السيسي يهنئ البابا تواضروس بمناسبة عيد القيامة المجيد    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    تعرف على أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم السبت    رفع أطنان من المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة في كفر الشيخ    بإجمالي 134 مليون جنيه، رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات مدينة ناصر وجهينة    القاهرة الإخبارية: تقدم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    "3 تغييرات".. التشكيل المتوقع للأهلي ضد الجونة في الدوري المصري    إصابة 8 أشخاص في انفجار أسطوانة غاز بسوهاج    ضبط 37 مليون جنيه حصيلة قضايا إتجار بالنقد الأجنبي    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    «البدوي»: الدولة تتبنى خطة طموحة للصناعة وتطوير قدرات العمال    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    روسيا تسقط 4 صواريخ أتاكمز أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    جيش الاحتلال يقصف أطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية    «الرعاية الصحية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    صافرة كينية تدير مواجهة نهضة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    وزير المالية: الاقتصاد بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    أمر اداري لمحافظ الأقصر برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن والمديريات فترة الاعياد    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    سفاح فى بيتنا.. مفاجآت فى قضية قاتل زوجته وابنه    "دفنوه على عتبة بيتهم".. أبوان يقيدان ابنهما ويعذبانه حتى الموت بالبحيرة    "تطبيق قانون المرور الجديد" زيادة أسعار اللوحات المعدنية وتعديلات أخرى    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام موسم عيد الفطر أمس.. السرب في الصدارة    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    طرح البوستر الرسمي لفيلم «بنقدر ظروفك» وعرضه بالسينمات 22 مايو    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «القومي للمرأة» يشيد بترجمة أعمال درامية للغة الإشارة في موسم رمضان 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    أسعار البيض اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    رئيس هيئة الدواء يشارك في اجتماع «الأطر التنظيمية بإفريقيا» بأمريكا    عمرو وردة يفسخ تعاقده مع بانسيرايكوس اليوناني    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بشير الثورة د.عبد الحليم قنديل:
معاركي كانت ضد مبارك والتوريث وشجرة »الضُر« أمرت بعقابي
نشر في الأخبار يوم 04 - 05 - 2011

تنبأت بالثورة فكيف كان ذلك وماهو تقييمك للوضع الراهن بعد نجاحها؟
- في كتبي كنت اشبه الوضع في مصر بوضع النبي سليمان حين مات ولم يدر أحد حتي نخر السوس في عصاه، يعني الانهيار كان بسبب ضعف القاعدة الاجتماعية وهذه الأنظمة التي تبدو قوية تنهار من أسفل بسبب هذا الضعف. وقد تنبأت بأن الثورة ستقوم ومن ميدان التحرير. كان لدي اعتقاد يقيني جازم بأن الثورة ستحدث وعلي النحو الذي حدثت به. قبل الثورة كنا في حالة موات ودخلنا الآن في منطقة الخطر. لكن ان نعيش في خطر أفضل من ان نموت. فإحساس الخطر يوقظ الحواس ويدفعها للتنبه. كان من أهم ميزات الثورة انها قامت بلا قيادة مطابقة كان هذا ميزة أثناء الثورة لأن النظام المخلوع لم يتمكن من إجهاضها بالقضاء علي النواة التي دبرت الثورة. أما الآن فقد أصبح غياب قيادة مطابقة يمثل مشكلة، لأنه أدي الي نوع من استلاب قيادة مؤقتة في صورة المجلس العسكري الذي يقوم بدور الوكيل عن الأصيل الذي هو ثورة الشعب المصري الغريزية التلقائية. وفي ظل هذا حدثت خطوات للأمام وخطوات للخلف. الوضع الآن ان هناك قوة دفع الثورة في جانب والمجلس العسكري في المنتصف والنظام القديم علي الجانب الآخر وكلما دفع الناس المجلس العسكري نحو موقف معين كلما تحسن الموقف.
ماهي ملاحظاتك منذ قيام الثورة حتي الآن؟
في البداية انطوي الأمرعلي نوع من التباطؤ في اتخاذ الإجراءات لكن بفضل يقظة الناس والعودة لتنظيم مليونيات للدفاع عن الثورة خاصة في 8 ابريل أي جمعة المحاكمة والتطهير أو الحسم دفعت لاتخاذ اجراءات لكبت النظام القديم والمحاكمات لمبارك وأسرته وجماعته وحل الحزب الوطني وتدافعت الإجراءات بإزالة صور مبارك وزوجته من علي المنشآت. باختصار حدث تقدم في مسألة حل النظام القديم، لكن بقي ان مهمة بناء نظام جديد بدأت تتعثر. الآن المجلس العسكري بصفته قيادة سياسية مؤقتة لديه شعبية أفضل بعد الخطوات الدرامية التي اتخذها بإجراء المحاكمات الوطنية فلأول مرة في التاريخ يخضع حاكم في مصر أو المنطقة العربية للمحاكمة. هذه الشعبية تدفع نحو مزيد من الثقة المتبادلة بين عناصر مبعثرة كلها تنتسب للثورة بصورة أو بأخري. والمطلوب الآن هو مراجعة سيناريو الدستور الجديد. فالسيناريو المعقد الذي توصل اليه المجلس الأعلي في صياغة الدستور أو أوحي له به مستشاروه سيستغرق تنفيذه من عامين ونصف العام الي ثلاثة أعوا م وهذا ينطوي علي خطر ان يستمر هذا البلد في حالة قلق وترد في اوضاع الاقتصاد وربما الخلل الأمني.
مانطالب به هو ان نبدأ في بناء النظام الجديد بسرعة ولنعتبر أن الاستفتاء الذي جري كان مجرد تمرين للشعب بعد ان اهدر المجلس العسكري قيمته بالإعلان الدستوري. وما أدعو اليه هو تشكيل جمعية تأسيسية تصوغ دستورا جديدا وإجراء انتخابات بالقائمة النسبية غير المشروطة ثم انتخابات رئاسية وهذا السيناريو لن يستغرق اكثر من عام.
لكن يقال ان بعض القوي السياسية غير جاهزة للانتخابات؟
أعرف ان هناك تخوفا من احتمالات فوز التيار الإسلامي. لكن دعيني أقول بوضوح انه لا أحد يملك الوصاية علي الشعب المصري. من حق الشعب ان يخطئ وأن يصيب وأن يصوت بالطريقة التي يرغب فيها وأن يأتي بمن يري انه أهل للحكم. لايمكن ان يتوقف مسار بلد في حالة انتخاب علي مصلحة أفكار سياسية بعينها، إلا إذا كان البعض يتصور انه من الممكن إقصاء بعض التيارات السياسية وهذا فكر خارج نطاق الحرية والثورة. فيما يخص الإخوان المسلمين تحديدا ً تنبأت في كتابي " الأيام الأخيرة " الذي صدر في بداية 2008 بما جري، قلت ان الصورة تبدو كالتالي: هناك قطب هائل يقف علي اليمين هو التيار الديني ممثلا في الإخوان المسلمين وهذا القطب يملك جسد ديناصور وقلب عصفور، فيما يوجد فراغ هائل علي يسار المجتمع يوجد من له عقل صائب وجسد غائب وعلي هذا الفريق ان يبني جسده. وقلت ان اول انتخابات ستشهد نجاحا للتيار الديني. لست ممن اندهشوا من انتشار الإخوان المسلمين هؤلاء الذين لم يدركوا ان الثورة قادمة ولا أدركوا انه طوال اربعة عقود من عمل التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين كمنظمة اجتماعية دينية استطاعت تكوين قوة شعبيةهائلة.
أتحدي الإخوان
لايبدو ان لديك هواجس من سطوة الإخوان المسلمين كباقي زملائك في التيار التقدمي؟
إطلاقا. أولا انا لست علمانيا ولا أري أي تناقض مع القيم الإسلامية والدين الإسلامي ينكر الدولة الدينية بل إن20 ٪ من كتاباتي كانت دفاعا عن الإخوان وعدم حبسهم او تعذيبهم. ولست أخشي من خطورة النمو الديني فهناك شعور محافظ واسع النطاق. نتيجة وجود المجتمع في وضع دفاعي لأنه غير قادر علي أن يصارع في السياسة أو الاقتصاد أو السلاح فيصارع عن طريق الدفاع بالدين. ماذا سيفعل الإخوان؟ هل سيحجبون النساء؟ كل النساء الآن محجبات. بالتالي لا شبهة في كلامي ضد الإخوان، لكنني مع ذلك اتحداهم وأطالبهم بأن يطلقوا عقال قوتهم في الانتخابات المقبلة. ولا تمنوا علي الناس بتقييد مشاركتكم هم يقولون انهم لا يسعون للفوز بأكثر من 50٪ من مقاعد البرلمان ولن ينافسوا علي الرئاسة.وأنا أقول لهم كلا بل تفضلوا نافسوا علي الرئاسة وفوزوا بأغلبية البرلمان -كما أتوقع لهم- وقولوا لنا كيف ستحكمون؟ المسألة ليست المشاركة بالمغالبة كما يقولون ، إنهم يتخوفون من أن يحكموا لأنهم لا يعرفون، وهم أضعف من يقدموا برامج إصلاحية تخاطب مشكلات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ، وسيظهر علي الفور خواء برنامجهم. ولن يقدموا تصورا عن كيفية إجراء النهضة العلمية والتكنولوجية ولا استعادة الصناعات الثقيلة ولا البرنامج الفضائي أو النووي.
هل سندخل في مجال التجربة والخطأ وتصبح البلاد فأر تجارب؟
شوفي أن تحكم البلاد في إطار لعبة ديموقراطية كل 4 سنوات فترة ليست طويلة وهناك ضمانتان رئيسيتان الاولي هي الالتزام المعنوي بالدستور ومعه قوانين مكملة يجب النص عليها وأطالب بإصدارها مثل قانون تجريم استخدام بيوت العبادة في الدعاية الانتخابية والتمييز علي أساس الدين مثلما حدث في الاستفتاء الماضي وتجريم التفوهات والفاظ التكفير ووضع عقوبة رادعة لم يقترفها. والضمانة الثانية هي الجيش الذي سيضمن عدم خروج أي طرف عن الدستور.
التيار الديني كما هو واضح لم يعد مقتصرا علي الإخوان ، فهناك السلفيون علي اتساع مشاربهم؟
كان معروفا ان السلفيين ومعظم من يقفون خارج الإخوان المسلمين يصطفون الي جوار مباحث أمن الدولة، الغالبية منهم تتحدث عن كفر الديموقراطية وكراهة السياسة وتحريم الخروج علي الحاكم.هؤلاء يمثلون الحزب الوطني ولكن بصورة إسلامية. وهم يبدون كجزء من خريطة تصدي المملكة السعودية للتيارات الثورية في المنطقة بتمويل وتدعيم بعض القوي المعينة في مصر وما تردد عن ان السعودية تستعد للدفع بمبلغ 2 مليار دولار في الانتخابات المصرية. السلفيون يندرجون تحت هذا النوع من الضغط وقد ظهرت دلائل هذا في واقعة رفع العلم السعودي في قنا والكلام عن إمارة اسلامية هناك في رسالة سياسية تنم عن رغبة في تحويل مصر الي ساحة للتلاعب كلبنان والعراق كذلك ظهر فيما سمي بغزوة الصناديق وهذه ليست من الإسلام في شيئ لكنها جاهلية محضة.
هل تري ان رفع العلم السعودي في قنا هو الدليل علي التدخلات العربية؟
إن لم تكن دليلا فإنني أطالب بتحقيق شفاف عن هذه الواقعة تعلن نتائجه ليبين لنا ماهي دلالة رفع العلم السعودي.ثم انها ليست الدليل الوحيد. هل يوضح لنا أحد دلالة إذاعة كلمة مبارك عبر قناة العربية ذات التمويل السعودي خاصة انه كان قيد الإقامة الجبرية ومقطوع عن كل الاتصالات كما قيل؟ هناك إذن عمل منظم خاصة انه كان هناك كلام عن شريط صوتي لجمال مبارك لكنه لم يذع. وفي نفس الفترة كانت هناك تحركات أخري في أجهزة حساسة توحي بأن هناك تصورا لإعادة مبارك نفسه الي الحكم. أكثر من هذا فإن المصريين في الخليج يتعرضون للوم يومي علي محاكمة مبارك. حين تقوم مصر وتثور فإنها تشكل بذلك خطرا مباشرا علي العائلة المالكة السعودية. وحين حدث زلزال الثورة المصرية ووصلت توابعه الي اليمن والشام فإن أصداءه هددت هذه العائلة. المشكلة أن العائلة المالكة السعودية لا تعرف إلا دفتر الشيكات.حين حدث الغضب هناك اخرجت الدفتر وأنفقت 100 مليار ريال لتهدئة الشعب السعودي.ثم فتحت دفتر الشيكات مرة أخري قبل خلع مبارك وعرضت 5 مليارات دولار لدعم بقائه في الحكم ثم سحبت عرضها. وسوف يتبين بعد زيارة رئيس الوزراء عصام شرف الأخيرة لدول الخليج حجم التباطؤ الشديد في نجدة الحكومة المصرية وعدم الرغبة في تقديم أي عون لها.
ولنفكر في السؤال اين ذهبت أموال مبارك؟ المعلومات المتوافرة ان أغلبها توجه للسعودية والإمارات. وقد كشف ذلك واقعة مضبوطات الجمارك التي أثارت الريبة وقيل انها تخص حسين سالم وكانت ذاهبة لأميرة سعودية ولأمير قريب الصلة من نايف بن العزيز رئيس المخابرات السعودية. الروابط واضحة جدا. أيضا السعودية تؤوي بن علي قبل ان تحمي مبارك. وإذا كان قانون الأحزاب يجرم التمويل الأجنبي فإنني أطالب بالتحقيق لمعرفة ماهو حجم الإنفاق السعودي علي هيئات لها دور سياسي في مصر. هناك خوف غريزي لدي الأسرة الحاكمة السعودية من القوي الثورية والتغيير وفزع من تساقط الرؤوس علي هذا النحو. وليس مطلوبا ان يحدث التغيير في مصر . لكن يجب ان يكون مفهوما ان هذه المنطقة صممت لكي تقودها دولة واحدة هي مصر. فمصر صانع لا مصنوع وفاعل لا مفعول به. والتعامل مع مصر علي انها ساحة للعب تصور بائس.
سلسلة المتاعب
ننتقل الي الجانب الخاص بك.. كيف توترت علاقتك بالنظام السابق؟
لقد رأست تحرير ثلاث صحف معارضة هي العربي والكرامة وصوت الأمة.وأثناء وجودي فيها جميعا كانت هناك مشاكل.علاقتي بمبارك تلازمت مع وجود استفتاء. لقد تركت الطب للصحافة عام 1985 وكلما كان هناك استفتاء كنت اكتب ادعو الناس ان يقولوا لا لمبارك. من 85 الي 2000 مررت بثلاث استفتاءات (87-93-99) بالطبع لم اكن وحدي وكان هناك آخرون يكتبون من امثال حلمي مراد وعادل حسين وحسين عبد الرازق. كانت حملتي منصبة ضد التمديد والتوريث. في عام 2000 كنت رئيسا لتحرير صحيفة العربي وبدأت بنقد ما حدث في سوريا حين غيروا الدستور في كوميديا سوداء من أجل بشار الأسد وبدأت العين تتجه الي مصر حين زرعوا جمال مبارك في الحزب الوطني . وفي 2003 كنا في شهر رمضان وسقط مبارك اثناء إلقاء خطابه في مجلس الشعب وطلبتني قناة الجزيرة للتعليق فقلت ما مفاده ان صحة الحكام العرب علي مايرام لكن صحة أنظمتهم بائسة وعارضت فكرة التوريث بالعائلة او التوريث بالمؤسسة.وقتها كان اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس فذهب في تصرف غير مسبوق الي لقاء ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري يعني ناشر صحيفة العربي واجتمعا بشكل مغلق لمدة ساعة ونصف الساعة وما تسرب عن هذا اللقاء كان انه قال لداوود: »ما ينفعش اللي فلان قاله ده«. في تلك الأثناء كان صفوت الشريف وزيرا للإعلام، وكنت علي مدي 10 سنوات اكتب عمودا يوميا في صحيفة قطرية وكان هذا العمود هو مصدردخلي الرئيسي فلم تكن جريدة العربي في وضع مالي جيد. المهم اتصل الشريف بالديوان الأميري وقال لهم كيف تسمحون له بمثل هذه الكتابات ؟ وثاني يوم وصلتني ورقة صغيرة مكتوب فيها نشكركم علي حسن تعاونكم. هكذا طلاق بلا مقدمات!
طوال السنوات العشرة لم اكتب في الشأن المصري أبدا، ليس خوفا ولكن من منطلق أخلاقي فإذا كنت لا استطيع ان اكتب في صحيفة قطرية لأنتقد حاكمها فلا يجب ان اكتب عن مصر مع انني لست ضد الكتابة عن الأحوال المصرية في الصحف العربية فأنا قومي عروبي .وطوال هذه السنوات لم تحذف لي كلمة او حرف. المهم بضربة خطافية شن صفوت الشريف حربا لتجويعي.
وماالذي لا نعرفه من تفاصيل عن حادث الاعتداء الشهير عليك بالشارع؟
- في 2004 وكنا في رمضان أيضا مرت بجواري سيارة مسرعة وان اسير بالقرب من منزلي بالهرم، بشكل غريزي ملت الي الجانب لأتفاداها. وفي أقل من ثانية ظهر لي 4 رجال غلاظ شداد قاموا بتكميمي وتقييد يداي وتعصيب عيناي . ألقوني في المقعد الخلفي للسيارة واحاط بي اثنان منهم وجلس الإثنان الآخران في المقعدين الأماميين وبدأ التنكيل بي وشعرت بوخز اسلحة بيضاء وبدأ التنكيل بي . شعرت اني ذاهب الي الموت. وبعد مسافة توقفت السيارة فجأة وشعرت بالسائق يرد علي الهاتف مع اني لم اسمع رنته؛ سمعته يقول حاضر يافندم ثم انزلوني ووضعوا الخنجر في ظهري وقالوا : عشان تبطل تتكلم عن الكبار! ثم انطلقت السيارة. بعدها دخلت القضية في مسريين: المسري الرسمي حيث تقدمت ببلاغ للنائب العام وكان وقتها ماهر عبد الواحد ثم رقوه لمنصب رئيس المحكمة الدستورية . المسري السري كان ان علمت ان السيدة سوزان مبارك هي التي امرت بالاعتداء وكان ذلك بعلم جمال مبارك وكان مبارك الأب خارج البلاد في رحلة علاج. ومن قاموا بهذا الفعل مجموعة من رئاسة الجمهورية يتبعون جهاز امني خاص. بعدها وصفت سوزان مبارك "بشجرة الضُر".كانت المسألة كانت ثأرا ً شخصيا بالتأكيد.
هل جال بخاطرك ان يكون المقر الرئاسي هو الذي فعلها؟
لا.. في البداية اتهمت وزارة الداخلية. لكن حدثت مجموعة من الشواهد التي نفت هذا الاتهام. وحولت الاهتمام الي دائرة الرئاسة. كانت هناك تلميحات بالمصالحة ومحاولات الترضية.ففي برنامج حالة حوار الذي يقدمه الدكتور عمرو عبد السميع وكنت وقتها خارج المشهد الصحفي في الفترة بين خروجي من الكرامة ودخولي صوت الأمة، استضاف كلا من د. مصطفي الفقي والكاتبين صلاح عيسي ومصطفي بكري. وبعيدا عن اللام الفولكلوري عن شرف المهنة والميثاق الصحفي تحدث بكري عن ان الرئيس يحب الصحافة وانه لم يحبس صحفيا وكان يحب ان يفخر بحديثه الي الرئيس فقال: اؤكد ان الرئيس مع حرية الصحافة بدليل انه قال انه لا يمانع من مجيئ قنديل معنا علي الطائرة الرئاسية. فسأله مقدم البرنامج هل تقصد حمدي قنديل ام عبد الحليم قنديل ؟ قال اقصد عبد الحليم. قراءة هذه الواقعة في ظل الصراع الدائر تدل ان الموضوع كان مطروحا للمناقشة في تلك الدوائر لأنني لم اركب في حياتي الطائرة الرئاسية ولم أُُدع لها وحين سئلت قلت لا احب ان اركبها.
شاهد آخر انني لاحظت عبارة غريبة في مقال للراحل جمال بدوي وكان قد تعرض قبلي للاعتداء بالضرب حين كتب ما معناه اقول لعبد الحليم قنديل "مايسألش لأنه مش هايعرف".
حتي وزير الداخلية حبيب العادلي كان حريصا عند حديثه عن الواقعة وعني ان يسبق اسمي بلقب الأستاذ وحين سأله مفيد فوزي في برنامجه قال ان وزارة الداخلية ليس لها اي صلة بالموضوع وأضاف هو مشكلته انه انتقد الداخلية ؟ دا كل مقالاته يعاقب عليها القانون!
طبعا لم تكن هذه آخر مناكفات النظام السابق معك؟
- الدور هذه المرة كان علي ضياء الدين داوود ففي 2005 ألغوا التصويت في دائرته تماما حتي هو لم يصوت لنفسه، في حين سمحوا مثلا بفوز حمدين صباحي. داوود كان رجلا مسنا ولم يكن يشكل خطرا لكنه اصبح اكثر حدة وتشبثا بالبرلمان وولعا . وأراد سامي شرف ان يستفهم عن السر وراء ماحدث لداوود فهو صديقه وكان لديه تصريح بالاتصال بالرئيس في اي وقت. لكن لم يرد احد عليه وأخيرا قيل له: قلنا له بدل م المرة عشرة يمشي فلان ! لم أعرف هذه القصة في وقتها لكن حين بلغتني شعرت بالذنب وطلبت من نفسي ان أغادر العربي. وذهبت ل"الكرامة". هناك اشتد الضغط علي الأخ حمدين صباحي اتصالات من زكريا عزمي وصفوت الشريف وحسن عبد الرحمن مدير امن الدولة وأنس الفقي. وفي 2006 نشرت مقالا بعنوان اشعر بالعار لأنك الرئيس. شتمتني الصحف القومية وجرت محاولات فصلي من نقابة الصحفيين اوقفها جلال عارف وكان نقيبا وقتها. ودخلنا في القضية الشهيرة بقضية رؤساء التحرير الأربعة عادل حمودة لأنه انتقد جمال مبارك ووائل الإبراشي بسبب حبيب العادلي وابراهيم عيسي وحكم علينا جميعا بسنة سجن . كنت انا الرابح الوحيد فوحدي الذي شتمت الرئيس وكلهم شتموا اشخاص أقل شأنا والحكم كان واحدا. اعتبرت اننا كنا نستقل اوتوبيسا موحدا من يغادره في رمسيس يدفع كمن غادر في مصر الجديدة.
ما حكاية المقالات الثلاث الممنوعة ورأيك في غرق العبارة السلام؟
ضد الرئيس 2005، ايام مبارك الأخيرة2008، خطاب مفتوح للجيش 2009 هذه المقالات كانت ضمن حملة النظام السابق ليس ضدي فقط ولكن ولكن ضد الجريدة.كلها في ابتزاز للناشر ويصبح امام خيارين إما حذف المقال او عدم صدور العدد. وكان العدد ينتهي تنفيذه ويتم ارساله أفلام الي مؤسسة الأهرام للطبع فتحدث المناكفات . المتسبب الظاهر هو الأهرام ولكن طبعا صاحب القرار وراء الستار.
كانت إحداها بعد حرب غزة وأخري عن واقعة العبارة السلام وفي هذه الواقعة الجميع كتبوا ولم تكن القضية في رأيي تتصل فقط بمسؤولية مبارك السياسية عنها لأنه قام بتعيين ممدوح اسماعيل امينا للحزب الوطني بمصر الجديدة ولا أنه سمح بتوغله وهو صديق وشريك لزكريا عزمي لكن لم يسأل أحد كيف مات هؤلاء المصريون؟
الواقعة ببساطة ان البحرية البريطانية أطلقت اول اشارة استغاثة وأرسلتها إلي البحرية الفرنسية التي لها قطع في البحر الأحمر. ولأن الفرنسيين لهم علاقات طيبة مع نظام مبارك فقد ابلغوا الإشارة الي وزارة الدفاع المصرية. المشكلة ان هناك اوامر عسكرية سارية بعدم تحريك اي قوة بحرية او جوية او إغاثة أو غيرها بدون أمر مباشر من القائد الأعلي للقوات المسلحة الذي هو رئيس الجمهورية. والقائد الأعلي كان نائما ولم يجرؤ أحد علي ايقاظه فانتظروا حتي " خلص نوم العافية" بعد 8 ساعات وأبلغوه وكانت اسماك القرش التهمت الناس. بالمناسبة هذه الواقعة ليست معلومة خاصة لكنها موجودة في مضابط مجلس الشعب وقالها النائب سعد عبود.
أخيرا كيف عدت الي جريدتك ومكتبك؟
انا كنت موقوفا عن العمل من مارس 2009 حتي مارس 2011 طبعا كنت اثناء هذه الفترة منشغلا بالعمل العام كمنسق لحركة كفاية, وبكل تواضع اقول ان عودتي الآن الي رئاسة تحرير صوت الأمة او غيرها بفضل دماء الشهداء وانني مدين لأرواحهم. وأقول بكل تواضع انني لو كنت ساهمت في الثورة فإن كل ما لاقيته من عنت ومتاعب هو جزء من الضريبة التي ادفعها برضا تام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.