سبق أن تحدثنا انا وغيري كثيراً عن مكافحة الارهاب المادي والمقصود به الإرهاب الذي يظهر في صورة عمل مادي وهو من وجهة نظري نوع من الارهاب التقليدي الذي يسهل مواجهته حيث ان هذا النوع من الارهاب في حالة الوصول الي مرتكبه سوف يكون واضحاً هدفه ومقصده وهذا ايضا في حالة توجيه العمل الارهابي الي عنصر بعينه ففي هذه الحالة أيضا يمكن الوصول الي هدف العمل الإرهابي حتي ولو بات الفاعل مجهولاً. الا أن الحقيقه والخطر من وجهة نظري هما الارهاب الفكري وهذا النوع من الارهاب هو الذي يحتاج الي تكاتف عناصر الدولة برمتها لتوجيه ثقافة المجتمع نحو مواجهة هذا النوع المدمر من الارهاب! ولكن كيف تتم هذه المواجهة لتوجيه ثقافة المجتمع نحو هذا النوع من الارهاب وهو الأخطر علي الإطلاق؟ في البداية وقبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نتعرف علي المقصود بثقافة المجتمع وايضا المقصود بالارهاب الفكري؟ ونبدأ بثقافة المجتمع لأن تعريف الإرهاب الفكري لن يتضح جلياً الا من خلال بيان المقصود بثقافة المجتمع فثقافة المجتمع هي قواعد السلوك التي يمتلكها الفرد في ظل العادات والتقاليد والقيم التي يعيش فيها وهذه الثقافة تقتضي الاحساس بالآخر في المجتمع الذي نعيش فيه ليكون السلوك في النهاية ملائما للبيئة فثقافة المجتمع هي رمانة الميزان نحو الحكم علي مستقبل الدولة وتقدمها. أما عن الإرهاب الفكري فهو السلاح المدمر الذي من خلاله يتم اغتصاب العقول ويستخدمه من يتربص بأمن هذا الوطن ويصبوا من خلاله الي تغيير هوية وثقافة المجتمع ليكون مجالاً خصباً لتحقيق أهدافه وأفكاره وهذا النوع من الارهاب له وسائل عديدة يمكن من خلالها الوصول الي تلك العقول. كما يجب ان نعي ان الارهاب الفكري هو أسلوب رخيص وداء خبيث وخطير وإذا ما أطل بوجهه القبيح علي أي مجتمع واستشري في أوصاله فإنه يكون نذير شؤم وهلاك فهذا النوع من الارهاب يسلب الانسان أغلي وأعز ما يملك وهو عقله فيجعله أداة طيعة رخوة يستقبل ويتقبل كل ما يملي عليه فهو أخطر علي أمن المجتمع واستقراره واسلوبه مناف للقيم الانسانية والاخلاقية. من هنا بات ضرورياً ونحن في مقام الاجابة عن السؤال السابق تكاتف جميع أجهزة الدولة من اجل تدعيم »ثقافة أنا مصري« وذلك من خلال آليات معينة في صورة لجان أو خلافه تضم أفراداً من نسيج هذا المجتمع لديهم القدرة علي اعلاء هذه الثقافة من اجل مصر والحيلولة دون تسرب هذا الارهاب الفكري الي شباب مصر الواعد ومستقبلها. وفي النهاية فليكن لنا عبرة من هذا الدرس الذي لقنه شباب مصر للعالم كله في التعبير عن انفسهم وتحمله المسئولية في الحفاظ علي أمن الوطن من خلال التلاحم الوطني الذي وقف حائلا ضد من حاول استغلال هذا الحدث الجل من اللصوص والخارجين علي القانون لسرقة تاريخنا أو شرفنا وفي الحقيقة فإنه من وجهة نظري كانت الثقافة الحاكمة في هذا الموقف العظيم هي ثقافة أنا مصري!! ولكن الأهم لشبابنا هو أن يعي أن قوام تلك الثقافة وسمو غايتها هو الحفاظ علي أمن مصر وسلامتها!! لذا بات ضرورياً تفعيل تلك الثقافة »أنا مصري« بداية من الاسرة ومروراً بالمجتمع الدراسي سواء علي مستوي المدارس أو الجامعات وانتهاء بالاجهزة المعنية بالدولة وذلك من خلال السيطرة علي الارهاب الفكري ومحاصرته وتضييق الخناق عليه حتي الموت. فهل هناك شرف يداينه شرف الانتماء لمصر وهل هناك فخر وعزة وكبرياء يرقي لأن تقول »أنا مصري« نعم أريد أن يخرج صوتي من قلبي وليس من حنجرتي ليصل الي العالم بأسره قائلاً أنا مصري أنا مصري!!