ينظر الباشا الي السعدني ويقول انا لا استطيع ان اخطو خطوة، واحدة في حياتي بدون استشارة عمنا واستاذنا زكريا الحجاوي.. ويجيب السعدني.. وانا زي سعادتك كدة بالضبط ذات مساء اتصل عمنا زكريا الحجاوي بالسعدني وبالطبع علي التليفون المحظوظ حيث لم يكن هناك محمول في هذا الزمان الجميل وهو يقول له بلهجته المحببة.. يا سعدني في مهمة وطنية منتظراك النهاردة وانا اختارتك لها لاني واثق في قدراتك وتساءل السعدني أي مهمة وطنية تنتظرنا يا عم زكريا وما هي القدرات المطلوبة لها وهنا قال الحجاوي منهيا المكالمة.. تعدي علي الساعة 7 وبالفعل ذهب السعدني الي العم زكريا في الميعاد وانطلقا من اعماق الجيزة بالسيارة الفولكس الزرقاء الي حيث ارقي احياء مصر في هذا الزمن احدي الفيلات الانيقة بمنطقة مصر الجديدة.. وضحك الحجاوي وهو يقول للسعدني.. عارف يا سعدني لولا عمك عبدالناصر وثورة 23 يوليو كان زماننا طالبين تأشيرة وصول للحتة دي. ويقول السعدني احنا رايحين فين.. ويرد الحجاوي. عيبك انك متسرع. وامام الفيلا.. يهبط الحجاوي تاركا السعدني بحيرته.. ويفتح الفيلا رجل وقور يرتدي ملابس ناصعة البياض وكأنهما في فيلم «غزل البنات»، البيه البواب والبيه الجارسون حتي الوصول إلي سعادة الباشا الذي استقبل الحجاوي كما لو كان الحكيم كونفوشيوس وبعد الشاي والقهوة. اعتدل الباشا الشهير الذي كان احد علامات زمانه وهو يقول للحجاوي.. الموضوع اللي كلمتك عنه امبارح.. فيجيب العم زكريا.. تكلم براحتك السعدني يعلم كل كبيرة وصغيرة.. فإذا بالرجل يقول. ان عمرها 28 سنة.. وهي من اسرة متوسطة الحال وتملك جمالا مضيئا. وهنا يقول العم زكريا وسط دهشة السعدني.. وسيادتك احتفلت بعيد ميلادك الماسي منذ اسابيع قليلة فيرد الرجل بضحكة استنكارية.. انا لم ابلغ السبعين بعد فيرد الحجاوي يعني الفارق بينكم 40 سنة.. ويمضي الرجل في كلامه.. وكما تعلم انا لا استطيع الحياة بمفردي وقد طلبتك لاخد المشورة والنصيحة.. وهنا جاء الدور علي الحجاوي لكي يعتدل في جلسته ويخرج من جيبه علبه سجائر «سمسون ارضي»، ويشعل سيجارة وياخذ منها انفاسا متلاحقة ويسأل الرجل بالطبع هذه الفتاة سوف تتزوجك من اجل فلوسك فيجيب الرجل.. بالتأكيد ويسأل الحجاوي.. وهناك احتمال بأن تلعب بديلها نظرا لفارق السن الرهيب بينكما.. ويرد الرجل.. ده امر وارد جدا.. ويعود الحجاوي قائلا: ووارد ايضا انها قد تفكر في التخلص منك بدس السم في الاكل للحصول علي ثروتك وممتلكاتك وبكل جدية يجيب الرجل.. ده امر مش بعيد ويسأل الحجاوي والبنت تقوم الآن بتمثيل دور المغرمة العاشقة التي لا تستطيع البعاد عنك.. يجيب الرجل تؤدي الدور بكل اقتدار. هنا اطفأ الحجاوي سيجارته وقال للرجل اذن توكل علي الله وتزوجها. ساعتها قام الرجل وقبل جبهة الحجاوي وانطلقت من السعدني الكبير ضحكة وينظر الباشا الي السعدني ويقول انا لا استطيع ان اخطو خطوة، واحدة في حياتي بدون استشارة عمنا واستاذنا زكريا الحجاوي.. ويجيب السعدني.. وانا زي سعادتك كدة بالضبط ويمضي الحجاوي والسعدني معا إلي خارج الفيلا ويسأل السعدني الحجاوي.. انت اتجننت يا زكريا.. دي نصيحة تقولها لواحد صاحبك وبكل ثقة يقول الحجاوي. الراجل عارف ان البنت بتحب فلوسه مش شخصه وانها ممكن تدس له السم وتتخلص منه ومع كده طلب مشورتي.. وبالطبع هو حيتجوزها.. ولو قلت له أي كلام ح يوصل للبنت كل حرف وساعتها يا ابني الخاسر الاوحد ح يكون عمك زكريا. ولان البنت دلوقتي ح تسمع رأي ح يسعدها البيت ده ح يفضل مفتوح لعمك زكريا والذي معه وده بيت كرم يا ابني والمطابخ شغالة كل يوم وعمك زكريا يا ابني زي عمك الخميسي بالضبط يحب اللحمة قوي. وربنا يجعله عامر