رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يجتمع بأعضاء من حركتى فتح وحماس بالقاهرة خالد مشعل: نسعي لمشروع وطني بقيادة ومرجعية وسلطة واحدة وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس العاصمة المصرية القاهرة بأنها الاجدر بأن يتم الاعلان منها وان تزف للشعب الفلسطيني عن طي صفحة الانقسام إلي الابد، وهي التي تحملت مسئولياتها التاريخية وعملت منذ اللحظة الاولي علي انهاء الانقسام الذي استمر 4 سنوات سوداء ألحقت اكبر الضرر بمصالح الشعب الفلسطيني.. جاء ذلك في الاحتفال الذي اقيم امس بالتوقيع علي وثيقة الاتفاق الوطني بحضور عربي واقليمي ودولي، شارك فيه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وابناء الفصائل الفلسطينية وعدد من المستقلين وبحضور د.يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والوزير مراد موافي مدير المخابرات العامة المصرية، ود.نبيل العربي وزير الخارجية وعمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية ود.اكمل اوغلو امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ووزير خارجية تركيا احمد اوغلو ووزير الدولة للشئون الخارجية القطري احمد بن عبدالله آل محمود وممثلي أمناء المنظمات الاقليمية والدولية. واضاف محمود عباس ان انهاء الانقسام يأتي في لحظة فارقة في مسيرتنا الوطنية بعد ان صعد الاحتلال الاسرائيلي ممارساته ضد الشعب الفلسطيني، واستفاد من الانقسام واتخذه مع آخرين ذريعة للهروب من الاستحقاقات الدولية عليه، وقال: »خلال الاشهر الماضية زاد عدد الدول التي اعترفت بالسلطة الوطنية والتي رفعت مستوي تمثيلها واصبحت قضايانا في المحافل الدولية تحظي بالإجماع كما حصلنا علي شهادات دولية من منظمات مختلفة بقدرتنا علي اقامة دولتنا الفلسطينية، وقال اذا استمر الابتزاز الاسرائيلي ضد قرار المصالحة الوطنية فسنقوم بتعجيل استحقاق قيام الدولة من شهر سبتمبر إلي مايو ويونيو القادم«. واضاف: »لم نعد نقبل بالاحتلال ومن الضروري انهاء اعتبار اسرائيل دولة فوق القانون« مشيرا إلي ان الشعب الفلسطيني يستحق قيام دولته المستقلة هذا العام. وقال محمود عباس: »علي اسرائيل ألا تتدخل في الشئون الداخلية الفلسطينية مثلما هو الحال بالنسبة لنا فنحن نتعامل مع الحكومة الاسرائيلية دون ان نسأل عن الائتلاف الحاكم أو نتائج الانتخابات. وقال عباس » خلال العامين الماضيين كلما سألوا مسئولا اسرائيليا لماذا لا تندفعون نحو السلام«، يقول: »لا نجد شريكا في المفاوضات، مع من نتفاوض مع غزة أو الضفة، وعندما اعلنا مبادرة للمصالحة تقبلها العالم ورفضتها اسرائيل والان يقولون علي ابومازن ان يختار بين حماس والسلام واقول لهم »حماس اخوتنا واهلنا وجزء من شعبنا، قد نختلف ونختلف كثيرا ولكننا نتفق علي الحد الادني. وانتقد محمود عباس رد الفعل الاسرائيلي تجاه المصالحة وقال: »لقد قام وزير المالية الاسرائيلي بوقف اموال الضرائب التي يتم تحصيلها لصالح السلطة ويتقاضون عن ذلك اجرا بنسبة 3 بالمائة.. بأي حق يتم ذلك وهي اموال الشعب الفلسطيني هل يتم ذلك عقابا للشعب الفلسطيني؟ ووزير الخارجية الاسرائيلي يقول: »سنمنع عن ابومازن معاملة الشخصيات المهمة في الدخول والخروج« واضاف: أؤكد التزامنا بقرارات الشرعية الدولية ونؤكد ان حقوقنا ليست معروضة للمساومة أو الانتقاص ونرفض الحلول الانتقالية والجزئية نحن نرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة فهذا اقتراح غير شرعي وغير قانوني.. ونقول بحسم: لن يكون هناك جندي اسرائيلي علي ارض فلسطين المستقلة لا في الاردن ولا التلال ولا البحر الميت. وقال ان الشعب الفلسطيني ضحية لارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ودعا جميع الفصائل إلي ان يستوعبوا الدروس المستفادة من التجربة المريرة للانقسام وتحتكم إلي صناديق الاقتراع.. ولكني اتمني ان يتم اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني خلال ثلاثة اشهر. وكان اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة قد وصف في كلمته التي افتتح بها الاحتفال توقيع وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني بأنه »لحظة تاريخية تسجل انتصارا حقيقيا لارادة الشعب الفلسطيني والذي اراد ان يخطو خطوة هائلة لاستعادة وحدته معتصما بالله ومعتمدا علي ايمانه واصالته« وقال »ان استجابة القيادة السياسية الفلسطينية وممثلي الشعب جاءت سريعة للتناغم مع ارادة الشعب الفلسطيني ليؤرخوا سويا لملحمة وطنية طال انتظارها، تحظي باحترام وتقدير الجميع« وقال »ان مصر عندما تستضيف هذه الكوكبة من القيادات الفلسطينية فهي تقف تحية وتقديرا لكل ارواح الشهداء وللاسري والجرحي«..وقال »انكم تملكون الادارة السياسية لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، باعتبارها همكم الاول والاخير« واضاف: نقولها بكل الصراحة »ان هذا العمل الوطني العملاق هو اعلان للعالم ولابناء الشعب الفلسطيني انهاء الانقسام إلي غير رجعة والذي كان عاملا سلبيا دفع ثمنا باهظا كل الشعب الفلسطيني علي المستوي السياسي والاقتصادي والنسيج الاجتماعي«. وقال »لقد توصلنا إلي هذه اللحظة بعد ان اجرينا منذ عام 8002 الكثير من جولات التفاوض والحوارات والمباحثات السياسية وبين كل الفصائل في رام الله ودمشق ومدن أخري لتحقيق هذا الهدف« واضاف اللواء مراد موافي »ان الايام القادمة هي الاصعب للحفاظ علي الوحدة، ويتطلب منا التسلح بالايمان والوعي، فلا مجال امام الفلسطينيين سوي التلاحم«. وقال »نحن امام اختبار حقيقي وعلينا ان نسمو فوق خلافاتنا ونمهد الارض لازالة اي عوائق«. واضاف اللواء مراد موافي ان مصر التي كانت معكم طوال السنوات الماضية وبذلت من الجهد والعمل للوصول إلي هذه اللحظة مستمرة في دورها حاضرة معكم في المراحل القادمة ولن تألو في بذل الجهود للمتابعة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه للوصول إلي الهدف الاسمي وهو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 76 وعاصمتها القدس. ومن جهته اكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن صفحة الانقسام الفلسطيني السوداء باتت خلف ظهورنا وتحت اقدامنا، وقال: »نحن مستعدون في حماس وفي كل الفصائل ان ندفع كل الاثمان من اجل اتمام المصالحة وتحويل النصوص إلي واقع علي الارض. معركتنا الوحيدة مع اسرائيل، وحريصون علي استعجال الخروج من هذه اللحظة من اجل ترتيب البيت والمشروع الوطني من اجل ان تكون لنا قيادة واحدة ومرجعية واحدة وسلطة واحدة. واضاف »نريد ان نؤكد اننا سنظل متفاهمين مع ادارة قرارنا السياسي، مستعدون للحوار والتفاهم من اجل التوصل إلي رؤية سياسية مشتركة للمقاومة والصراع مع اسرائيل والمشاركة في التحرك السياسي والجهد الدبلوماسي. واضاف مشعل »لقد اعطينا للسلام فرصة 02 عاما منذ اوسلو ومستعدون لاعطاء فرصة اضافية تتوافق مع ارادتنا فإسرائيل رفضت كل المبادرات وترفض كل الفصائل، وتسعي للسيطرة علي الارض والحصول علي الامن. وتزعم انها تريد السلام وعلينا ان نبحث عن استراتيجية جديدة«. واضاف »مستعدون للاحتكام للانتخابات في اقرب فرصة بعد عودة الظروف إلي طبيعتها في الضفة وغزة وسنقبل بنتائج الانتخابات واختتم حديثه بالتأكيد علي ان اسرائيل هي عدونا ونحتاج مع الدبلوماسية إلي كثير من القوة.