إذا كان المسلمون سنة وشيعة يتشاركون حبهم للإمام علي رضي الله عنه ، وإذا كان الصوفية يجعلون علي رأس سندهم وقمة سلسلتهم الإمام علي كما يفعل الشيعة. فليس هذا مبررا للبعض بإتهام الصوفية بأنهم أخذوا عن الشيعة نظامهم في التصوف ، ففي ذلك كثير من المغالاة الزائدة والخطأ .. قد يري فريق من الباحثين أن هناك نقاط إلتقاء كثيرة بين الشيعة والتصوف ، حيث الدين لدي الفريقين يتمثل في طاعة رجل ، فالمرجع في أحكام الدين لدي الشيعة هو "الإمام" كما أن في التصوف من ليس له "شيخ" علي حد تعبير أبي يزيد البسطامي فشيخه الشيطان ، بل ذهب بن عطاء الله السكندري تلميذ أبو العباس المرسي الذي هو تلميذ أبو الحسن الشاذلي ، للقول بأن من ليس له شيخ فهو كاللقيط ، كما أن الشيعة أثبتت العصمة لأئمتهم وأثبت الصوفية الحفظ لشيوخهم ، ثم أن الشيعة والصوفية تستقي نفس فكرة الباطنية وأركانها ، ويشير بن خلدون إلي أن الصوفية قد خالطوا الإسماعيلية وأشرب كل واحد منهم مذهب الآخر وإختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم ، ويتحدث البعض أيضا عن الصلة بين التصوف والتشيع ، فيقول " إن الصلة وثيقة بين الفريقين فعلي معبود الشيعة ، وهو أيضا إمام الصوفية ، كما قيل أن الجنيد أخذ الطريقة عن خاله السري السقطي الذي أخذها عن معروف الكرخي الذي أخذها عن علي بن موسي الرضا .. غير أن الكثيرين لا يعلمون أن طائفة الشيعة والخوارج يزداد أثرها السلبي علي الإسلام الذي يتمزق بسببها ، تلك الطائفة التي إنقسمت علي نفسها إلي أكثر من ثلاث وسبعين فرقة تعادي صحابة رسول الله ([) يدفعها اليهود في الخفاء قديما وحديثا لتمزيق الفكر الإسلامي وإضعاف شوكة المسلمين بتحزبهم ضد بعضهم البعض ، يكفر بعضها بعضا ، وإن كانت تتفق في شيء واحد هو تكفير سائر المسلمين الذين يخالفونهم الرأي .. فإذا كانت الشيعة تدعي حبها لأهل البيت والإمام علي ، فإنها تمزق فكر وعقيدة الإمام علي وسائر أهل البيت المطهرين ، وتلصق بهم فكرا بعيدا عن الدين هو منه براء ، وتنشر التعصب والعداوة لدي أهل السنة والجماعة ، والباحث المنصف لدينه يجد في النهاية أن الباعث الأيدلوجي للشيعة والخوارج أمس واليوم إنما هو سياسي بالدرجة الأولي من أجل الإمارة والتباكي علي الحكم ، ولم يدر بخلد أحد منهم قول الرسول([) " إنكم تحرصون علي هذه الإمارة وستكون حسرة وندامة يوم القيامة " .. قد يلتقي الشيعة والصوفية بل والمسلمين جميعا في حب الامام علي ، غير أنها ليست إلا إلتقاء في معني صفة الحب وليس في غايته وأسلوبه ، وإن كان هذا الحب نفسه قد أفسده الغلو والتطرف لدي فريق الشيعة ، فالصوفية محبون لأهل البيت ولكن ليس لهذا الحد من الغلو الذي يهدم الدين ويمزق العقيدة وينشر التعصب.