أحيانا يحتدم السباق بين جماهير قطبي الكرة المصرية في المدرجات .. وأحيانا تصاب علاقات بعض اللاعبين في الناديين الكبيرين بالتوتر علي البساط الأخضر نتيجة حماس زائد ..لكن أن تتدحرج كرة النار وتصل الي مسئولي الزمالك والأهلي الذين يقفون الآن وجها لوجه علي مائدة مفاوضات اللجنة السباعية الخاصة بحقوق البث الفضائي ونسب توزيعه علي الأندية .. وما يزيد من سكب البنزين علي كرة النار الموقف المتشدد للزمالك بشأن اقرار توزيع نسب البث المقترحة والتي جاءت منذ عام ونصف بعد مفاوضات ومداولات من قبل جميع الجهات الشرعية المتمثلة في المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة وباقي الاطراف في حضور خبراء من الدوريات الأوربية أمثال انجلترا وايطاليا ..وبعد عام ونصف فاجأ الزمالك جميع الاطراف المعنية والمراقبين للأحداث بإعلانه رفض النسب المقترحة والتي تم إقرارها بالأغلبية رافعا شعارا يحمل في ظاهرة عدالة توزيع نسب البث وفي باطنه الرفض شكلا وموضوعا لبند البطولات الذي يمنح الاندية الأكثر احرازا للبطولات والألقاب في الدوري نسبة 10٪ وهذا البند من وجهة نظر الزمالك يصب في مصلحة الأهلي لذا فإن الزمالك في آخر اجتماع للجنة البث يوم الأحد الماضي طالب برفع هذا البند وتوزيع نسبته علي باقي النسب الأخري والخلاصة أن بند بطولات الأهلي الأكثر إحرازا للدوري يمثل عقدة واضحة للزمالك في توزيع نسب البث الفضائي لدرجة أن الزمالك قدم مقترحا بنسب توزيع أخري غير المقرره من قبل اللجنة السباعية بمقتضاه يحصل علي مبلغ نحو 8 ملايين و970 ألفا وهو أقل بنحو2 مليون جنيه من المبلغ الذي يحصل عليه اذا ارتضي بتوزيعه اللجنة والذي يصل نحو 10 ملايين و964 ألف جنيه وذلك عن عائد البث الفضائي في عام 2009 . أصل الحكاية وحتي لاتتوه الحقيقة لابد أن نعود الي الوراء لمعرفة أصل حكاية البث الفضائي والتي رواها عمرو وهبه مسئول التسويق باتحاد الكرة قائلا : منذ ما يزيد عن العامين اجتمعت أندية الدوري الممتاز ال16 لوضع أسس للبيع الفضائي بمفهوم جديد يتناسب مع طبيعة المتغيرات وهوجة القنوات الفضائية وجاء الاجتماع بتاريخ 11/ 3/ 2009 وقت أن قام اتحاد الكرة بالتفاوض مع شركة ( IMG) الانجليزية واتفق الاندية ال 16 في هذا التوقيت علي تشكيل لجنة تنوب عنها للتفاوض مع الشركة الانجليزية واختاروا 7 مندوبين للجنة التي يرأسها رئيس مجلس ادارة اتحاد الكرة بصفته يمثلون كل المؤسسات والاندية والهيئات المختلفة بالدوري. وبدأت اللجنة السباعية في مباحثات ومشاورات ومداولات فيما بينها من خلال اجتماعات دورية بالتحديد من تاريخ 21 مارس 2009ووضعت هدفا عاما نصب عينها هو الوصول الي أعلي سعر يخدم كل الاطراف ولظروف سيادية توقفت المفاوضات مع شركة (IMG) رغم أنها وصلت الي 180 مليون جنيه وأرجأت اللجنة في هذا التوقيت الحديث عن نسب البث حتي لاتنشغل عن هدفها الاساسي في التفاوض والوصول الي أعلي سعر ممكن وذلك بعد الاستقرار علي البيع للتليفزيون المصري والفضائيات المصرية الخاصة وهي دريم ومودرن سبورت والحياه والاهلي والنيل للرياضة وتم عمل عقد بالبيع لهذه القنوات لمدة موسمين 2009/ 2010 و0102/1102 قابلة للتجديد فترة مماثلة ووصل عائد البث في الموسم الاول نحو 69 مليون جنيه وفي الموسم الثاني 84 مليون جنيه باجمالي 153 مليون جنيه في الموسمين وبعد توقيع العقد تم الحديث عن نسب البث الذي حصلت منه الاندية علي دفعات بما فيها الزمالك ..وتأجل الحديث عن نسب البث في هذا التوقيت لسخونة الأحداث بين الزمالك واتحاد الكرة بعد تجاوزات رئيس الزمالك في هذا التوقيت ووصفه لمسئولي الجبلاية بالجرذان احتجاجا علي أزمة أحمد عيد عبد الملك .. وفي الاجتماع التالي رفض زاهر فرض أي نسب مقترحة من قبل اتحاد الكرة وألقي بالكرة في ملعب أطراف اللجنة باعتباره حقا أصيلا لهم وأسفرت المباحثات عن مقترح يتضمن توزيع النسب علي هذا النحو : 15٪ لاتحاد الكرة و35٪ بالتساوي علي كل أندية الدوري الممتاز الستة عشر و20 ٪علي أصحاب المراكز الاولي بالدوري وتوزع بواقع (12٪ للأول و5٪ للثاني و3٪ للثالث) و10٪توزع علي عدد المباريات المذاعة لكل الأندية و10 ٪ علي الاندية الشعبية المشاركة في البطولة منذ عام 1948تاريخ نشأة البطولة و10٪ علي الاندية صاحبة البطولات في الدوري ..وبالفعل تم اقرار هذه النسب المقترحة علي أن يتم التصديق والموافقة عليها في الجلسة التالية وظلت اللجنة دون اجتماع حتي جلسة 1/1/1102 وهي الجلسة التي شهدت حضور طارق غنيم مندوبا عن الزمالك وبعد مناقشات ومباحثات تم الاتفاق بشكل نهائي علي تنازل اتحاد الكرة علي نسبة 3٪ من نصيبه طبقا لآخر مقترح وتم اضافة ال 3٪ الي نسبة ال 20٪ الخاصة بأصحاب المراكز الاولي واعترض الزمالك مرة ثانية واعطته اللجنة فرصة للرد في جلسة 3/1/1102 وبعد ذالك تقدم الزمالك في جلسة 9/1/1102 بمقترح من اجل اقرار النسب التي تم اقتراحها في جلسة 1/1/1102 ثم عاد مرة ثانية ورفض وهو ما دفع اللجنة لتطبيق دستورها وتم اقرار النسب المقترحة بأغلبية التصويت وتم اثبات رفض الزمالك منفردا. رأي الزمالك ويقول د.اسامه المليجي المفوض من مجلس ادارة الزمالك بالتفاوض في نسب البث أنه يرفض بند البطولات شكلا وموضوعا ويطالب بالغائه واقرار المقترح الذي تقدم به الزمالك مهددا بانسحاب ناديه وبيع حقوقه منفردا ويتضمن اقتراح الزمالك توزيع النسب علي هذا النحو :12٪لاتحاد الكره و40٪بالتساوي علي أندية الدوري و13٪لأصحاب المراكز الاولي في الدوري بواقع (6٪للاول و4٪للثاني و3٪للثالث) و15٪ للاندية الشعبية و20٪ توزع علي عدد المباريات المذاعة. ورأي الأهلي وبسؤال خالد مرتجي عضو مجلس ادارة الاهلي عن أزمة نسب البث قال: إن المتحدث الرسمي باسم الاهلي في هذا الملف هو الكابتن حسن حمدي رئيس النادي.. فطالبناه بأن يقول رأيه بصفته مندوبا بلجنة الأندية بالاتحاد الدولي فقال مرتجي: إن النسب المقترحة جاءت من خلال قنوات شرعية للجنة تم اختيارها ووضع دستورها بموافقة أعضائها ومن خلال المجلس القومي للرياضه الذي كان حريصا علي استضافة كبار الخبراء في الدوريات الأوربية لنقل خبراتهم في هذا المجال ومن هذه التجارب جاءت توزيعة البث التي يعتبر بند البطولات جزءا لايتجزأ منها طبقا لما هو متبع في كبري الدوريات العالمية ويري مرتجي أنه في حالة البيع منفصلا بالنسبة للأندية سيكون الأهلي أكثر الأندية استفادة ..وبسؤال النائب محمد مصيلحي رئيس الاتحاد السكندري قال : العدالة مطلوبة وأنه يري أن اعادة توزيع وليس الغاء بند البطولات بنسب متساوية علي الجميع حل مرض لكل الاطراف ..وبعيدا عن أطراف الأزمة فإن العقل والمنطق والواقع يقول إن فكرة انفصال الاندية وبيعها لحقوقها منفصلا هي فكرة مرفوضة شكلا وموضوعا في ظل البيان المعلن سابقا من اتحاد الاذاعة والتليفزيون والذي اعتبرفكرة الانفصال دعوة للفوضي خاصة وأن الاندية باعت حقوقها بالفعل منذ عام ونصف العام ومن خلال اللجنة السباعية الشرعية والتي لم يكن الطرف المشتري (التليفزيون المصري) يعلم أنها لم تقسم نسب حقوقها داخليا قبل أن تبيع له حقوقها أي أن المشكلة باتت داخلية بين أعضاء اللجنة وليس من حق أي طرف الانفصال لأنه باع وحصل علي دفعة من حقوقه .
