تلعب اسرائيل بالنار حين تقترب من المسجد الأقصي وتحاول تغيير الأوضاع فيه. جنون اليمين الاسرائيلي يتعاظم حين يري ما يمر به العالم العربي من أزمات ومحن، فيتصور أنها الفرصة التي لا تتكرر لتنفيذ كل المخططات التوسعية لاسرائيل. تصطدم الأوهام الاسرائيلية بإدراك متزايد في العالم كله بأنه لا أمان ولا استقرار للمنطقة ولا للعالم إلا بالوصول إلي حل عادل وشامل لقضية الشعب الفلسطيني. ومع تزايد الضغوط علي إسرائيل تلجأ كالعادة الي قطع الطريق علي أي مبادرات لتحقيق السلام ، ولا تجد أفضل بالنسبة لها من اشعال الموقف في القدس. وليس صدفة ان يحدث ذلك في الوقت الذي تنشر فيه الصحف الاسرائيلية ما تقول انه جري في لقاء نتنياهو مع الرئيس الفرنسي ماكرون هذا الاسبوع في باريس. فتؤكد أن نتنياهو لا يعتقد ان هناك أي فرصة لنجاح أي جهد في هذا السبيل من جانب الادارة الامريكية الحالية برئاسة ترامب، وأنه يستبق الأمر بإبعاد المسئولية عن اسرائيل والحديث عن أن »أبو مازن» ليس شريكا مناسبا لإقامة السلام!! يراهن نتنياهو واليمين الإسرائيلي علي أن تحويل الصراع مع الفلسطينيين والعرب من صراع سياسي إلي صراع ديني، سوف يخدم أهدافه وأهداف حلفائه من الجماعات الإرهابية المتاجرة بالدين والتي قدمت للكيان الصهيوني أجل الخدمات علي مدي السنوات الماضية!! في الداخل الفلسطيني قصمت ظهر الوحدة الوطنية التي كانت امضي سلاح للنضال الفلسطيني، وحققت الانفصال بين الضفة وغزة، ومهدت الطريق لاستنزاف جهد الشعب الفلسطيني في صراعات الفصائل.. بينما اسرائيل تتوسع وما تبقي من أرض من أرض فلسطين يتم نهبه يوما بعد يوم. وحلم الدولة الفلسطينية يكاد يتبخر في الهواء!! وعلي الساحة العربية .. تقدم المنظمات المتأسلمة الإخوانية والداعشية أجل الخدمات للكيان الصهيوني. وتتحول الي أمضي سلاح في يد أعداء الامة لتدمير دول عربية أساسية، ولتهديد الأمن القومي العربي، ولجر الوطن العربي إلي حروب أهلية وطائفية مدمرة. رفعت هذه الجماعات الإرهابية شعارات تحرير القدس، واطلقت حناجرها بالصراخ بأن اعضاءها »علي القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. لكننا لم نجد طلقةرصاص تخرج منهم في صدور الاعداء الحقيقيين أو تمهد الطريق للقدس، بل وجدناهم ينشرون الخراب في البلاد العربية، ويوجهون سلاحهم إلي صدور الشهداء الأبرار المدافعين عن الوطن، وعن العروبة والإسلام. وما نراه الآن في القدس العربية هو فصل جديد في هذا المخطط. يتصور نتنياهو واليمين الاسرائيلي انها الفرصة التي لا تعوض لاستكمال تهويد القدس.. ويتصور ان تحويل الصراع الي صراع ديني سوف يؤجل النهاية المحتومة لإرهاب الإخوان والدواعش الذي يستنزف قوي العرب. ويدمر اوطانهم.. لكنهم واهمون فهزيمة الإرهاب محتومة، ولا بديل عن الحل العادل والشامل لقضية الشعب الفلسطيني بإقامة دولته علي حدود 67 وعاصمتها القدس.. العربية حتي نهاية التاريخ.