أكد عدد من ممثلي شباب الثورة أننا أمام أزمة دستورية خطيرة جدا ويجب أن نتوصل لإطار حاكم ومرجعي لمن يضع الدستور كما يجب وضع مواد محصنة للدستور أو مواد فوق دستورية ،وقالوا إننا لم نسمع عن برلمان يضع دستورا لأنه بالتأكيد ستصنعه الأغلبية علي هواها ، والأغلبية متغيرة من دورة الي أخري ، مشيرين الي ضرورة أن يصاغ الدستور بمبدأ التوافق وليس الغلبة. وقال عدد من شباب الثورة أنهم لم يذهبوا الي للحوار الوطني الذي دعا إليه المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي انطلقت أولي جلساته أمس ( الأربعاء ) في مسرح الجلاء بمصر الجديدة قبل وضع أجندة واضحة لما سيتم التحاور حوله وآلبة تنفيذه ، إضافة الي وضع دستور جديد ، مؤكدين أن معركتهم القادمة ستكون تحقيق شعار "الدستور أولا" ، وقالوا إن تعديل قانون تكوين الأحزاب الجديد يعيق التعددية الحزبية التي هي أساس الديمقراطية ، معتبرين أن كل ذلك يصب في خانة تغيير قشرة النظام فقط ، فلا حاجة الي ضرورة الإعلان عن إنشاء حزب في الجرائد لأن ذلك يتكلف أكثر من نصف مليون جنيه يصعب تدبيرها. جاء ذلك خلال ندوة "التواصل الاجتماعي والتغيير" التي أدارها د.جورج اسحق -أحد مؤسسي حركة كفاية - وشارك فيها طارق الخولي المتحدث الاعلامي بحركة 6 إبريل ،خالد تليمة عضو مكتب ائتلاف الثورة ، المخرجة والناشطة السياسية هالة جلال والمخرجة والناشطة شيرين طلعت . الاعلام البديل اجمع المشاركون علي أن الإنترنت لعب دور الإعلام البديل في الثورة وسيظل كذلك حتي يحرر الإعلام المصري ،كما اتفق المشاركون علي وجود احتقان طائفي في مصر، لا يجب إغفاله وأن التعامل معه لن يكون مجديا إلا بالتعامل القانوني وباطلاق حزمة القوانين التي تساوي بين المصريين ، ولاتفرق بينهم بسبب الدين ، منها قانون موحد للعبادات .وكشف المشاركون في الندوة علي أن غباء النظام السابق ساهم في إنجاح الثورة عندما حذر المواطنين من النزول للشارع أو الإستجابة لدعاة التظاهر ، وحددوا " بغباء " اليوم والمكان ، وهو ما ساعد في إعلام من لا يتعامل مع الإنترنت . الدولة قائمة وقال الناشط السياسي وأحد مؤسسي حركة كفاية د. جورج اسحق أن نظام مبارك سقط ولكن الدولة قائمة ، ما حدث في مصر ليس ثورة شباب ولكنها ثورة الشعب المصري و25 يناير لم يكن البداية فقد أسسنا حركة كفاية في 2004.،وعن الإعلام قال اسحق : أن موقع حركة كفاية كان بمثابة الإعلام البديل وكان ينقل ما يحدث في المظاهرات في نفس اللحظة ، وأكد اسحق إننا في أزمة دستورية خطيرة جدا ويجب أن نتوصل لإطار حاكم ومرجعي لمن يضع الدستور كما يجب وجود مواد محصنة للدستور أو مواد فوق دستورية،ولا يصح أن يضع الدستور صاحب المصلحة. وأضاف : الجميع يقول الآن نريد دولة مدنية فالإخوان يقولون ذلك واليساريون أيضا ولكن أولا يجب أن نعرف الدولة المدنية ونتفق علي ماهيتها وأنا متمسك بما قاله د. يحيي الجمل في أول حوار وطني حيث قال " لن يصدر قانون إلا إذا جاء بناء علي حوار مدني" ، وعن الفتنة الطائفية أشار إلي انه غير راض عن تعبيرات عنصري الأمة أو قطبي الأمة وقال أن هذه التعبيرات يجب أن تذهب إلي مزبلة التاريخ فأنا لا اعلم غير كلمة المواطن والمواطنة ، وأكد علي ضرورة وجود قانون موحد للعبادات. دور الفيس بوك وقالت هالة جلال مخرجة الأفلام التسجيلية والناشطه السياسية ان الفيس بوك أوجد منتدي للحوار وفرصة للتخاطب وتبادل الآراء بعيدا عن السلطة ومنعها لأي حوار ضدها واعتبار الرئيس السابق مقدسا ولا يجوز الاقتراب منه ، أما التلفزيون المصري فكان يضحك علي نفسه وتصور انه يسيطر علي عقلية المجتمع.وقال طارق الخولي المتحدث الاعلامي بحركة 6 إبريل أن الفيس بوك كان هو الإعلام البديل و كنا ننقل عليه ما يحدث في المظاهرات وفي الميدان أولا بأول وكان يمثل ضغط علي النظام عندما يعتقل أحد زملائنا كان يعرف الجميع من الفيس بوك ، وكانت الدعوة للمظاهرات يوم 25 يناير من عدة صفحات علي الفيس بوك ، وكان من غباء الإعلام أن يحذر الناس من النزول. أخطر مرحلة وقال أن اخطر مراحل الثورة كانت الخطاب الثاني لحسني مبارك فقد تعاطفت الناس معه وبدأ المتظاهرون ينصرفون من الميدان ثم جاءت موقعة الجمل وكانت بمثابة الفرج لنا وبدأ الجميع العودة للميدان مرة أخري ،وعن مسألة الفتنة الطائفية قال أن الأمن لم يستطع أن يلعب عليها وقت الثورة ولكن الآن يفعل ذلك ،أما بناء الدولة فيجب أولا وضع دستور ثم الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية وأضاف الخولي أن النظام الرئاسي هو الأنسب لهذه الفترة. .وقالت الناشطة شيرين طلعت : أن دور الإنترنت كان مهما جدا كآلية من آليات التحرك ، لكنه ليس المحرك الرئيسي للثورة،مشيرة الي أن الثورة ما زالت مستمرة ولم تنتهي ، وعن الإعلام أكدت أيضا أن الإعلام المصري لم يحرر حتي الآن ومازال بوقا لمن له مصلحة وسيظل الإنترنت يلعب دور الإعلام البديل حتي يحرر الإعلام المصري.وحدد خالد تليمة الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير وهي: أن 40 ٪ من المصريين يقعون تحت خط الفقر،و الإهدار الممنهج لكرامة المصريين يوميا في أقسام الشرطة ، ودور الثورة التونسية في إيصال رسالة مفادها أنه لا شيء مستحيل . وتابع تليمه بقوله أن ما حدث في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أكد إننا أمام مشروعين مختلفين الأول مشروع يريد أن يعود بنا الي الوراء علي رأسه السلفيون والإخوان واتضح ذلك في استخدام الدين وقت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وان "نعم " كانت تعني أنك مع الله حتي سيطرت كلمة نعم علي خطبة الجمعة التي سبقت الاستفتاء ، وما قيل في جوامع مصر وما حدث علي أبواب اللجان شئ يفوق العقل. مطالب مدنية وأضاف أن المشروع الثاني يبحث عن دولة مدنية ، ويجب أن نسأل أنفسنا ما المطلوب من القوي المدنية والسياسية في مصر في الفترة القادمة حتي لا يسيطر الإخوان علي 90٪ من البرلمان ، وعن اللغط الدائر حول انسحاب الشباب من الحوار الوطني قال تليمة أن الائتلاف مسئول فقط عن ما يقوله ولن نذهب للحوار الوطني الذي دعي إليه المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مسرح الجلاء بمصر الجديدة قبل وضع أجندة واضحة وآلية لما سيحدث ولما سنتحاور عليه ، ووضع دستور جديد وستكون معركتنا القادمة تحقيق شعار "الدستور أولا" ، فهناك حرص شديد من المجلس العسكري أن تتغير قشرة النظام فقط في الظاهر وهذا واضح في تعديل قانون تكوين الأحزاب فالقانون الجديد يعيق التعددية الحزبية وهذا التعدد هو أساس الديمقراطية . وقال أننا علقنا الحوار الوطني مع المجلس العسكري منذ يوم 9 أبريل فهناك حوالي 5000 من زملائنا يحاكمون في محاكم عسكرية ومعتقلين ولن نتنازل عن توضيح هذه الأمور .