تفوح بين أركان جامعة حلوان رائحة فساد.. لا أعتقد أنها أقل من أي فساد مالي.. لأنها اختلاس حقوق.. كما تصطدم الواقعة بوزير التعليم العالي د.أشرف الشيحي.. الذي أعلن أنه سوف يتعقب الفاسدين. القصة بدأت عندما أعلنت جامعة حلوان إطلاق كلية الطب البشري.. علي أن تستقبل المتفوقين المنتقلين إلي الفرقة الخامسة.. وانتشر الخبر في أوساط المتفوقين.. وهم ألوف موزعون علي كليات الطب بشتي أقاليم مصر.. وحلم كل منهم بالانتقال إلي كلية الطب بجامعة حلوان.. لأن هذه الدفعة سيكون منها «المعيدون» الأوائل.. وهي إذن تمثل فرصة قد لا تتاح في الجامعات القديمة المكتظة. بعد أن أسرع الطلاب المتفوقون إلي ديوان الجامعة.. لكي يقدموا الأوراق التي تثبت تفوقهم.. فاجأهم المسئولون الإداريون بأن الباب مازال مغلقا ولا تحويلات.. وسأل المتفوقون عن سبب التأخير فلم يجدوا رداً واضحا.. وتردد المتفوقون علي جامعة حلوان ليعرفوا مصيرهم.. فأخبرهم الموظفون أن الكلية سوف تقبل طلبة جامعتي القاهرة وعين شمس فقط!!.. حتي لو كانوا أقل تقديرا.. وأقل تفوقاً.. وأضاف الموظفون أنها تعليمات عميد الكلية المنتدب المؤقت.. إذن عميد الكلية المؤقت يرتب لاستبعاد الممتازين.. والسؤال: لصالح من!!. لكن لا إجابة لأن الموظفين يخشون من بطش العميد المؤقت.. ثم تتوالي فصول الفساد المر.. عندما يخبرهم الموظفون أن الموضوع متوقف.. لكنهم يهمسون في آذانهم أن أكثر من العشرين طالبا قدموا أوراقهم.. وتم قبولها!!!.. وسوف يحصلون علي حقوق غيرهم من الطلبة الحاصلين علي تقديرات أعلي. اتصل لفيف من المتفوقين «بالأخبار».. وتدخل الزميل الصحفي مصطفي عبده.. وسأل نائب رئيس الجامعة د. سمير الدمرداش الذي أعلن أن هذا التصرف غير دستوري!!.. كما أعرب عن دهشته لما يجري خلف ظهر الإدارة العليا للجامعة!!. العام الدراسي قد بدأ بالفعل.. ومازال الأمر غامضا!!.. وهمس بعض الموظفين بأنه سيتم مفاجأة الطلاب بأن باب التحويل سوف ينغلق قبل تقديمهم أوراقهم.. وستعلن الكلية أنها قبلت الأوراق التي بين يديها.. وسيتم استبعاد الممتازين!!. مطلوب تدخل رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل.. لأن انتصار الفساد سوف يعصف بانتماء هؤلاء المتفوقين.. تماما كما حدث في امتحان الثانوية الأزهرية هذا العام.. عندما فوجئ المتفوقون من أبناء الأزهر بعملية التصحيح الهزلية.. كما فوجئوا بهزلية إعادة التصحيح.. كما فوجئوا بتصريحات قادة الأزهر غير الدقيقة.. ما كان سببا في شعورهم بمرارة في وطنهم.. وإلي الآن لم يجدوا من ينصفهم. عندما أعلن الرئيس السيسي محاربة الفساد.. توجب علينا أن نعاونه.. وإن لم نفعل.. فنحن إذن لا نستحق هذا الرجل.