ضربة أخري تلقاها النظام القطري من داخل الاسرة الحاكمة. كان حكام الدوحة قد بدأوا في مواجهة آثار البيان الذي اصدره الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني داعيا الي تصويب المسار ومنع الكارثة التي يقود حكام الدوحة بلادهم إليها وكانت النقطة الاساسية التي لجأ اليها النظام القطري أن موقف الشيخ عبدالله هو تعبير عن الخلاف القديم بين أقوي فريقين في الاسرة الحاكمة.. وهو صراع بدأه جد تميم »الشيخ خليفة بن حمد» حين قام بخلع ابن عمه احمد بن علي أول حاكم لدولة قطر بعد الاستقلال وشقيق الشيخ عبدالله بن علي صاحب البيان الأخير. بالأمس أصدر الشيخ سلطان بن سحيم بيانا مماثلا لبيان عبدالله بن علي، ضرب البيان محاولة استخدام النظام القطري للخلاف بين فروع العائلة الحاكمة لتثبيت سلطته.. الشيخ سلطان هو أبن اول وزير للخارجية بعد الاستقلال وشقيق خليفة بن حمد وأقوي رجال حكمه حتي انقلاب التسعينات الذي اطاح فيه تنظيم الحمدين بحكم خليفة، ليخلفه ابنه والد تميم. ولايعني هذا إلا أن السخط داخل العائلة الحاكمة في قطر يشمل الجميع. وأن محاولة استغلال الخلافات بين فروع العائلة من جانب حكم الحمدين وتابعهما تميم لم تنجح.. وأن الشعور بحجم الكارثة التي جاء بها هذا الحكم لقطر يتزايد يوما بعد يوم.. مع انكشاف سطوة الاخوان ومع لجوء النظام لعساكر اردوغان والتحالف مع »الشرفاء» في ايران الذين يعيثون في الأرض العربية فسادا وتآمرا. وبينما البيت القطري يشتعل من الداخل.. يفتح النظام خزائنه في محاولات يائسة لشراء صمت القوي الكبري بصفقات مشبوهة لسلاح يعرف الجميع أنه سيذهب الي المخازن. في الفترة الأخيرة تصدرت قطر مبيعات السلاح بسبعة عشر مليار دولار.. والبقية تأتي وآخرها حتي الآن الاتفاق المبدئي علي صفقة السلاح البريطانية لشراء طائرات تتحول الي »خردة» لدي قطر وإلي مليارات تضخ في خزائن بريطانيا.. كما حدث مع غيرها من دول أوربا والولايات المتحدة. أي مستقبل لنظام ينفق المليارات من ثروة شعبه لدعم الارهاب، ولنشر الفوضي والخراب في الدول الشقيقة.. ثم ينفق المليارات لشراء الصمت علي جرائمه. ثم يجد نفسه في النهاية في مواجهة شعبه، وفي عداء مع اشقائه وفي خصام مع الحقيقة التي اهانها بالأكاذيب والخداع علي مدي عشرين عاما. هل يدرك النظام القطري أن اللعبة انتهت؟ وهل يستطيع ان يتخذ القرار الصحيح قبل أن يغرق تماما في مستنقع التآمر والارهاب؟! أغلب الظن أن القرار ليس بيده، وأن من بيدهم القرار يستنزفونه حتي آخر دولار يستطيعون الاستيلاء عليه، وحتي آخر مهمة قذرة يؤديها لهم.. وبعدها سيكون علي النظام القطري أن يواجه الشعب والاشقاء والحقيقة، والمصير الذي يلقاه كل نظام عميل تنتهي صلاحيته ويفتضح أمره ويصبح عبئا علي من قادوه لطريق العمالة.. ليقودوه هذه المرة الي باب الخروج!!