بدأت الأمور تهدأ قليلاً بعد الضجة الكبيرة التى أثارتها كلمات شيرين عبدالوهاب فى إحدى حفلاتها خارج مصر عندما طالبها أحد الحضور بأغنيتها «ماشربتش من نيلها» فكان ردها «هيجيلك بلهارسيا»! أنقسمت الآراء وردود الأفعال حول الواقعة وكيفية تعامل شيرين مع أخطائها المتكررة حتى أصبحنا نتكلم عن أزماتها ومشاكلها أكثر من الاستمتاع بصوتها، ومع سخونة الأحداث خرجت علينا شيرين ببيان اعتذار للمصريين أوضحت فيه ما حدث وأنهته ب «أنا أسفة».. واكتفت بذلك!!. ياست شيرين هذا ليس كافياً.. وإليك قصة بسيطة أتمنى أن تقرئى وتفهمى لتتعلمى من عمالقة الفن طريقة إدارة الأزمات والمشاكل التى يمكن أن يقع فيها النجم مهما كانت الأسباب، عفوية، تلقائية، سوء فهم استظراف، خفة دم فى غير موضعها، سخرية فى غير محلها، ضغوط نفسية وعصبية، إختارى ما تشائين من المبررات، لكن عندما تحدث الأزمة يجب أن تتعاملى معها باحترافية، إليك القصة: فى أبريل عام 1976 وفى حفل الربيع للعندليب عبدالحليم حافظ امتلأ المسرح كالعادة بجمهور غفير، وبدأ حليم فى غناء «قارئة الفنجان»، وأطلقت بعض الجماهير صافرات وصيحات بشكل كبير، فتوجه إليهم قائلاً: أنا على فكرة كمان بعرف أصفر، بعرف أتكلم، وبعرف أزعق، أهو، وأطلق صافرة! «هاجت الدنيا ولم تهدأ»، هجوم شديد فى الصحف المصرية، واتهامات للعندليب بالتكبر واهانة الجمهور، وأثار ذلك غضب عبدالحليم، ولأنه كان موهوباً فى التعامل مع الآخرين ويمتلك ذكاءً إجتماعياً، حرص على توضيح الأمر فى برنامج الإعلامى الكبير طارق حبيب، وأيضاً ذهب إلى بعض الصحف وأجرى مقابلات مع بعض كتابها لتوضيح الأمر والاعتذار للجميع!. مع إختلاف الوقائع والحكايات بين ما حدث من العندليب وما تفعله شيرين، لكن المقصود واضح جداً وببساطة شديدة يجب أن تعرف المطربة الشابة أن مشكلتها الحقيقية تكمن فى طريقة إدارة حياتها الفنية، من الممكن أن يكون المحيطون بها يديرون أعمالها وحفلاتها بشكل يحقق لها ما تريد، لكن واضح جداً أنها تحتاج أن تقترب وتحيط نفسها وتتعامل مع نجوم الفكر والأدب والثقافة أيضاً حتى تستطيع أن ترتقى بقدراتها الذهنية وتزداد ثقافتها وتكتسب الخبرات وتتعلم مفردات جديدة تستطيع من خلالها التواصل مع الجميع بشكل مقبول بعيداً عن الهرتلة والكلمات المبتذلة والمواقف المخجلة. ما أطالبها به ليس جديداً أو غير معتاد، فقد حرص نجوم وعمالقة الفن المصرى منذ زمن بعيد على إحاطة أنفسهم بالمفكرين والأدباء وقادة الرأى، شيرين موهبة غنائية كبيرة، حباها الله بصوت متفرد وأنعم عليها بحب الناس، فهل تواصل استنزاف موهبتها فى المشاكل والأزمات أم تنتبه وتعود قبل فوات الأوان؟!.