ما أجملها قصة.. قصة الحب الرومانسية.. لا قصة العشق السياسية.. هو وهي.. وبريق النصر يُكلل مسيرتهما معا، وهما يتقدمان صفوف التألق علي مستوي العالم.. يمسك بيدها ويبهران كل الأضواء والكاميرات التي ترصدهما، وتحسب عليهما كل خطواتهما وتحركاتهما بل وكلماتهما.. هو يتقدم بثبات وقوة وعزم وقدرة علي صياغة النجاح، وهو ممسكا بيديها ليعتلي منصة تُعلن عن تنصيبه رئيسا لدولة عظيمة وكبيرة بحجم فرنسا. ولأنه اجتاز الطريق إلي قمة الرئاسة في سابقة غير معهودة تتعلق بمغازالات الزمن.. فقد كان من حق الجميع أن يتطلع إلي هذا الشاب الفائز الذي لم يتجاوز عمره ال 39 عاما، بينما لم يتجاوز عمر حركته السياسية »إلي الأمام» عاما واحدا، وكان قد اختار شعارها وكأنه يقرأ في كف المستقبل ويسأله بشغف هل سيدفعه هو إلي الأمام أم سيدفع بفرنسا.. وهو ما أجاب عنه فورا بنفسه بتحويل اسم حركته إلي » الجمهورية إلي الأمام ». النبوءة.. وهذا الاختراق المبكر لحُجب السياسة ودهاليزها يقول إن الحظ منحه الفرصه، وإن كان الاجتهاد هو ما سيمنحه الثبات والتقدم، وسيناظر قدرته علي قيادة الدفة السياسية الفرنسية إلي بر الآمان، خاصة والفرنسيون يريدون التغيير والانطلاق للمستقبل.. بينما يواجه رئيسهم الجديد شُبهة الانقسام الشعبي.. ومنغصات الاقتصاد المأزوم، والحرب ضد شبح البطالة، والبصمة الكئيبة للإرهاب.. والأخطر الخوف العالمي والخوف الأوروبي من سطوة اليمين المتطرف، وتعزيز مبدأ الكراهية للآخرين.. وعلي حين احتشدت العقول لمراقبة هموم وتحديات ستواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. انحازت رؤيتي لمتابعة قصة عشقه وزواجه من حبيبته برجيت ماكرون، والتي أطلت بابتسامة متميزة وأناقة لافتة إلي الجموع التي تتطلع لها كسيدة فرنسا الأولي.. وهو شغف شعبي متوقع.. ولكن هذه المرة كان الفضول والدهشة، هو الإحساس السائد فالساكنة الجديدة للإليزيه تعكس أغرب قصة حب رئاسية شهدتها فرنسا ذلك أنها تكبر زوجها ب 24 عاما، فعمرها 64 عاما، وهي جدة ل 7 أحفاد من 3 أبناء أنجبتهم من زوج سابق، أحدهم أكبر من زوجها ماكرون بعامين! وبدايه قصة الحب كانت في 1993 عندما كان ماكرون تلميذا 15 عاما لها في مدرسة في المنطقه التي نشأ بها » أميان»، وكانت هي معلمته للأدب، وقد أحبها بشدة من أول نظرة وهو ما رفضه والداه بشدة فحاولا تفريقهما، فنقلوا ابنهما إلي باريس لإخماد جذوة الحب المشتعل وقتها قال لها المراهق الصغير »سوف أتزوجك مهما فعلت»، بينما حاولت هي الفكاك من عشق الفتي الذي أسرها بذكائه، الذي كان متفردا ومختلفا، حتي اعترفت هذه المرأة الناضجة والمنحدرة من عائلة ثرية قائلة » هزم مقاومتي»، حتي تمكن في 2007 من الزواج منها، بعد 3 سنوات من طلاقها من زوجها، وكان عمرها 43 عاما، وهو بعمر 18 عاما.. وهو ما أثبته في كتابه »ثورة أو ريفولوسيون» عندما كتب » كان يتملكني هاجس، لفكرة ثابتة.. وهي أن أحيا الحياة التي اخترت مع المرأة التي أحببت، وأن أبذل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك».. كما كتب مشيدا بشجاعة زوجته وزواجه منها »كان ذلك التكريس الرسمي لحب بدأ سرا، وغالبا ما كان خفيا، وغير مفهوم من الكثيرين، قبل أن يفرض نفسه علي الجميع». مسك الكلام.. » نُحب الحياة فقط.. عندما نُحب الحب».