54 يوما فقط هي كل عمر يوسف سامح فايز المولود بمرض دماغي، احتاج لجراحة خطرة في يومه الثالث عشر.. قال الطبيب لأبيه (ستبيع كل ما أمامك وما وراءك... وفي الآخر حيموت ابنك)! قال الأب (سأبيع ما أمامي وما ورائي.. ليعيش يوسف)..! 54 يوما عاشها يوسف.. هي نفسها رحلة أبيه سامح فايز إلي معرفة الله، هو الذي قضي سنوات من عمره وسط جماعة إسلامية (أبعدته كثيرا عن الله) في العاشرة من عمره، كان الشيخ يطرق باب البيت فجرا، ليأخذه إلي الصلاة عنوة.. وكانت لقاءات شيوخ الجماعة ومحاضراتهم، تفرض علي عقل الشاب واقع هذه الجماعات (أن نعيش نحن ويموت الجميع) فيشعر أن الله في مكان آخر بعيدا عن هؤلاء، فتركهم منذ سنوات... لتكون رحلة يوسف كشفا وشارة.. 54 يوما كانت حياة يوسف وحيوات أخري.. أمل ورحمة ونور ومحبة، ودرس تعلمه أبوه (أن نعيش ويعيش الآخرون)... هكذا كانت رحلة سامح فايز إلي 15 مستشفي ووحدة صحية في محافظات مصر، بحثا عن مداواة الوجع، وجعه الشخصي ووجع الناس.. في الصعيد اكتشف غياب الأطباء، وغياب الدواء، وغياب وزارة الصحة بأكملها.. الأكثر دهشة هو قبول الناس بكل ذلك الغياب وأوجاعهم!!... وفي رحلة البحث عن يوسف في أروقة المستشفيات، كانت رحلة البحث عن الله.. في مستشفي مجدي يعقوب وقفت سمر في التاسعة من عمرها، تبتسم له رغم بتر أطرافها.. حين اقترب منها، أشارت إلي يديها (أن الله أراد ذلك.. لقد سبقوني إلي الجنة..)! كتاب سامح فايز (رحلة يوسف) هو رحلة إلي الله.. (أي حب يخترق القلب هو دليل علي وجود الله ).. حين يكون الحب يكون الله.