من أهم الأمور التي ترسخ الاستقرار والعدالة في أي مجتمع هو المساواة بين الناس جميعا في الحقوق والواجبات وعدم التمييز بينهم وإلا نكون قد أهدرنا مبدأ إلهيا في أن الناس سواسية لا فضل لإنسان علي آخر إلا بالتقوي والعمل الصالح وفي ظروف صعبة تعيشها مصر في توفير السكن المناسب والآدمي لأبنائها فمن الظلم القاتل أن تميز الدولة بين فئات علي أخري في هذه القضية. وهذا ما فعلته وزارة الإسكان في محافظة بورسعيد منعت كبار السن ممن تجاوزوا الأربعين من العمر الحصول علي وحدات سكنية التي تبنيها الدولة والثانية حرمت المطلقات من نفس الحق بحجة التلاعب في عملية الطلاق للحصول علي سكن. وقد نجحت المطلقات في ثورة غضب عارمة في استرجاع هذا الحق ولم يكن أمام المسئولين بالمحافظة إلا إعادة الحق لأصحابه مع وضع كافة الضمانات التي تكفل التأكد من موقف كل مطلقة وما إذا كان طلاقها صوريا أم حقيقيا للحصول علي وحدات سكنية. ولكن تبقي قضية كبار السن معلقة حتي الآن بسبب تعنت وزارة الإسكان التي بدأت التقدم بخطوات إيجابية يجب أن تكتمل وسمحت بعد مطالبة محافظة بورسعيد لها برفع شرط السن عن من يتقدم للحصول علي وحدة سكنية وحركت سقف السن المسموح من 40 إلي 45 سنة والمحافظة تطالب برفعه إلي 50 سنة. ولكن الحق الطبيعي أن يسقط هذا الشرط الجائر تماما والذي يمثل بالفعل عنصرية بغيضة في التفرقة بين المواطنين وكفانا التحامل علي الناس المحاصرين بمشاكل البحث عن وظائف والبحث عن سكن آدمي ومياه نظيفة ورواتب تعينهم علي حياة كريمة وغيرها من مشكلات لا يعانيها مثلهم في بلدان العالم. وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء دعاء أسأل الله أن يعطيكم أطيب ما في الدنيا «محبة الله»، وأن يريكم أحسن ما في الجنة «رؤية الله» ، وأن ينفعكم بأنفع الكتب «كتاب الله»، وأن يجمعكم بأبر الخلق «رسول الله» صلي الله عليه وآله وسلم . اللهم في هذا الصباح اجعل لنا نصيبا في كل خير تقسمه، وفي كل نور تنشره، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه، اللهم كما ايقظت أعيننا من المنام ايقظ قلوبنا من الغفلات، وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية، آمين.