أن عناصر الإخوان خطر داهم، أينما حلوا لا يأتون بخير، وأن وصف ذي الوجهين كأنما لم يكن إلا لهم لا ينكر عاقل أو متابع منصف غير منحاز انتهاج جماعة الإخوان الإرهابية للعنف والتحريض علي القتل، وتحالفها مع أكثر الجماعات تطرفًا في العالم، كما لا يستطيع أحد أن ينكر انحدارها الأخلاقي إلي درجة لا يمكن التعايش معها أو القبول بها، أو حتي معايشتها، لأنها في عدواها أشد خطرًا من الإيدز والفيروسات القاتلة، وعلي حد قول الشاعر : "فإن خلائق السفهاء تعدي". وأظن أن من يحتضنون الإخوان بأي لون من ألوان الاحتضان يمكن تصنيفهم علي النحو التالي : الأول : تلك الدول التي تحتضن الإخوان، لتستخدمهم في خدمة أهدافها وأغراضها، وتحقيق مطامعها في منطقتنا العربية، والعمل علي تفكيكها وتفتيتها وتمزيقها لصالح العدو الصهيوني الذي لا تخفي مطامعه، والذي تبجح رئيس وزرائه مستغلا الوضع الراهن في سوريا بإعلان أن الجولان ستظل إسرائيلية إلي الأبد، وأحسنت الخارجية المصرية صنعًا عندما بادرت علي الفور بالردّ الحاسم بأن الجولان سورية عربية مع تأكيدنا أنها ستعود إلي وطنها الأم طال الزمن أو قصر بإذن الله تعالي، وليس الأمر مقصورًا علي العدو الصهيوني إنما يتجاوزه إلي مصالح كل قوي الشر الطامعة في نفط منطقتنا وخيراتها ومقدراتها الاقتصادية والطبيعية. ولا شك أن هذه القوي تنظر إلي الإخوان علي أنهم مجرد أداة، ومع أنها تدرك طبيعتهم الغادرة الماكرة، إلا أن تحالف المصالح قد يجمع الفرقاء والمتناقضين، مع إدراك هذه القوي العالمية أنها حتي إن لم تصل إلي مقاصدها ومراميها من خلال استخدام عناصر هذه الجماعة الإرهابية الضالة فإنها ستنجح علي أقل تقدير في استخدامهم في إثارة القلاقل والفوضي والإرباك في بلادنا ومنطقتنا، وأنهم مجرد جماعة أجيرة لن يدفع لها أو يستخدمها، وقد تظن بعض هذه القوي أنها تكسب إلي جانب ذلك لونا من استقطاب الجماعة قد يقيها شرها ولو إلي حين. الصنف الثاني: هو تلك الدول أو القوي التي ربما لا تريد أن تدخل في مواجهة صريحة مع الجماعة، أو لها حسابات خاطئة في توازناتها السياسية، أو بها تيارات متعاطفة مع الجماعة، فتوهم مجتمعاتها بأنها تُسهم في دفع المظلومية الكاذبة عن الجماعة أو أنها تتقي شرها، أو أن الوقت غير مناسب لمواجهتها، بما يضفي علي الجماعة هالة لا تستحقها ولا هي عليها، لأنها جماعة خسيسة جبانة، لا تفي بعهد ولا بوعد، طبعها الغدر والخيانة والكذب، وسبيلها الميكافيلية الرهيبة المقيتة، فالغاية لديها تبرر كل الوسائل. وقد أكدت في أكثر من مقال أن الجماعة سقطت سقوطًا سياسيًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا شهد به القاصي والداني حتي من بعض حلفائها وبعض عناصرها، وصارت كالنار يأكل بعضها بعضًا، ويخون بعضها بعضا، في أسلوب لا يليق ولا يمكن أن يليق بأناس كانوا يحسبون أنفسهم علي الدين، والدين من أفعالهم الساقطة براء. وإذا كنا نؤكد أن ديننا دين الرحمة فإنهم سلكوا كل سبل العنف، وإذا كنا نؤكد أن ديننا دين البناء والتعمير فإنهم ينتهجون سبل الإفساد والتخريب، وإذا كنا نري في مقدمة علامات الإيمان الصدق، فإن الكذب قد صار لهم طبعًا وعلامة وسمة، وإذا كنا نري الوفاء بالعهود جزءًا لا يتجزأ من أخلاق الإسلام فإن الغدر وخلف العهود والوعود قد صار لهم سجية، وإذا كان نبينا (صلي الله عليه وسلم) يقول : "لَاإِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ"، فإن أفعالهم وتصرفاتهم تأتي علي عكس ذلك ونقيضه. ولهؤلاء وأولئك نؤكد : أن عناصر الإخوان خطر داهم، أينما حلوا لا يأتون بخير، وأن وصف ذي الوجهين كأنما لم يكن إلا لهم، وإن أخطأهم فلن يجد شرًا منهم في ذلك، والدليل علي ذلك أن لهم خطابين مختلفين تجاه أوطانهم، الأول لعناصرهم بالحث علي العنف والتخريب والفساد والإفساد، والآخر ما يسوقونه للعالم الغربي بأنهم ضحية وليسوا جلادين سفاكي دماء، ومن لا خير له في وطنه فلن يكون فيه أي خير لمن سواه. أن هذه الجماعة كخفافيش الظلام، تعشق التنظيم السري، والعمل في الكهوف، وإذا كانت لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية فإنها كذلك لا تحفظ جميلاً ولا تبقي علي معروف، وأنها سريعة التقلب كالحرباء، وسرعان ما تقضم اليد التي تمتد لها بالخير، ولن يتورع مفسدوها عن توجيه ضربات قاسية حتي للدول التي تأويهم أو تساندهم أو تتعاطف معهم متي صدرت فتاوي مرشديهم أو قَلَّ مضللوهم بذلك ومتي كانت مصلحتهم في هذا التقلب، فصديق اليوم عدو الغد متي أبدي اعتراضه عليهم أو تخليه عنهم، ثم إنهم متي حلوا دارًا أو بلدة اجتهدوا في أخونة أكبر قدر ممكن من أبنائها ورجالها والعناصر التي يتوقع أن تكون نافذة فيها يومًا ما، ذلك أنهم ينتهجون منهج الاستعمار الذي رباهم في زرع ذيول وأتباع وعناصر لهم في كل مكان يحلون فيه. وإذا كنا نتحدث عن مخاطر إيوائهم في الخارج فإن التستر علي عناصرهم المخربة في الداخل جريمة لا تغتفر، والتستر علي من ينتهجون العنف مسلكًا أو يدعون إليه منهم خيانة للدين والوطن. ويجب علي كل وطني غيور علي وطنه أن يحتاط في تعامله وبخاصة في تأجير المساكن المفروشة ونحوها، حتي لا يسهم أحد دون أن يقصد في إيواء العناصر الإرهابية أو الهاربة من العدالة، وألا يمكن للعناصر الإرهابية من هذه الجماعة من أي عمل قيادي في أي مفصل من مفاصل الدولة القيادية، لأنهم أينما حلوا لا يأتون بخير، إذ أن قلوبهم السوداء قد انطوت علي الفساد والإفساد وكره المجتمع والشعور بالتميز عليه، إذ يترسخ في أذهانهم ظلمًا وزورًا أنهم جماعة الله المختارة، وكل من ليس معهم فهو عليهم، أو خائن مما يستدعي أقصي درجات اليقظة من هذه الجماعة الإرهابية وعناصرها الشريرة وحلفائها المغرضين.