سيناء أمل الغد.. بقعة غالية مع كل مصري وفي البوابة الشرقية والتي انهزم علي ارضها الكثير من الغزاة امثال الهكسوس والتتار والمغول والصليبيين والصهاينة.توجهت اليها الاطماع الاستعمارية ودارت الصراعات حولها من القوي المختلفة منذ العقد الاخير من القرن ال17 وبداية من القرن ال18.. كما ان هناك جهودا محمومة ومتسارعة طمعا في هذه الارض الطيبة وتحقيق الحلم الصهيوني بامتداد دولة اسرائيل المصطنعة من النيل للفرات. وقد حققت مصر نصرا سياسيا ضخما علي كل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل عام 1956 وخاب امل اسرائيل في احتلال سيناء وجاءت هزيمة يونيو 1967 لتؤكد الاطماع الصهيونية في سيناء حيث شرعت علي الفور في ربط سيناء بالدولة الصهيونية وشيدت خط بارليف الحصين المنيع علي الضفة الشرقية للقناة ليشكل الحدود الوهمية لدولة اسرائيل ولفصل سيناء عن الوطن الام.. وجاء انتصار اكتوبر 1973 بمثابة الصاعقة التي قضت علي الحلم الصهيوني من النيل الي الفرات وكذلك امال الدولة العبرية. وقد راود الحلم الصهيوني اسرائيل عندما وصل تنظيم الاخوان الارهابي الدموي الي الحكم من خلال مندوبه في رئاسة الجمهورية «المعزول» محمد مرسي في اقتطاع سيناء من الوطن الام لاقامة وطن للفلسطينيين في جزء منها وضم الجزء المتبقي لاسرائيل وجاء نجاح ثورة 30 يونيو 2013 بمثابة الزلزال الكبير الذي اعقبه تسونامي حفر قناة السويس الجديدة وافتتاحها وتشغيلها في 6 اغسطس الماضي ثم موجة اخري من التسونامي لاتقل في شدتها وقوتها عن الاولي تمثلت في اعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي الاحد 16 اغسطس الماضي اثناء مشاركته في الدورة التثقيفية التاسعة التي نظمتها ادارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة علي مسرح الجلاء عن ربط سيناء بالوطن الأم بحفر 6 انفاق اسفل القناة تتكلف 30 مليار جنيه المقرر الانتهاء من اربعة منها اكتوبر العام المقبل وبهذا تتحول علاقة سيناء بالوطن الام كعلاقة حي امبابة «الضفة الغربية للنيل» بحي بولاق ابوالعلا «الضفة الشرقية للنيل». فانت في امبابة تستطيع ان تعبر الي بولاق في دقائق معدودات عن طريق مترو الانفاق او كوبري روض الفرج او كوبري امبابة او كوبري قصر النيل او كوبري اكتوبر او الاتوبيس النهري.. كما انك تستطيع ايضا وانت في الضفة الغربية لقناة السويس ان تعبر الي سيناء في دقائق معدودات من خلال الانفاق الستة الجديدة اضافة الي نفق الشهيد احمد حمدي او من خلال كوبري السلام المعلق، او من خلال المعديات المنتشرة علي طول القناة من السويس الي بورسعيد.. وكما ينادي المنادي في موقف امبابة علي الركاب «بولاق بولاق» فسينادي كل المنادين في كل المواقف المنتشرة علي ارض مصر «سيناء سيناء». بهذا يكون الرئيس السيسي قد قضي علي الحلم الصهيوني في الاستيلاء او النظر الي سيناء ولكن علي مثقال ذرة من تراب مصر الذي يعشقه ويقدسه كل المصريين.. فرياح التنمية المستدامة هبت علي سيناء ووحدت كل المصريين خلف قيادته السياسية لتحقيق الانجازات ومواجهة التحديات. حقيقة لقد اكدت هذه الرياح مجددا ان برامج تنمية سيناء خطوة مهمة علي الطريق ولها جدواها الاقتصادية وربط سيناء وبالدلتا انطلاقة كبيرة سيتحدث عنها التاريخ بأنها خطوة عملاقة ونصر جديد للمصريين لمواجهة اطماع الدول الكبري في سيناء ارض الفيروز.