إذا كانت القناطر الخيرية هي المكان الذي يقصده سكان محافظاتالقاهرة الكبري في الأعياد والمناسبات، فإن قناطر القرنين، هي المقصد الرئيسي لسكان محافظة المنوفية. وأنشئت قناطر القرنين في عهد محمد علي باشا،وهي تتبع مدينة الباجور إداريا، ورغم طابعها الأثري الذي يبدو واضحا، إلا أنها لم تسجل كمنشأة أثرية إلا في شهر مايو من العام الجاري. وتقول الأثرية جيهان رشاد، مدير منطقة المنوفية للآثار، أن قناطر القرنين القديمة تتكون من 10 عيون، ويبلغ سعة فتحة كل عين 5.50 مترا، وهذه العيون محمولة علي بغال ضخمة من الحجر الدستور علي هيئة أبراج نصف دائرية ترتفع من أسفل حتي أعلي مستوي الرصيف العلوي من جسم القنطرة، كما يوجد صف ثاني من العيون ذات العقود النصف دائرية. وتضيف مدير منطقة آثار المنوفية، أنه يوجد بين هذين الصفين من العيون بوابات حديدية معدة للغلق والفتح. وتشرح بمزيد من التفصيل باقي مكونات القناطر، مشيرة إلي أن لكل قنطرة بقناطر القرنين مدخلين، أحدهما يتصدرها من الجانب الأيمن، والآخر من الجانب الأيسر، هذا بالإضافة إلي الهويس الذي يعتبر وحدة معمارية هامة بقناطر القرنين، وله وظيفة خاصة ويترتب علي وجوده أهمية القنطرة من عدمه. ومن المكونات الهامة، التي تحمل طابعا فنيا هاما، هي بوابات القناطر، والتي تعرفها الأثرية جيهان رشاد، بأنها تلك الفتحات أو البوابات السفلية التي يمر منها الماء بمقدار معين وتتحكم في كميته. وتحمل عيون القناطر الطابع الإسلامي في العمارة، والذي يظهر في الأشكال المدببة والمقوسة والمسطحة والنصف دائرية. ويقترب هذا الشكل من الشكل المعتاد للقناطر، لكن قناطر القرنين تنفرد بشيء مميز تشير إليه مدير منطقة المنوفية للآثار، وهو الأبراج. وتقول أن هذه الأبراج هي النموذج الوحيد الذي لم يوجد في القناطر السابقة عليها، أو اللاحقة لها، وهذه الأبراج كانت لها دوافع عسكرية، وفنية، حيث كانت تثبت عليها المعدات التي تقوم برفع وخفض الكوبري الحديدي المتحرك.