ليس من المهم أن تحكي لنا عما فعلته.. أكلته.. أحسسته.. من شاركته.. المكان الذي احتفلت فيه بشم النسيم.. فالجمال لا يكمن في أقوال أو أفعال شم النسيم في مكان ما، بل في شم » نسيم مصر».. وإن لم تصدقني فاسأل أي مصري يعيش بالخارج حاول الاحتفال بهذا العيد خارجها.. سيعترف لك أنه ربما حصل علي شركاء وأفكار وأدوات وأطعمة شم النسيم.. ولكنه افتقد النسيم »نسيم مصر»! إذن هو موسم شم النسيم بكل مظاهر انطلاقه وفرحه واعتقاداته وأطعمته. وفي دراسة علي مسئولية د. عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، أن فاتورة إنفاق المصريين في شم النسيم هذا العام 5 مليارات جنيه، حيث قدر استهلاك مصر من الأسماك في شم النسيم بنحو 120 طناً، أي ما يعادل 3 مليارات جنيه، رغم ارتفاع الأسعار بنحو 50% عن العام الماضي بسبب تحرير سعر الصرف، حيث تعد مصر من الدول الأولي في استيراد الأسماك المرتبطة بشم النسيم، وبالطبع فإن الفاتورة يضاف إليها باقي إنفاق الأسر في هذا اليوم. وعلي العموم، فالمصريون ضربوا بالميزانيات عرض الحائط، حبا وأملا في شم النسيم والفسيخ والرنجة.. »عادة ربنا ما يقطعها.. وكل سنة ومصر وأهلها ونسيمها بخير». ألماني: هذه هي مصر.. وتستحق تضامننا ! لم يكن احتفال شم النسيم المصري فقط هو الاتحاد الشعبي الأزلي الذي يجمع شعب مصر مسلما ومسيحيا.. ودعوني أنقل إليكم ما أدهش المحلل السياسي الألماني في شئون الشرق الأوسط، راينر زوليش الذي كتب في الموقع الألماني الشهير دويتش فيله يقول متعجبا : »الاعتداء الأكثر دموية إلي حد الآن علي كنيستين قبطيتين في مصر دفع المسيحيين والمسلمين إلي التلاحم فيما بينهما، والرئيس السيسي لا يحق له أن يضيع هذه الفرصة الثمينة، فهناك مسلمون يعلنون عن تضامنهم مع الأقلية المسيحية، ويؤكدون عبر تويتر وفيسبوك علي وحدة البلاد ويتبرعون بالدم لضحايا الإرهاب المسيحيين. والرسالة هي في آن واحد مطمئنة وواضحة.. نحن جميعا مصريون.. لا نسمح ببث الفرقة بيننا بالتحريض والعنف! ومصر هذه تستحق تضامننا! لأنه ليس في استطاعة المصريين تقديم جواب أفضل من هذا علي الإرهاب.. فحسابات الإرهابيين تهدف تحديدا إلي زرع إسفين بين المسلمين والمسيحيين وزعزعة المجتمع المصري من الداخل، والتضامن الذي يعيشه الآن مسيحيو مصر من قبل الطرف المسلم بعد الاعتداءين يُعتبر بالتالي إشارة مهمة في اتجاه الناشطين والمتعاطفين مع تنظيم »داعش» الذي تحمل بفخر مقزز مسئولية الاعتداءين.. هنا يتموقع مسلمون يقولون بوضوح: الإرهاب ضد أناس يدينون بمعتقد آخر ليس له البتة علاقة بديننا».. انتهت كلامات المحلل! مسك الكلام.. اعتدنا أن تمنحنا أرضنا الزراعية ثمار الزرع الأخضر جالب الخير والرخاء والنماء، وانفضح الإرهابيون عندما زرعوها بالفخاخ والقنابل والمفرقعات كي يجنوا الموت والإرهاب.. فتحية لرجال الأمن الوطني ممن اقتلعوا جذور الموت الأسود.. وواجب علي كل مصري ينتمي للأرض الطيبة، الإبلاغ عن معاقل الإرهاب والتخلي عن محاولة غض النظر المعيب عن تلك الشواهد التي تدل علي وجودها من أجل اقتلاع جذورها العفنة من النبتة الصالحة.