حرب الخدمات الوهمية أحدث أشكال الحروب الانتخابية والتي أشعلت المنافسة في دائرة الوراق بالجيزة والتي تضم 41 مرشحا يتسابقون علي 4 مقاعد. الكل يعلن عن خدمات يفتقدها اهالي الدائرة سواء بالاعلان عن فرص عمل لا وجود لها لكسب اصوات العاطلين من الشباب واسرهم واستغلال البعض الآخر لعلاقاته داخل قسم الشرطة.. بينما يعلن مرشح آخر قدرته علي تعيين الشباب بوظائف حكومية.. ومرشح آخر يكشف فجأة عن اقترابه من السلطة الحاكمة وعلاقاته بالنظام التي تمكنه من تنفيذ المشروعات المعطلة وتحسين جودة الخدمات المعيشية المقدمة لأهالي الدائرة..كل هذه الخدمات يطلقها المرشحون كل عشية وضحاها عبر مكبرات الصوت اعلي التكاتك اوالسيارات النصف نقل او عبر صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي..شريطة الفوز بأحد المقاعد ببرلمان 2015..في المقابل اظهر اهالي دائرة الوراق وأوسيم والتي تتجاوز جملة اصواتهم ال250 ألف صوت عدم الرضا عن معظم مرشحي البرلمان هذا العام بعد ان انتشرت خدماتهم الوهمية عبر مكبرات الصوت في حملتهم الانتخابية بينما غابوا هم انفسهم عن اللقاءات الجماهيرية من خلال الندوات والمؤتمرات والمواجهات المباشرة مع اهالي الدائرة..بينما اقتصرت اجتماعات المرشحين مع الاقارب والاصدقاء وسط تجاهل تام للقاءات البسطاء والتعرف علي مطالبهم واحلامهم . تضم دائرة الوراق مناطق حي وراق «العرب والحضر» ومدينة اوسيم التي تتميز بطبيعتها الريفية والتي تعتمد علي القبليات ويتضح اعتماد مرشحيها علي اصوات العائلات بداخلها وتعتبر من اكثر المناطق انغلاقا علي نفسها وتعتبر تمركزا كبيرا لجماعة الاخوان..في الوقت ذاته غابت التحالفات الانتخابية بين مرشحي الفردي بالدائرة واستحسن كل منهم خوض الانتخابات دون تحالفات.. طبيعة الدائرة وغياب الثقة يزيد من صعوبة التكهنات والتوقعات لمن سوف يفوز بأحد المقاعد الاربعة في البرلمان بعد زيادة الوعي السياسي عند الناخبين بعد ثورتين شهد لهما العالم. وفي قراءة أولية للمشهد السياسي لدائرة الوراق يتضح غياب الوعي السياسي وخبرة خوض الانتخابات لدي معظم المرشحين بالاضافة إلي فقدانهم للقاعدة الجماهيرية بالدائرة لتنحصرالمنافسة بين اربعة مرشحين منهم اثنان من اعضاء مجلس الشعب السابقين في برلمان 2012 المنحل وهم: مصطفي جعفر سلمان البرلماني السابق واحد اهالي الوراق والفائز بمقعد الدائرة بعد تحالفه مع حزب النور والسلفيين في برلمان 2012 المنحل كما سبق ان ترشح في برلمان 2010تحت مظلة الحزب الوطني وتم رفضه من قبل لجنة السياسات ليعيد ترشحه بدعم من حزب الوفد في برلمان 2015.. ويعتمد اعتمادا كليا علي عائلته.. وكذلك البرلماني السابق عبد الرحمن كمال ابوعوف من اهالي الوراق خاض انتخابات 2012 علي قائمة «العدالة الاجتماعية « وفاز بمقعد الحزب عن الدائرة.. بينما يخوض مفيد ثابت يسئ اقلاديوس «محامي» الانتخابات بدعم من حزب المصريين الاحرار معتمدا علي الدعم. ويكتمل اركان المربع المنافس علي اربع مقاعد لدائرة الوراق بخوض المرشح أسامة حسني الاشموني «رمز السفينة» من اهالي الوراق الانتخابات مستقلا معتمدا علي رصيد خدماته انطلاقا من عضويته بالمجلس المحلي للحي وكذلك شعبيته بين اهالي الوراق. وتشير العديد من الدوائر السياسية إلي ان منطقة أوسيم بها بؤر عديدة لجماعة الاخوان مما دعا عددا من المرشحين لاستبعادهم من دعايتهم الانتخابية بسبب ميولهم الاخوانية.. مؤكدين ان أصوات منطقة اوسيم تعتبر خارج المنافسة.