لا أعتقد أن إنسانا يحمل بين أضلعه قلبا لم يذرف الدموع بالأمس سواء كان حاضرا »يوم الشهيد» بمسرح الجلاء للقوات المسلحة أو من شاهد سيمفونية الصبر والجلَد والصمود من أمهات الشهداء عبر شاشات التليفزيون.. كنت أحد الحاضرين داخل مسرح الجلاء وجاءت الكلمات الصادقة من أسر الشهداء بمثابة زلزال هز كيان الحاضرين وكان أكثرنا تأثرا الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي الذي غلبته دموعه وسيطرت عليه مشاعر الأبوة عن أبنائه الشهداء الذين قدموا أرواحهم هدية حتي تبقي مصرنا الحبيبة آمنة مستقرة.. احتضن الرئيس أمهاتهم الثكالي وزوجاتهم اللائي حملن لقب أرملة في عز شبابهن وأطفال في عمر الزهور تسبب الإرهاب البغيض في منحهم لقب »يتيم» وحرمهم من عاطفة الأبوة إلي الأبد.. تأثر الرئيس السيسي بالكلمات الصادقة لأمهات الزوجات فقام بتقبيل رؤوس أمهات الشهداء واحتضان الأبناء ومعانقة الآباء وكأنه يبعث لجميع أسر الشهداء أنهم في القلب وأن جميل صنيع أبنائهم جعل لكل منهم دينا في رقبة كل المصريين.. سالت دموع الرئيس الإنسان وهو يحتضن ابن الشهيد أحمد الدرديري شهيد معركة الرفاعي بالعريش ويداعبه فيبهرنا نجل الشهيد ويؤدي التحية العسكرية للرئيس الذي امتزجت سعادته بجرأة الطفل الصغير مع أحزانه علي الشهداء ويقول: ولاد كل شهيد ولادي، ومش ولادي أنا بس، دول ولاد كل المصريين.. كان الرئيس عظيما وهو يقول لأهالي الشهداء »أبناؤكم بيحافظوا علي 90 مليون مصري». 4 ساعات صعبة عشناها داخل مسرح الجلاء وأعتقد أنها كانت صعبة أيضا لمن تابع وقائع الحفل عبر شاشات التليفزيون ساعات من المشاعر الصادقة والصبر والصمود الذي ظهر في أبهي صوره.. تخيلنا أننا من نواسي أمهات الشهداء وزوجاتهم فكن هن من يواسوننا وهن من يقدمن لنا المثل والقدوة في الصبر والتضحية والفداء.. أعطونا دروسا مجانية في القدرة علي التحمل والصبر مهما كان المصاب جللا.. فهذه أم الشهيد الرائد مصطفي حجاجي، تقول: »أنا وأولادي الخمسة فداءً لمصر، وعلشان مصر تعيش في أمان وسلام».. وهذه أم أبكتنا جميعا دون أن تذرف دمعة واحدة.. وأم شهيد استشهد ابنها لتقدم ابنها الأصغر دون تردد للكلية الحربية حتي يثأر لأخيه كما هي عادتهم في الصعيد.. وهذه أم شهيد تقول أم: أنا وأولادي الخمسة فداء لمصر.. وهذه والدة الشهيد الرائد مصطفي حجاجي، والتي تم اختيارها الأم المثالية للقوات المسلحة جاءت كلماتها مؤثرة فبكي الرئيس متأثرا بكلماتها، وحرص الرئيس علي مصافحة والدة الشهيد وأبنائها.. وهذه زوجة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد الدرديري، أحد أبطال معركة كمائن الرفاعي، تروي قصة مؤثرة عن استشهاده زوجها.. نعم كان يوم أمس صعبا عليَّ وعلي كل الحاضرين في مسرح الجلاء، أنظر عن يميني لأجد لواء بالقوات المسلحة يبكي متأثرا من صدق كلمات أمهات الشهداء وأنظر عن يساري لأجد ضابطة شرطة شابة برتبة ملازم أول وقد سالت دموعها تأثرا بحديث أسر الشهداء وأنظر أمامي لأجد الزميلة سامية زين العابدين مدير تحرير جريدة المساء في حالة انهيار وبكاء حزنا علي زوجها الشهيد عادل رجائي.. وأنظر حولي لأجد الدموع تبعث للجميع بعدة رسائل أهمها أننا جميعا نقدر ونجل الشهداء وأسرهم ونلعن الإرهاب ونقف جميعا صفا واحدا حتي يتم تطهير مصر من الإرهاب والإرهابيين..وتحيا مصر في رباط إلي يوم الدين.