ما اشبه اليوم بالبارحة حيث اثبت التاريخ ان الشعب المصري دائما وابدا ما يعشق الفرعون.. حيث اذا لم يجده صنعه بنفسه وذلك وكما يذكره التاريخ!! فعندما قام الثوار والعلماء ورجال الدين »عمر مكرم وزملاؤه« بتخليص الشعب من جلاديه وضعوا علي انفسهم فرعوناً وكان »محمد علي« الذي بدوره تخلص من كل ما كان يعارضه في الرأي وهم انفسهم الذين ولوه عليهم.. ويتكرر المشهد عبر كل هذه السنين فبعد نجاح الثوار بالاطاحة بالنظام الفاسد والفرعون مبارك بدأوا يبحثون علي رئيس للجمهورية »فرعون جديد« وبمواصفات دستورية واصبح السؤال علي جميع الضيوف والمفكرين علي شاشات التليفزيون؟ ماذا تتخيل أو ماذا تقترح في الرئيس الجديد!.. أو الفرعون الجديد. يا سادة قبل أن نبحث عن رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو مجلس امة. فإنه يجب ان توضع رؤية لمصر لمدة خمسين عاما علي ان تراجع اهدافها كل عشر سنوات ومتابعتها كل خمس سنوات.. وبعد ذلك من يأتي يلتزم بهذه الرؤية ويقدم أولا وقبل انتخابه برنامجه وآليات تنفيذ هذه الرؤية خلال السنوات الخمس وهذه مدة حكمه.. ان المنفذ الرئيسي لهذا البرنامج هو رئيس الوزراء ووزراؤه والمنتخبون من مجلس الشعب من داخل النقابات المتخصصة، ولذا وجب تعظيم وتنظيم دور النقابات »حكومة تكنو قراط«.. أما رئيس الجمهورية فإنني لا اراه غير رئيس شرفي لتمثيل الجمهورية في المحافل الدولية والمحلية.. حتي لا نأتي بفرعون آخر.. ويفضل ان يلغي هذا المنصب.. سنظل نبحث عن فرعون يحكمنا ما دمنا لا نخطط لرؤية استراتيجية واضحة ومحددة لهذا الوطن.. ولا عيب علينا إذا ما نظرنا لكل الدراسات السابقة لدول ناجحة أو علي الاقل اثبتت وجودها في المحافل الدولية والعالمية. وكذلك امريكا فإن اي رئيس يأتي ليعلن آليات تنفيذ الرؤية الامريكية.. ولا يدعي انه رئيس ملهم اتعظوا يا ثوار مصر قبل ان يتخلص منكم »محمد علي« الجديد مثلما تخلص »محمد علي« القديم ممن عينوه وليكن شعارنا »الرؤية والهدف« قبل الرئيس والبرلمان.