الابنة الگبرى لعم حامد تتسلم شيك ب 7 آلاف جنيه من الأخبار آية بنت ال 91 عاماً مناضلة مصرية من نوع نعرفه جيداً فإن رغم صغر سنها هي وأسرتها واحدة من ضحايا البلطجية، كانت حياتها هانئة جميلة رغم أنها يدوب علي القد لكنها كل يوم كانت تشكر ربنا الاف المرات علي نعمة الستر، حتي جاءت ثورة 52 يناير وتصورت فيها آية وأسرتها طوق النجاة.. كانوا يتابعون احداثها علي شاشات التليفزيون في المساء، ويعيشون احداثها وسط الشارع كل يوم.. أسرتهم الصغيرة تسكن وتعمل وتعيش في كشك صغير بأحد الازقة كان هو كل أملهم .. حتي جاء البلطجية وحطموا الحلم بعد أن سرقوه أولاً.. وحكاية آية بدأت قبل هذا التاريخ بعد 5 أشهر، قبلها كان والدها يؤمن بأمثال شعبية كثيرة خرجت تنعي حظ الزوج الذي يرزقه الله بذرية من البنات علي اعتبار انهن »عالة« وكائن غريب جاء ليصيب صاحبه بالتعاسة، تجلب العار علي ابيها واسرتها.. من بين هذه الامثال مايقول »يامخلف البنات ياحامل الهم للممات« .. وآخر »لو خلفت بنات يبقي كل يوم في الهم هتبات«.. البعض يؤمن بما في هذه الأمثال من افتراء والاخر يعلم حقيقة كذبها وزيفها ومن بين هؤلاء عم حامد منتصر عامل البناء البسيط الذي لم يؤمن يوما بهذه الامثال رغم سماعه الدائم لها من اقرب المقربين منه، رزقه الله بأربع بنات احبهين، لم يحزن يوما لان الله لم يهب له اولاد ذكورا.. صحيح تمناهم من الله لكن حتي يساعدوه ويشدوا من ساعده لوضعف يوما فهو عامل باليومية رزقه يأتي به إلي اسرته يوما بيوم ولكنه كان علي يقين بفطرته البسيطة ان الله لن يضيعه و وبناته.. ومع مرور السنوات هبت عواصف الحياة علي عم حامد حتي اسقطت من علي رأسه تاج الصحة الذي هو اثمن ما يملكه اي انسان، اصيب حامد بفيروس في الكبد اكتشف اصابته به بعد أن تدهورت حالته وتمكن من جسده، كل ذلك ولم يسلم من قسوة القدر فتعرض لحادث سير حطم فقرتين من فقرات عموده الفقري واصبح لايقوي علي الحركة، قعيد الفراش.. لم تقف بناته مكتوفات الايدي امام عجز والدهن وانقطاع مصدر رزقهن الوحيد ولم يحاولن ان يسألن الناس ليعطفوا عليهن بما جادوا به.. قررت ابنته الوسطي 91 عاما ان تحصل لاسرتها علي كشك صغير في احد الشوارع تبيع فيه وتشتري ويكون عونا لهم علي مطالب الحياة.. واجهت تعنت موظفي المحافظة واهماله لها بكل اصرار لم تيأس، طرقت كل الابواب لكنها فشلت، بكت بحرقة وهي تخفي دموعها عن اسرتها التي طمأنتهم بأن الكشك في الطريق اليهم حتي لاتفقد اخواتها ووالدتهن الامل في استمرار الحياة، وبالمصادفة سمعت من بعيد حديث احد برامج الاذاعة، والمفأجاة ان الضيف هو محافظ مدينتها.. هرعت إلي الهاتف اتصلت بالاذاعة وبدون ترتيب وجدت صوتها امام المحافظ روت له قصتها ومأساة اسرتها وطلبت منه ان يمنحهم تصريح الكشك.. لم تصدقه وهو يقول لها »عدي عليه بكرة والتصريح هيكون جاهز«.. تخيلته وعدا في الهواء مثل كل تصريحات المسئولين التي تسمعها ولايتحقق منها شيء.. وفي الصباح ذهبت إلي مقر المحافظة لتجد التصريح في انتظاره،ا لم تصدق نفسها وهي تحمله طارت به إلي اسرتها وفي الطريق اكتشفت ان اسرتها لاتملك أموالا كافية لتبدأ بناء الكشك وشراء البضاعة وهو ما يحتاج من 3 إلي 5 آلاف جنيه علي الاقل.. لكن من اين لهن بهذه الاموال؟.. وبدأت الابنة التي لم يتجاوز عمرها ال 91 ربيعا التي لم تكمل تعليمها الاعدادي رحلة جديدة قضتها بين الجمعيات الاهلية والصندوق الاجتماعي للحصول علي قروض دون فوائد ونجحت في النهاية بالتعاون مع اخواتها في الحصول عليها ليبداو بناء الكشك.. كل التعب والمعاناة التي شعر بها البنات الاخوة زالت لحظة رؤيتهين لفرحة وابتسامة والدهن العاجز عندما حملنه إلي الكشك ليشهد افتتاحه وهو يحتضنهن ويقول لهن ضاحكا »من خلف بنات في السعد كل يوم يبات«.. وبدأ مكسب الكشك يأتي عليهن بأرباح قليلة لكنها اعانتهم علي سداد ايجار منزلهم البسيط واقساط القروض التي عليهم وتمني البنات لو انتهت هذه الاقساط ليبدأو وفي شراء ما يحتاجونه من ضروريات لهم وعلاج الدهم المريض.. لكن سوء الحظ لازمهم.. وبعد شهور قليلة قامت ثورة 52 يناير وسرق البلطجية في اعقاب احداث الانفلات الامني كشك ابو البنات وعندما ابلغن الشرطة عنهم قاموا باحراقه جزاء ابلاغهن قوات الجيش، بنات عم حامد وقفن يبكين علي حلمهن الذي احترق امام اعينهن.. وكعادتها لم تيأس الابنة الوسطي حررت محضرا بالواقعة وذهبت تبحث عن مخرج لاسرتها وتفكر في مصيرها فاقساط القروض اذا لم تسدد سيحبس والدها وصاحب المنزل يطالبها بالإيجار واختاها الصغيرتان ستتضوران جوعا .. قررت ان تكتب مأساة اسرتها وترسلها لجريدة »الأخبار« التي قرأت عن مبادرتها لتعويض المضارين من احداث 52 يناير.. ولم تصدق الابنة وهي تتلقي اتصالنا لنخبرها اننا سنأتي اليها لنقوم بتعويض اسرتها بمبلغ 7 آلاف جنيه لتسدد ديونهم وتعيد بناء كشك أبوالبنات من جديد.