مصر هي الباقية وهي الخالدة هذا ما يجب ان نخرج به من التجربة التي مررنا بها علي مدي الاسبوعين الماضيين ومنذ خرج الشباب الي ميدان التحرير. نختلف وتتباعد آراؤنا سياسيا نؤيد ونعارض ولكننا ابدا لا ننسي اننا ابناء وطن واحد هو هذه الارض الطيبة مصر. التجربة أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان هناك من يتربص بأرض الكنانة هناك من أذكي نيران الفتنة لتشتعل مصر وهناك من اعد اجندات ما بعد الفتنة وهناك من املي شروطه وأعلنها صراحة وهو لا يعرف ان هذا البلد لا يستسلم ولا يسلم راياته لاحد غير ابنائه وهم كلهم من المخلصين عدا بعض النفايات التي تكشفها الايام الصعبة. ارادوا لمصر الانكسار وهم يهللون ويدعون لخرابها، لم يدركوا اننا أصحاب حضارة راسخة في القدم منذ اكثر من 7 آلاف عام أو يزيد وقبل ان تعرف الدنيا رأسها من قدميها. حتي في احلك الظروف لم تسلم مصر راياتها والتاريخ القريب والبعيد يؤكد ذلك فعندما وقعت كارثة ونكسة 7691 ظن الجميع ان مصر لن تقوم لها قائمة ولكنها ضمدت جراحها وصمدت وضحت بالغالي والنفيس لتعود اقوي مما كانت واذهلت العالم بانتصار العسكرية المصرية في ملحمة العبور عام 3791. مصر هي التي قهرت التتار والهكسوس والفرنسيين وطردت الانجليز من ارضها بوحدة ابنائها واتحادهم وعند حدودها كسرت شوكة الغزاة الذين ظنوها بلدا مباحا فإذا بها وبابنائها هي الدرع التي حمت الأمة العربية من هذه الجحافل التي اجتاحت العالم قبل ان تصل الي مصر. لم تفعل مصر ذلك إلا بايدي ابنائها الشرفاء المخلصين الذين ادركوا ان وحدة الامة ووحدة الوطن هي السلاح القاهر لكل اعداء الوطن. مصر علي مدار كل العصور كانت هي صاحبة قرارها دون تدخل من احد فهذا ما لا نرضاه لانفسنا، نحن الذين نختار من يقودنا ونحن من يقود نفسه بنفسه دون تدخل وغريب امر الذين يحاولون فرض سيطرتهم علي ارادتنا سواء كانوا اصدقاء أو اشقاء مدعين او صادقين في توجهاتهم فمصر حرة الارادة بيدها امرها وبيمينها حرية الاختيار والتغيير. وهذا ما تفعله الآن. لن تفرض علينا ولن نرضي.. أي قوة مهما كانت حتي ولو كانت امريكا زعيمة العالم كما تدعي رأيها فقد يكون بيتنا قد اصابه الخلل من الداخل انصرفنا عنه أو اهملنا في رعايته وتركنا السوس ينخر في اركانه ولكن هذا ليس له علاقة بارادتنا التي تستقر عندما يدعو داعي الوطن لخطر داهم يهدده من الخارج ليقضي عليه. نعترف ان هؤلاء الشباب احدثوا ثورة فينا جميعا، كنا وهذه هي الحقيقة ننتظرها للتصحيح، ننتظرها شفافة صافية لا يستغلها منحرف أو سارق أو مستغل أو بلطجي فكل القضايا التي اثارها الشباب كانت امام اعيننا جميعا فهناك السرقة والرشوة والفساد واستغلال النفوذ والعفن في الادارات واستغلال الوطن ولكننا لم تكن لنا جرأتهم ولا شجاعتهم للثورة والخروج وتحدي النظام لاعلان الاصلاح. ازكمت انوفنا روائح الفساد في الانتخابات والتسلط والتعدي علي الحقوق وضياعها ووصلت الي حد اهانة الكرامة والجوع ولكننا كنا ننظر اليها وننتظر الفرج الذي جاء بصوت عال وهذا ليس غريبا فالشباب دائما هم الطاقة الكبري التي تحرك كل شيء. لن تفرض علينا ولن نرضي أي قوة - مهما كانت - رأيها وهؤلاء القادة في ايران الذين حرضوا المصريين ليثوروا علي بعضهم عليهم ان يتوقفوا عن افعالهم القذرة الحقيرة فليس هناك من يستطيع التأثير علي المصريين أو يكسر إرادتهم. لقد هتف الجميع واعلن الجميع رفضهم التام لاي تدخل في شئوننا الداخلية نحن الذين بأيدينا مقادير الوطن ونحن من يستطيع ان يوجه دفته الي بر الامان. قطعا نحن علي مفترق طريق جديد نحدده بأيدينا علينا ان نغير انفسنا، ان نبعد المستغلين ومن سرقوا ومن خانوا وان نقدمهم لمحاكمات الشعب علينا ان نصلح من انفسنا وعلينا ان نحافظ علي كل ما اكتسبناه خلال ثورة الشباب وعلينا ان نحافظ قبل كل شيء علي مصر فهي الباقية وهي الخالدة. علينا ان ننتبه ان هناك من يتربص بنا والا ننسي ان هناك عدواً يقف بحدودنا ينتهز الفرصة وتساعده دولة القطب الواحد لينقض علينا وهو ما لا نرضاه لمصر. حققنا ما نريده من الاصلاح بثورة الشباب وعلينا ان نحافظ علي مصر.