تشهد مرحلة المراهقة في الفترة الأخيرة تغييرات جذرية كبيرة خاصة مع إتاحة الإنترنت أمام البنات لمراهقات طوال اليوم مما يستلزم تغيير أسلوب التعامل معهم ويحدثنا دكتور أحمد فخري استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس عن كيفية التعامل معهن، يقول تشهد مرحلة المراهقة عموما عدم القدرة علي التمييز بين الخطأ والصواب فضلا عن التمرد ورفض أي أنواع من أنواع الوصايا والنصح والمطالبة بمزيد من الحرية والاستقلال وبناء عالم خاص بهن في محاولة للانفصال عن الاباء والأمهات وتأخذ المراهقة من عمر الإنسان عشر سنوات في المتوسط وينتقل فيها الشخص من مرحلة الطفولة لمرحلة النضج والرشاد والمسئولية وتبدأ مع بداية سن الحادية عشرة وتنتهي في العادة عند سن الواحد والعشرين وتشهد تلك الفترة نموا جسديا ملحوظا فتبدأ الفتاة في النمو الجسماني بظهور الدورة الشهرية في حدود العام الثالث عشر وتؤثر تلك التغييرات الجسدية والجنسية للفتاة علي مزاجها الخاص وعلاقتها الاجتماعية بالآخرين وعادة ما تقع الأسرة في أخطاء كثيرة في التعامل مع بناتها في سن المراهقة ولعلاج تلك الأخطاء علي الأم أن تدرك أن الابنة المراهقة لم تعد تلك الطفلة التي تلجأ لأمها عندما تواجه مشكلة، فأي مراهقة لا تخبر أمها بما تشاهده علي الإنترنت وبرغم أهمية القيم الاجتماعية والإسلامية التي نزرعها في بناتنا فانها لا تكفي لأننا لا نعيش وحدنا وعلي الأم أن تراعي أن الظروف الآن قد تغيرت عن قبل ولابد وحتما تغيير طريقة التعامل مع ابنتها المراهقة فلم يعد ينفع أسلوب التعامل الذي اعتدنا عليه من قبل والمأخوذ من أمهاتنا لاختلاف العصر والإمكانيات المتاحة فلم يعد هناك مكان في البيت أو الشارع من أجل اللهو واللعب الذي تربينا عليه في البيوت والشوارع والساحات الشعبية والنوم مبكرا والخروج في الطبيعة والهواء الطلق والهدوء وعدم الزحام الذي أصبح السمة العامة لبيوتنا وشوارعنا وحياتنا اليومية فالبيوت أصبحت ضيقة لا تسمح بالحركة والشارع غير آمن وغير ممهد والبيئة المكانية غير متاحة ولا توجد مساحة لجعل الطفل طليقاً في الهواء في اللعب والمرح فالزمن اختلف فنحن نعيش الآن عصر الالكترونيات والنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة والموبايل وتعدد القنوات وكل هذا ساعد علي وجود تشكيلة من الخلايا العصبية بشكل جديد عند المراهقين وظهور بعض الاضطرابات الحديثة علي المجتمعات مثل اضطراب تشتيت الانتباه والعدوانية خاصة بعد أن أصبح الطفل محروماً من الحرية المتاحة لنا من قبل وأصبح المراهق الولد أكثر خجلا وانطواء من البنت وينتابه إحساس بالعزلة والغربة عن المجتمع لتوحده مع جهاز الكمبيوتر والموبايل وانفصاله عن أسرته وتعرضه للعزلة داخل الأسرة ورغم ذلك فهؤلاء المراهقون نجحوا في تحميل الأفلام والتواصل مع العالم الافتراضي وفشلوا في التواصل داخل الأسرة لعدم وجود مهارات للتواصل الاجتماعي وهذا السلوك انعكس علي نسبة الكفاءة والقوة النفسية والبدنية لدي المراهقين وأصبحوا أكثر اكتئابا وانعزالية وهذه السلوكيات نشخصها بإدمان النت وهذا المرض السلوكي شمل فئة كبيرة من المراهقين يصيبهم بشلل في إدارة مهامهم الدراسية والاجتماعية ويصبح كل منهم كائناً مغترباً عن المجتمع وإذا منع عنه الموبايل أو الكمبيوتر يتعرض المراهق لصداع وخمول وكسل لساعات وهذا السلوك الإدماني يحتاج لتدريبات مع علاج معرفي سلوكي للتخلص من أعراض المرض وهو ما يسمونه فوبيا الموبايل ولذا فالوقاية خير من العلاج ويجب علي الأم أن تتبع عدة نصائح لتتفادي وقوع الفتاة في مرض الإدمان التكنولوجي يجب علي كل أم أن تشارك ابنتها في أعمال منزلية مشتركة مثل تنظيف المنزل والطهي والخروج الجماعي لزيارة العائلات والأصدقاء والجلوس مع بعض في المنزل وتناول الطعام مع بعض وكذلك عودي طفلك علي تذوق سلوك الفنون وممارسة الهوايات المحببة وحاولي اكتشاف مواهب طفلك منذ الصغر وتوجيهه لما يحب وتنمية موهبته حتي عندما يصل إلي سن المراهقة لا يستطيع الاستغناء عن هذه الموهبة.