د. عبلة عبد اللطيف: تعميم الفكرة بكل المحافظات بعد نجاحها بالقليوبية الشباب: انتقلنا من صفوف العاطلين إلي كتائب العمل والإنتاج الخبراء: فكرة متعددة المنافع للشباب والاقتصاد القومي أمل جديد أشرقت شمسه من محافظة القليوبية.. بادرة أطلت وأحيت آمال كثير من الشباب.. إنها مصانع مبادرة »وظيفتك جنب بيتك».. التي يجري تنفيذها في كافة محافظات مصر في إطار المشروع القومي لتنمية المحافظات برعاية المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية.. تستهدف المرحلة الأولي إنشاء 12 وحدة إنتاجية أو مصنعا صديقة للبيئة.. تم الانتهاء من 6 منها كاملة المرافق والمباني والماكينات لتصنيع الملابس الجاهزة.. تمنح كل وحدة أو مصنع ل4 شباب »فني، مالي، إداري، تسويقي» بإيجار رمزي لمدة 10 سنوات.. الثلاث سنوات الأولي ب1500 جنيه ترتفع ل4 آلاف جنيه.. أشرف علي التدريب منظمة العمل الدولية ومصانع متخصصة في صناعة الملابس الجاهزة، 30 يوماً هو بداية عمل هذه المصانع..مع هذا استطاعت تصدير إنتاجها للخارج.. مما يفسح المجال أمامها للنمو لتوفير فرص عمل للشباب وتحويل قري مصر إلي خلايا للعمل والانتاج الصناعي إضافة إلي الانتاج الزراعي. »الأخبار» قامت بزيارة قرية طحلة لنقل صورة مفرحة لأول مجموعة مصانع بمشروع »وظيفتك جنب بيتك». البداية كانت من قرية طحلة.. قرية صغيرة بمحافظة القليوبية.. البساطة هي سمة طرقها..أصبحت بين ليلة وضحاها »بوصلة» لرجال الإعلام والدولة ونواب البرلمان. بعد ان تم اختيارها لتكون نقطة انطلاق المشروع القومي لتشغيل الشباب ومبادرة »وظيفتك جنب بيتك».يتوسط أراضيها الزراعية مصنعان ضمن 6 مصانع تمثل نواة انطلاق مصرية لتصنيع الملابس الجاهزة وتصديرها للعالم.. ويبلغ نصيب المحافظة 12 مصنعا تتوزع بين قراها .. ما أن تدخل المصانع يستقبلك أفراد أمن ليتفحص هويتك.. بعد ذلك يستقبلك باب صغير بالكاد يسمح لشخص واحد للمرور.. عقب دخولك تبصر عيناك عشرات من الشباب والشابات يقمن بأعمالهم بمنتهي الجدية والدقة.. تستقبلك عند الدخول المرحلة الأخيرة من الإنتاج والتي يتم فيها تغليف الملابس بعد صناعتها.. وعلي بعد خطوات قليلة تجد علي يمينك صفين من الشباب أمام أجهزة »كي الملابس».. يحتل وسط المصنع ساحة كبيرة تراصت فيها ماكينات الخياطة الحديثة..7 صفوف تراصت بها الماكينات بطريقة رأسية يفصل بينها »طرقة»صغيرة يمر من خلالها مشرف الجودة والإنتاج..احتلت الشابات السواد الأعظم من قوة العمل علي هذه الماكينات يشاركهم الشباب..الدقة التي يقوم بها العاملون بخياطة الملابس تجعلك تشعر أنهم يمتلكون خبرات سابقة بصناعة الملابس..المفاجأة عندما تكتشف أنهم منذ فترة صغيرة بدأت علاقتهم بتصنيع الملابس بعد أن قدموا بمبادرة وظيفتك جنب بيتك » التي يجري تنفيذها في القليوبية تمهيدا لتعميمها علي المحافظات تحت إشراف المجلس الرئاسي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية .وتم تدريبهم من خلال منظمة العمل الدولية وكبري المصانع المتخصصة في الملابس. توفير الوقت تقول شيرين حسني، المدير التنفيذي لمجلس تصدير الملابس الجاهزة، إحدي الجهات المشاركة في المبادرة، إن الفكرة بدأ العمل عليها عام 2009 بغرض خلق فرص عمل في المناطق عالية البطالة وتوفير الوقت علي الشباب وتسهيل فرصة العمل بإنشاء مصانع بجوار منازلهم تكون بذرة مصرية لزيادة الصادرات. وتضيف أن هذه المصانع بدأت فعليا في العمل في أكتوبر الماضي وبدأت بالشغل المحلي وتعمل الآن علي فتح خطوط تصدير للخارج موضحة أنه تم الانتهاء من 6 وحدات إنتاجية - مصانع - كاملة المرافق والمباني والماكينات من أصل 12 مصنعا تم تخصيصها للمرحلة الأولي بالقليوبية. وتكمل شيرين حديثها قائلة انه تم الاتفاق علي أنه خلال الثلاث سنوات الأولي للمشروع ستحصل الست مصانع علي تشغيل خارجي كامل من قبل مصانع الملابس الجاهزة منها شركة» جيزة» للغزل والنسيج، وشركة» سمير للفانلات»، وشركة »دايس» للملابس الجاهزة وشركة »أليكس ابارليز» بالإضافة لتواجد مشرف جودة تشغيل خارجي وتواجد فني صيانة للماكينات لمدة تتراوح بين 3-4 شهور مع تواجد الفني الإداري الخاص بكل وحدة بالمصنع حتي يتدرب علي كيفية صيانة الماكينات بشكل عملي. وتنوه إلي انه هناك دراسة لان تكون المراحل القادمة للصعيد والاستفادة من توجه الدولة بتنمية الصعيد. وتضيف أن كل مصنع يتملكها4 أفراد » فني، مالي، إداري، تسويقي» تم اختيارهم وخضوعهم لتدريب مكثف لمدة شهر قبل أن يحصلوا علي الوحدات بإيجار لمدة 10 سنوات ويكون الايجار خلال ال3 الأولي منها بمبلغ رمزي 1500 جنيه. وتؤكد أن المشروع هو نواة لصناعة رجال أعمال جدد حيث بلغت طاقة إنتاجية العمل بال6 وحدات 60٪ بمعدل 000 60 - 000 70 قطعة/يومياً. »الطلبيات كبيرة» إعلان بأحد الجرائد بداية رحلة أحمد السحلي مع عالم رجال الأعمال..الإعلان كان عن مبادرة ل »وظيفتك جنب بيتك»..قدم بها وتم اختباره وتدريبه ليكون شريكا ل4 شباب آخرين يملكون المصنع..السحلي شاب في نهاية العشرينيات من عمره..كان يملك أتليه للملابس..لم يصدق انه بين عشية وضحاها سيصبح من صغار رجال الأعمال ويشارك في مصنع سيكون نسبته الأكبر للتصدير الخارجي..السعادة والرغبة والطموح سلاحه لتحقيق حلم الوصول للجودة العالمية بالملابس يقول السحلي انه فور قراءة الإعلان قام بالتقديم بالمبادرة فهولديه خبرة طويلة في الملابس لامتلاكه الأتيليه، ويضيف انه بعد انتهاء الاختبارات وفترة التدريب قمت بالتعاقد مع المحافظة بإيجار المصنع لمدة 13 عاما بمبلغ 4 آلاف للعام الواحد ويوضح أنه في البداية واجه كثيرا من المشاكل تمثلت في ضعف الجودة لقلة خبرة العمال ولكنها الآن في تحسن بالإضافة إلي ضعف الكميات المطلوبة وانه تم الاتفاق مع شركة راعية في الإسكندرية تقوم بإمدادهم ب »الطلبيات» الكبيرة ويشير برغم قلة المدة إلا أنه وزملاءه استطاعوا أن يفتحوا خط إنتاج للتصدير لأمريكا. جهد مضاعف أحمد سعيد عوض شاب مصري ارتوي بطينه الأرض.. برع في الملابس وعمل مشرفا للجودة بأحد المصانع الكبري بالقاهرة..8 سنوات هي خبرته في مجال صناعة الملابس..يقول انه علم بالمشروع من أحد أقاربه وتقدم للاختبار ونجح في مراحل الاختبار.. مضيفا انه لم يصدق حينها يسر الإجراءات.. حتي تحول حلمه الي حقيقة وقال ان قلة العمالة الماهرة والتعاقدات هي أبرز المشكلات التي واجهته في العمل. ويقول عوض، مشرف جودة، انه في البداية بذل جهدا كبيرا للحصول علي عمل حتي ظهر هذا المشروع فتقدم للعمل به ليخرج من سجن البطالة المؤلم ويتحول الي عنصر فعال في المجتمع مضيفا انه في الأيام الأخيرة بدأت تزيد وتيرة العمل بوصول »طلبيات» كثيرة مما زاد من حجم طموحاتهم ويوضح أنهم اقتصروا علي تصنيع ملابس الأطفال و»القمصان» الرجالي بسبب ضعف الامكانيات وأغلب العمال هنا في طور التدريب ومرتباتهم ضعيفة »والصنايعية» المتمرسين أجرتهم عالية »علي حد قوله وينوه إلي أنهم أمامهم 4 شهور علي الأقل ليتقن العمال الموديلات المختلفة وتصل نسبة الإنتاج للمطلوب والتصدير لأكثر من جهة »غلاء الأسعار» سامح صبري شاب في العقد العشرين من عمره.. بدأ مشواره في صناعة الذهب.. لم يجد عملا بقريته وذهب للعمل في القاهرة..نصف مرتبه كان يضيع في المواصلات.. اصاب الركود سوق الذهب مع غلاء الأسعار .. ما دفعه للبحث عن فرصة عمل جديدة.. علم بمبادرة اصنع نفسك وقدم بها يقول سامح، مشرف إنتاج، انه مع توقف سوق الذهب وتقدمه للمبادرة تم تدريبه في المصانع الكبري للملابس برعاية منظمة العمل الدولية،مشيرا إلي انه بعد انتهاء فترة التدريب قاموا باختياره حتي أصبح مشرف إنتاج ويوضح انه في المصنع هناك أكثر من مشرف إنتاج وانه مسئول عن جزء معين في الإنتاج ويرأسه مشرف آخر. »مفيش خصومات» عبد المنعم إبراهيم شاب يمتلك خبرة طويلة في »كي» الملابس.. كان يعمل في احدي كبريات الشركات المتمرسة بالملابس..علم صدفة من أخيه عن المبادرة..قام بالتقديم بها..تم اختباره..نجح في مراحل الاختبار..سعادة كبيرة ملأت قلبه..عمله بجوار منزله..نصيبه من الخصومات سينعدم فلن يتأخر مرة أخري يقول عبد المنعم إبراهيم، مكوجي، إنه كان يستيقظ من الساعة ال5 حتي يستطيع الوصول لعمله في الموعد المحدد، مضيفا أن نصف راتبه كان يضيع علي المواصلات برغم انه لا يتعدي 1200 جنيه ويوضح إن المبادرة ساعدته كثيرا في توفير الوقت حيث أصبح يستيقظ في السابعة لأن وظيفته أصبحت بجوار المنزل ويختتم حديثه »الحمد الله مفيش خصومات تاني عشان مش هتأخر علي الشغل». سعادة غامرة احمد جودة شاب بلغ عامه ال24.. تزوج منذ شهرين..عمل بمجال الخياطة بعد حصوله علي دبلوم التجارة.. دخله الشهري لم يكن يتعدي 1000جنيه ، رغبته في تامين مستقبل أسرته جعلته يبحث عن فرصة عمل قريبة من منزله وبراتب مناسب.. عندما علم بالمبادرة عن طريق احد أصدقائه أسرع بالتقدم بأوراقه..حالة من السعادة غمرته عندما تم اختياره للعمل بالوحدة..حاصل علي دبلوم تجارة، يقول جودة إن عدد ساعات العمل في المصنع 8 ساعات يوميا براتب 1600 جنيه مع الحصول علي نسبة من العائد من المكسب»، مضيفا »قد يصل الراتب إلي 2000 جنيه » مع زيادة الانتاج بمشيئة الله. الترويج للمنتج يؤكد اللواء عمروعبد المنعم محافظ القليوبية السابق إن القليوبية هي أولي المحافظات المشاركة بالمشروع موضحا أن دور المحافظة هوالترويج للمنتج وتسويقه لدعم الشباب حتي يستطيع الشاب الوقوف علي قدميه وخلق سوق تجاري لنفسه. ويشير إلي أن الدولة تساعد جميع الشباب لاقامة المصانع التابعة لمشروع »وظيفتك جنب بيتك» عن طريق القروض الميسرة بفائدة 5٪ والتسويق والدعم الفني والتدريب. شركات راعية ومن جانبها تقول د.عبلة عبد اللطيف رئيس المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بالاهتمام بالمشروع ويقوم دائما بمتابعة آخر التطورات وذلك لأهميته الاقتصادية واضافت أنها قامت بمشاركة اللواء عمروعبد المنعم والنائب خالد يوسف، بعمل مقابلات شخصية لأكثر من 1200 متقدم للمشروع حيث تم اختيار 52 شابا منهم وتم إنشاء 6 مصانع بمحافظة القليوبية كبداية لنقل الفكرة إلي كل المحافظات والتوسع في المشروع لمشاركة أكبر عدد من الشباب وقال المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية »هناك شركات راعية للمشروع تقوم بشراء المنتجات من الشباب» مؤكدة أن الهدف من المشروع هوالاستفادة من قدرات الشباب والقضاء علي البطالة صديقة البيئة يؤكد خالد يوسف، عضومجلس النواب، إن المشروع سيتم تعميمه علي جميع محافظات مصر وخاصة الصعيد، ويضيف النائب إن الصناعات لن تقتصر علي صناعة الملابس وستتسع لتشمل الصناعات الغذائية وجميع الصناعات صديقة البيئة ويشير إلي أن راتب الشباب في المشروع 1500 جنيه والمشروع سيوفر علي الشباب النفقات التي كانت تضيع علي المواصلات والغذاء أثناء العمل لأن الوظيفة أصبحت بجوار المنزل، ويوضح يوسف أن الشباب الذين تقدموا للعمل بالمصنع خضعوا للتدريب المكثف والاختبار من منظمة العمل الدولية والهيئة العربية للتصنيع وبعض رجال الأعمال وتم التكفل بكافة المبالغ الخاصة بالتنقلات والتدريب، ويطالب عضومجلس النواب المحافظين بسرعة البدء في تنفيذ المشروع في محافظاتهم لأن دراسة الجدوي جاهزة والمشروع خرج للنور. تنقذ الشباب ومن جانبه يشير د.علاء رزق، رئيس المنتدي الاستراتيجي للامن والسلامة، إن نجاح المشروع يعود الي إرادة الشباب وجهدهم لتحقيق المطلوب،مضيفا أن للمشروع مزايا عديدة أهمها الاقتصاد في الوقت والجهد الذي كان يبذله الشباب للوصول لاعمالهم بجانب توفير مصاريف المواصلات. ويطالب الدولة بتسويق المشروع والمنتجات خارجيا وداخليا لفتح سوق خارجي وهوما سيعود بالنفع علي الاقتصاد القومي بالاضافة إلي تدريب الشباب وتشجيعهم. ويؤكد الخبير الاقتصادي أن المبادرة ستقضي علي البطالة والبلطجة وتشجيع الشباب علي العمل، الامر الذي سيؤدي الي الاستقرار في حياة هذه الفئة الهامة من المجتمع. الموارد المتاحة يقول ايهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، إن مشروع »وظيفتك جنب بيتك» ينهض بالاقتصاد القومي لأنه سيقضي نسبيا علي البطالة كما انه سيزيد من الانتاج القومي ويضيف ان الاهم من الفكرة هو كيفية تنفيذها ونجاحها فلابد ان تتناسب المشروعات مع الموارد المتاحة حتي لا يؤثر بالسلب علي الاقتصاد.
