هذه خطوة هامة علي الطريق الصحيح أرجو أن تجد الرعاية الكاملة والإدارة الصحيحة لتنتج النجاح الذي يجعلها بداية تتكرر وتنتشر. أتحدث عن المشروع الذي تم الإعلان عنه لإنشاء شركة قابضة لتنمية سيناء من جانب اتحاد المستثمرين الذي يرأسه رجل الصناعة محمد فريد خميس برأسمال مدفوع قدره 200 مليون جنيه يرتفع بعد ذلك إلي مليار جنيه. ساهم خميس بعشرين مليون جنيه ليبدأ العمل وتتخذ الاجراءات لطرح أسهم الشركة للاكتتاب العام. والبداية جيدة بإنشاء مجمع للصناعات الصغيرة ببئر العبد باستثمارات 35 مليون جنيه والرؤية التي طرحتها وزيرة التخطيط هالة السعيد تسعي لإنشاء مجتمعات متكاملة حيث لا يقتصر الأمر علي إنشاء المصانع، وإنما يرافقها إنشاء مدارس للتعليم الفني لتدريب الشباب، واحتضان للحرف اليدوية لتشغيل المرأة، ثم الأهم وهو أن يتم ذلك في إطار إنشاء قري نموذجية تتوافر فيها الخدمات ويتكامل فيها الإنتاج. هذا هو ما تطلعنا إليه طويلاً أن يبادر المستثمرون الوطنيون للعمل الجاد في إطار مخطط للتنمية الشاملة بعيداً عن سياسة »اخطف واجري» التي ادمنها السماسرة في سنوات مضت فكانت نتيجتها ضرب الصناعة الوطنية وإفساد مناخ التنمية الحقيقية المنتجة. جيد الآن أن يبادر المستثمرون بالعمل الذي يعطي نتائجه علي مدي طويل، والذي يزرع الخير في أرض الوطن ويجعل من التنمية الحقيقية حائط صد ضد الإرهاب وضد التخلف. وجيد أيضاً أن تكون هناك شراكة بين المستثمرين وبين المواطنين الذين سيكتتبون في المشروع وأظن أن الكثيرين منهم سيكونون من أبناء سيناء الراغبين في أن يكونوا شركاء في التنمية بالجهد والعرق وبأن يكون من رأسمال محدود. وجيد أيضاً أن تكون الدولة حاضرة لكي يكون كل استثمار جديد تحت رعايتها ولكي يكون جزءاً من مخطط التنمية الشاملة لسيناء لكي نختصر الوقت والجهد، ولكي يكون الاستثمار الوطني قاطرة حقيقية لتطوير المجتمع ولكي يكون المواطن هو الأساس في الانتاج والهدف من التنمية. لقد ناديت مراراً وتكراراً عقب النجاح الباهر لعملية المشاركة الجماهيرية في اكتتاب مشروع قناة السويس بأن يكون هذا بداية لطريق تتعدد فيه المشروعات التي تجمع مدخرات المصريين لتصب في عملية التنمية، والتي تؤكد علي دور الاستثمار الوطني الذي ينبغي أن يقدم النموذج في النجاح قبل أن نطلب من الاستثمار الخارجي أن يأتي. ولعل التجربة في سيناء أن تكون بداية وأن نري العشرات من هذه الشركات القابضة للاستثمار تتكرر في سيناء أولاً، ثم في كل المحافظات. وتبقي تحية واجبة لمبادرة المهندس خميس ورفاقه من المستثمرين الوطنيين ويبقي اليقين في أننا قادرون علي زراعة الخير والاستقرار والأمن في كل ربوع سيناء، وأن نطهرها تماماً من هؤلاء الذين لا يعرفون إلا زراعة الموت والعداء للحياة.