لا أمانع ان يوجه النقد للرئيس نفسه بشرط ان يكون من ينتقد «فاهم مش حافظ» وان يكون لديه حس وطني وليس مجرد ببغاء يردد ما يقال اتذكر أنني كتبت منذ عدة أشهر مجموعة من المقالات عن إعلام البامية وطالبت الاعلاميين الشرفاء مشاركتي في الرأي وكشف عيوب الاعلام لعل وعسي ان يتراجع اصحاب المصالح ودعاة المعرفة عن افكارهم المسمومة التي يصدرونها كل يوم عبر شاشات الفضائيات وتتشبع بِهَا عقول بعض الغلابة.. ما تشهده الساحة الإعلامية هذه الأيام فاق التوقعات وتحولت بعض البرامج من وسائل اعلام هدفها البناء وترسيخ القيم إلي وسائل هدم وفتنة وكاننا في سباق مع بَعضنَا البعض في ساحة للردح وتصدير الجهل والفكر المغلوط للعقول.. انا شخصيا امتلك من الشجاعة ان أقول اسماء بعض الاعلاميين المرتزقة الذين وجدوا أنفسهم فجأة امام ميكروفونات وشاشات عرض تدخل البيوت في اي وقت ليتحدثوا فيما يعلمون وفيما يجهلون ولكنني لم ولن ألوث المساحة المخصصة للكتابة والتي اعتبرها من حق القاري المحترم بأسماء يعرفها الجميع ويعرف انهم رجال كل العصور.. الاعلام العائق او اعلام شيكا بيكا تخطي كل الحدود والأدب ويحاول جاهدا ان يقلل من قيمة وقامة رموز الدولة وكان المذيع الفظيع الجبار الذي سيوجه نقدا للرئيس او لرئيس الوزراء او حتي المحافظ سيسطع نجمه ويزيد اجره في محطات فضائية مازلنا لا نعرف مصادر تمويلها حتي الان.. احد المذيعين الدخلاء علي مهنة الاعلام اعتاد ان يركز علي الموضوعات التافهة وان دل هذا علي شئ فانما يدل علي جهله وضيق فكره ووصل به الامر إلي أنه لا يعرف الفرق بين التعامل مع أزمة طارئة وبين جهد يبذل لحل أزمة أمن قومي وخرج علينا يستعرض عضلاته رغم أنه بلا عضلات لينتقد راس الدولة.. انا شخصيا لا أمانع ان يوجه النقد للرئيس نفسه بشرط ان يكون من ينتقد «فاهم مش حافظ» وان يكون لديه حس وطني وليس مجرد ببغاء يردد ما يقال دون النظر إلي المصلحة العليا للدولة المصرية والتي سرقت منا جميعا ولولا فضل الله والسيسي والشعب الوطني المخلص المحترم لكنا الان نتلقي المعونات الغذائية من الجو.. لو كان فهم من يقدمون البرامج بهذا المستوي ولو كانت قلة الأدب والخروج عن القيم الإعلامية هي السمة السائدة في هذه المرحلة فانه من حق الشعب علينا ان نكشف له جميعا حقائق من يتطاولون علي مصر ورموزها بحجة حرية الاعلام.. لست من المدافعين عن النظام ولكنني سأظل أدافع عن الدولة وأركانها لأنه دوري انا وغيري من الذين يحبون ويحترمون الوطن.. زميل اعلامي كاد يتسبب في أزمة بين مصر ودولة الكويت الشقيقة بعد حادث مقتل شاب مصري تحت عجلات سيارة مجرم كويتي مع سبق الإصرار.. الحكومة الكويتية سارعت واتخذت الإجراءت القانونية ضد الجاني وهو امر متبع في جميع دول العالم واعتقد ان هذا كان يكفي لاغلاق الملف بدلا من التسخين واتهام شعب دولة بالكامل ساندت مصر في اصعب الظروف بأنهم لا يحترمون ولا يقدرون الشعب المصري وان ما حدث جريمة تتطلب دخول الدولتين في صدام.. هل هذا هو دور الاعلام المحترم ؟.. هناك عشرات الجرائم ترتكب كل يوم في جميع الدول ومن بينها مصر ودائما ما يكون ابطال الجريمة مجرمين ولكنهم يمثلون أنفسهم ولا يمثلون دولا.. الاعلام في مصر اصبح في أشد الحاجة إلي ميثاق شرف وقانون ينظم العمل الصحفي لأننا تحولنا من دولة تمتلك وسائل إعلام علي قدر من المسئولية إلي دولة إعلام البامية والسفالة والجهل.. اعرف جيدا ان هناك زملاء علي قدر كبير من المسئولية والموضوعية في التعامل مع الدولة ومشاكلها ولكنهم مع الأسف يدخلون في قائمة الاعلام المنفلت دون ذنب.. اللي فاهم أنه أقوي من الشعب (يبقي اهبل رسمي).. ولما الرئيس قال في خطابه الأخير للإعلاميين انا هشتكيكو للشعب المرة الجاية كان عارف كويس قوي قصده ايه.. وخلو بالكم الشعب بيحب الرئيس مش بيحب اراجوزات الفضائيات ولو كُنتُم فاهمين ان أنتم اللي اسقطتو الاخوان يبقي ولا مؤاخذة....... الشعب هو السيد والمعلم وأنتم يا من تعملون في محطات يقال انها غسالات للاموال المشبوهة لا تمثلون الا انفسكم وآراؤكم الخاصة لا يجب ان تصدروها للشعب بحجة حرية الاعلام.. مصر في أشد الحاجة إلي إعلام يبني ولا يهدم.. شباب مصر يموت علي الحدود كل يوم ليدافع عن بقاء الدولة وأنتم تتقاضون الملايين وتجلسون في المكاتب المكيفة وتتحدثون فيما لا تفهمون.. عندما تكون الدولة في مرحلة البناء فيجب علي الرجال ان يتصدروا المشهد بدلا من ان يخرج علينا بعض أشباه الرجال ويدعون انهم إعلاميون.. وتحيا مصر.