عندما تتحدث عن مسئوليته في إحداث الوقيعة بين ثورة يناير وثورة يونيه ستراه ماثلاً أمامك.. مستعدا للاعتراف بذنبه وعندما تتحدث عن إضعاف الأمل داخل نفوس الكثيرين بالرغم من الإنجازات الداخلية والخارجية ستراه ماثلاً أمامك مستعدا للاعتراف بذنبه!! وعندما تتحدث عن مظاهر الإثارة الهوجاء وعشوائية الأداء مما يقدم للمتربصين علي طبق من فضة كل ما يمكن استغلاله للإساءة للوطن ستراه ماثلا أمامك وحمرة الخجل تعلو وجهه وعندما يري هو بنفسه كيف يشكو الرئيس شخصيا من تجاوزاته وانفلاتاته كما يشكوه الكثيرون من مواطنين ومثقفين و«إعلاميين مهنيين حقيقين» ستراه ماثلا أما مستعداً للاعتراف بأخطائه التي بلغت أحيانادرجة الخطايا. إنه - يا حضرات - «الإعلام».. هذا السلاح الخطير الذي صار - بفضل التكنولوجيا الحديثة - المحرك الأكبر للأحداث والمؤتمر الأكبر في الجماهير والمقتحم الأخطر للبيوت والعقول والقلوب وهو إذ لا يملك إلا الاعتراف بمسئوليته المباشرة عن كل تلك الأخطاء يستطيع أن يلقي بالكرة في ملعب المجتمع والمسئولين فيقول: لماذا تأخرتم في قيام «نقابة الاعلاميين» التي تملك وحدها حق إصدار «ميثاق الشرف الإعلامي» «ومدونة السلوك الإعلامي المهني» مما كان ينقذني أنا الاعلام المتهم الخطير الماثل أمامكم بكل تجاوز، ثم لماذا تأخرتم - يا حضرات - في قيام المنظومة الإعلامية التي قررها الدستور متمثلة في «المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام» و«الهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع والرقمي» و«الهيئة الوطنية للصحافة». ولتسمحوا لي يا حضرات أن أتجه - أنا الاعلام المتهم - بالسؤال الي الرئيس (شخصياً) لأقول له بالحرف الواحد: - إنك - يا فخامة الرئيس - قد عودتنا وعودت العالم علي الإيقاع السريع في مواقفك وإجراءاتك وقراراتك وقد آن الأوان كي يرتفع «الجهاز التنفيذي» الي هذا المستوي من الإيقاع فيرفع إليكم فوراً «مشروع قانون نقابة الإعلاميين» كما أقرته «لجنة الإصلاح التشريعي» ولقي قبولا من وزير الشئون القانونية ومجلس النواب «المستشار مجدي العجاتي» ويحظي بحماس وزير العدل «المستشار أحمد الزند». والي جانب مشروع قانون نقابة الإعلاميين يتواجد لدي مجلس الوزراء بقية مشروعات قوانين المنظومة الإعلامية الجديدة. ولعلك - يا فخامة الرئيس - تابعت - أو بلغك - ما جاء في المؤتمر الحاشد الذي ضم ممثلي كل أطياف الإعلام (نقابة الصحفيين - نقابة الإعلاميين تحت التأسيس - اتحاد الإذاعة والتليفزيون - هيئة الاستعلامات - والي رئيس الوزراء، مؤكدا علي استعداد الصحفيين والإعلاميين للوقوف معكم صفاً واحداً في مواجهة الأزمات والمخاطر التي تحيط بمصر العزيزه ولكي يتحقق ذلك لا بديل عن سرعة إصدار التشريعات الإعلامية المنتظرة التي من خلالها أستعيد - أنا المتهم الخطير - توازني وألتزم بالمعايير المهنية وأقوم برسالتي الحقيقية دعماً وسنداً للوطن. ولعلك - يا فخامة الرئيس - قد تابعت - أو بلغك - ما جاء في مؤتمر «الفضائيات العربية حقوق.. والتزامات» الذي عقد يوم السبت الماضي كما أطلقته «الجمعية العلمية للدراسات القانونية والذي أكد علي ضرورة تأسيس نقابة الإعلاميين، وسرعة إصدار «التشريعات الإعلامية» التي يستعيد الإعلام المصري من خلاله مكانه ومكانته ومن ثم يكون عضواً فاعلا قويا في «اتحاد الإعلاميين العرب» «واتحاد الفضائيات العربية» الذي تتبناه أيضا اللجان المعنية في جامعة الدول العربية، والذي تحتاجه أمتنا في مواجهتها لأخطر المؤامرات والمخططات كما يتجلي في أحداث سوريا والعراق وليبيا والصومال وتخبط الاعلام العربي في تناولها. ولعلك - يا فخامة الرئيس - قد تابعت - أو بلغك - ما يؤكد الضرورة القصوي في الإسراع بإصدار مشروعات بقوانين تطلق التشريعات المنشودة حيث أن ما أصابني - أنا الإعلام المنطلق - من أسوأ حالات الفوضي والانفلات حتي صرت بالفعل «أخطر متهم» عما تعاني منه مصرنا الغالية وما يوجع قلب أمتنا العربية، يستدعي استثمار ما منحكم الله من فضيلة «سرعة الايقاع» لأن انتظار انعقاد «مجلس النواب» الذي سيكون متخما بمئات القوانين سوف يؤدي الي تراكم المزيد من أخطائي.. وخطاياي.. حيث لا ينقع الندم. ولا يجدي الهرب من النتائج التي يتلقفها ويستغلها أعداء الداخل والخارج.