاني في البر الغربي. وقد تم اختيار هذا اليوم لأنه يوافق مولد »رع« إله الشمس في مصر القديمة ويتزامن مع بداية الشتاء، كما يبدأ فيه نحو محصولين رئيسيين في الحضارة المصرية هما القمح والشعير. وكان الأثريان الفرنسيان نيكولا جريمال ولوك جافلود قد اكتشفا الظاهرة الفريدة خلال عملهما لسنوات في معابد الكرنك. وبلغت عبقرية المصري القديم مداها عندما شيد نافذة في الجهة الشرقية للكرنك تستقبل شروق الشمس وتستمر في إنارة المحور الرئيسي حتي تشرق بين برجي الصرح الأول للمعبد لتشكل علامة »آفت« التي تدل علي الأفق. وقد بدأت الظاهرة في الخامسة من فجر أمس وانتهت في السابعة وسط احتفالية حضرها محافظ الأقصر والسائحون الأجانب، وشهدت عروضا فنية لفرقتي الأقصر وتوشكا للفنون الشعبية ورقصت فيها الخيول علي أنغام المزمار البلدي. وعلي بعد 005 كيلومتر شمال الأقصر احتفلت الفيوم في الساعة 54.6 من صباح أمس بتعامد الشمس علي قدس الأقداس بمعبد قارون في حضور وزراء التنمية المحلية والتخطيط والآثار والسياحة بالاضافة إلي المحافظ. وأوضح الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار ان الشمس تعامدت علي المقصورة الرئيسية في قدس الأقداس وهي اليمني، وأضاف انها لم تتعامد علي الناحية اليسري لأنها كانت تضم مومياء التمساح »سويك« معبود الفيوم، لهذا حماها المصري القديم من التلف إذا تعرضت للشمس.